شهدت مدريد احتفاء خاصاً بالشاعر ادونيس باعتباره"صوتاً عربياً حراً وحداثياً بامتياز"، إضافة إلى أنه يبقى حسب المحتفين به"أحد الشعراء الكبار الذين ما زالوا يفاجئون قراءهم بالجديد". وفي هذا السياق صدرت لأدونيس أخيراً ترجمة الجزء الأول من"الكتاب"الى الاسبانية وقد صدر عن دار"الشرق والمتوسط"التي تشرف عليها الشاعرة كلارا خانيس، هذه الترجمة من إنجاز المستعرب الإسباني فيديريكو أربوس الذي سبق أن ترجم لأدونيس كلاً من"كتاب التحولات"وقصيدتي"قبر من أجل نيويورك"و"مراكش/ فاس". وتم الاحتفاء بترجمة الجزء الأول من الكتاب بحضور أدونيس في المكتبة الوطنية في مدريد وأسندت مهمة التقديم إلى الشاعر الكثالاني بيري جيمفرير الذي يعتبر البعض أنه مؤهل لجائزة نوبل. وفي اللقاء تحدث جيمفرير عن أدونيس باعتباره"الصوت الأهم في عالمنا الحاضر"، مضيفاً:"إنه شاعر مطلق يضاف إلى التقاليد الشعرية الكبرى مع هوميروس ودانتي وإليوت وبودلير ورامبو، وشعره أداة عميقة لاكتساب المعرفة". أما أدونيس فتحدث عن صعوبة تناول تجربته الملتبسة مع الشعر كمبدع واعتبر"الكتاب"جزءاً من هذه التجربة،"إنها محاولة لمحاكمة تاريخنا السياسي والثقافي". ونقل ايضاً إلى الإسبانية كتاب أساس آخر لأدونيس هو كتاب"مفرد بصيغة الجمع"الذي صدر عن دار لينتوا ضمن سلسلة يشرف عليها الشاعر الإسباني أنطونيو كوليناس، وأنجز الترجمة شاعران أحدهما من المغرب وهو خالد الريسوني والثاني من جبل طارق وهو ترينو كروث، والترجمة تمت عن النص العربي مباشرة، واستغرق العمل فيها سنة ونصف سنة تقريباً، وتلقى المترجمان تهنئة عدد كبير من الشعراء الإسبان من مثل خوسيه مانويل كاباييرو بونالد وكلارا خانيس وأنطونيو غامونيدا وخينارو تالينس وغيره بحسب ما أكد الشاعر خالد الريسوني في لقاء خاص مع"الحياة". وأشار الريسوني الى أنه يعمل منذ مدة مع صديقه ترينو كروث على إعداد ترجمات لتجارب شعرية مهمة، عربية ومغربية، إلى اللغة الإسبانية. وبعد تعريف القارئ الإسباني بشكل الكتابة في"مفرد بصيغة الجمع"ورد في المقدمة التي وضعها المترجمان أن هذا الديوان"هو بمثابة دعوة لإعادة تشكيل الكائن وتملُّك الذاكرة، يعبره حشد من الكائنات التي تسكن ذواتنا، ولذلك فقراءته تُقربنا في شكل سري مِنَّا، أليست تلك وظيفة الشعر الحقيقي؟"