تعتزم اسرائيل اجلاء كل المستوطنين من غزة وجزء من الضفة الغربية بدءاً من الاسبوع المقبل في اطار خطة رئيس الوزراء أرييل شارون "لفك الارتباط" مع الفلسطينيين. في ما يلي عرض لأهم القضايا التي ستنشأ عما سيكون أول اخلاء لمستوطنات من أراض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 ويريدها الفلسطينيون لاقامة دولتهم عليها. - هل سيكون الانسحاب سلمياً؟ قدم أكثر من نصف المستوطنين طلبات للحصول على تعويضات من الحكومة، وهو مؤشر على أن الكثيرين منهم قد يخرجون بهدوء. وقالت حركة المستوطنين الرئيسية ان مقاومة الانسحاب لن تتسم بالعنف، لكن الاجهزة الامنية تخشى من أن يلجأ بعض المتطرفين للعنف أو اشعال الصراع مع الفلسطينيين من خلال هجمات. من جانبها، تعهدت الفصائل الفلسطينية بالتزام "الهدوء" بناء على طلب الرئيس محمود عباس. وترى اسرائيل أن هناك تهديداً كبيراً بوقوع هجمات على المستوطنين المغادرين والجنود نظراً لحرص الناشطين الفلسطينيين على اعلان انتصارهم وضعف أجهزة الامن الفلسطينية. ووضعت اسرائيل التي تعهدت بعدم الانسحاب تحت النيران، قوات مسلحة في حالة تأهب لاجتياح مدن فلسطينية في حال استئناف اطلاق النار. وقد يؤدي ذلك الى تفجر قتال عنيف. - هل سيسود السلام قطاع غزة بعد الانسحاب؟ يعمل ضباط أمن مصريون على تدريب قوة فلسطينية خاصة قوامها خمسة الاف جندي لفرض النظام ومنع عمليات النهب في المستوطنات والقواعد العسكرية التي سيجري اخلاؤها. وبدأ عباس اصلاحات في أجهزة الامن الفلسطينية التي تعاني من الفساد وغياب خطوط واضحة لتحديد السلطة والافتقار الى الدافع الى جانب التنافس في ما بينها. لكن الاصلاحات تواجه مقاومة داخلية شديدة، في حين اكتسب الناشطون الاسلاميون قوة فعلية في مناطق واسعة من غزة. ويمكن أن تستمر الفوضى في غزة على المدى القريب على الاقل. - هل يمكن أن ينهض اقتصاد غزة من عثرته؟ ليس قبل أن تخفف اسرائيل من احكام قبضتها على المنافذ البرية والبحرية والجوية لغزة. وتقول الدولة اليهودية ان مثل هذه الخطوات قد تحدث، لكنها تريد ضمانات أمنية أفضل. أما الفلسطينيون فيرون أن العزلة التي فرضت على القطاع تسببت في انهيار اقتصادي وفي العنف. وتريد اسرائيل سحب قواتها من حدود غزة مع مصر، وهي المنفذ الوحيد للقطاع على دولة عربية، لكنها تريد من القاهرة أن تثبت أنها قادرة على منع تهريب الاسلحة الى الناشطين. وهناك حديث عن طريق أو خط للسكك الحديد يربط بين غزةوالضفة الغربية. وتقول اسرائيل ان غزة يمكن أن تخطط لبناء ميناء بحري، لكنها ترفض السماح للقطاع باعادة فتح المطار الوحيد. - هل سيؤدي الانسحاب الى تطبيق خطة "خريطة الطريق" للسلام؟ من غير المرجح حدوث ذلك على المدى القريب. وتستبعد اسرائيل ما تنص عليه خطة خريطة الطريق التي ترعاها الولاياتالمتحدة في شأن اقامة دولة فلسطينية من دون تفكيك جماعات الناشطين الفلسطينيين أولا. ويتفق مسؤولون فلسطينيون على ضرورة وقف اراقة الدماء، لكنهم يرفضون نزع سلاح الفصائل من دون ضمانات بإقامة دولة تتوفر لها مقومات الحياة من خلال المفاوضات. ويخشى المسؤولون تراجع مثل هذه الاحتمالات فيما توسع اسرائيل من المستوطنات في الضفة. ويهدد الوصول الى طريق مسدود ديبلوماسياً بعد الانسحاب باشعال الانتفاضة مجدداً. ويمكن أن يعتمد شارون على عزل أي صراع قد ينشب عبر ابقاء الفلسطينيين داخل غزة وخلف جدار عازل تبنيه اسرائيل في الضفة. وقد يؤدي تدخل قوي من أميركا الى توفير حل وسط في شأن أساس المحادثات، لكن توقيع اتفاق سلام نهائي يبدو بعيد المنال. - هل سيعزز الانسحاب من موقف شارون؟ سيكون شارون في الصدارة لاعادة انتخابه اذا لم تعد غزة مصدراً لهجمات خطرة وحافظ ناشطو الضفة على هدوئهم وزادت فرص التوصل الى سلام. أما اذا حدث ما يتوقعه اليمينيون المعارضون للانسحاب وزادت هجمات الناشطين الذين يأملون في أن يسفر العنف عن مزيد من الانسحاب، فإن شارون قد يطاح به من زعامة حزب ليكود من قبل خصمه في الحزب بنيامين نتنياهو. - هل سيعزز الانسحاب من موقف عباس؟ سيكتسب عباس الذي ينظر اليه على أنه معتدل نفوذاً لدى الناشطين اذا أشاع الانسحاب الهدوء في الاراضي الفلسطينية واتاح لقطاع غزة فرصة التواصل مع العالم الخارجي لتطوير اقتصاده ودفع خطة خريطة الطريق قدماً. ومن شأن هذه العوامل أن تساعد حركة "فتح" التي يتزعمها عباس على درء التحدي الذي تمثله "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في الانتخابات التشريعية المقبلة. أما في حال عدم حدوث ذلك، فإن الفوضى في المناطق الفلسطينية قد تتفاقم وتتراخى قبضة عباس على السلطة.