سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العامري التقى الدليمي للمرة الأولى ... والاميركيون لا يعارضون حواراً مع فئة من المتمردين . "منظمة بدر" تعترف بشرعية المقاومة و "الاسلامي" يؤكد تعهدها "تأديب الزرقاوي"
في تحرك سياسي لافت، بعد مؤتمر القاهرة، أكد زعيم الحزب الاسلامي محسن عبدالحميد ل"الحياة"أن السنة سيشكلون هيئة خاصة"للتفاوض مع المقاومة الشريفة"التي قال انها"ستتعهد تأديب جماعة تنظيم القاعدة بزعامة أبي مصعب الزرقاوي والبعث الصدامي ميدانياً". وفي توجه شيعي لافت للمصالحة مع السنة وجذبهم الى المشاركة في العمل السياسي عقد الأمين العام ل"منظمة بدر"الشيعية مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع نائب الأمين العام ل"مؤتمر أهل العراق"سني محمد الدليمي، اعترف خلاله بأن"المقاومة حق مشروع في العراق"، لكنه شدد على أن"معركة العراقيين الحقيقية الآن هي ضد الارهاب...". ويبدو ان هذا التوجه العراقي الى الحوار مع المقاومة يلقى دعماً اميركياً، إذ أشاد الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية الجنرال ريك لينش بنتائج مؤتمر القاهرة الذي دعا الى انضمام ممثلي المقاومة الى المفاوضات السياسية، وأقر بأهمية التمييز بين فئاتها مستبعداً المقاتلين الاجانب ومؤيدي النظام السابق، واعتبر لينش ان"المعارضين العراقيين المسلحين، سواء كانوا سنة أو شيعة، ينبغي ان ينضموا الى العملية السياسية وان يكونوا جزءاً من الحل وليس المشكلة". وقال عبدالحميد ل"الحياة"ان"ممثلي مؤتمر القاهرة سيباشرون اتصالاتهم مع قادة المقاومة الوطنية". وأوضح ان"السنة الذين يؤمنون بالعملية السياسية سيفاوضون المسلحين لترتيب الوضع"داخل الطائفة. وتابع ان لدى"القادة السياسيين معلومات تفيد بأن المقاومة الشريفة تقبل العمل السياسي لكنها لن تشارك فيه". وأشار الى خيارين"أمام المسلحين الشرفاء اما تفويض القوى السنية المعلنة لتمثيلهم في المفاوضات مع الحكومة وفي مؤتمر بغداد المرتقب أو تحديد قيادة للمشاركة في العملية السياسية والانتخابية وفي المفاوضات". ورأى ان الوضع السني بعد مؤتمر القاهرة سيشهد تطوراً مهماً يتمثل بتوجيه المقاومة الشريفة تحذيراً الى جماعة تنظيم القاعدة بزعامة ابي مصعب الزرقاوي"لتكف عن الارهاب وكذلك جماعة الخط البعثي الصدامي... وإذا لم تذعن الجماعتان للتحذير تؤدبهما ميدانياً". لكنه أكد ان"المقاومة الشريفة لن تقبل التعاون مع القوات العراقية لضرب الزرقاوي او البعث الصدامي وستتولى هي بنفسها التصدي لهما". وكشف ان"الجماعتين اغتالتا عدداً من قادة المقاومة الوطنية في مؤشر الى الهوة بين الطرفين"، متوقعاً انحسار تأثير الجماعتين الارهابيتين في المناطق السنية في المدى المنظور. ولفت إلى ان المقاومة ابلغت القادة السياسيين السنة ممثلين ب"الحزب الاسلامي"و"مؤتمر اهل العراق"و"ديوان الوقف السني"و"هيئة علماء المسلمين"أن"الانتخابات المقبلة ستجري في أجواء هادئة". قال العامري في مؤتمر صحافي مشترك مع محمد الدليمي، نائب الأمين العام ل"مجلس العراق الموحد"الذي يتزعمه أنور اللهيبي في بغداد امس ان"المقاومة حق مشروع في العراق وكل البلدان لكن الاعتراف بها لا يعني ان ندفع باتجاه التحريض على استهداف القوات الاميركية والمتعددة الجنسية طالما ان بقاءها يلبي مطالب الحكومة"، موضحاً ان"الحاجة الأمنية هي التي دفعت الحكومة الى طلب تمديد بقاء القوات الأمنية الأجنبية على ارض العراق حتى نهاية العام 2006". وأضاف ان"المطالبة بانسحاب هذه القوات من العراق من دون بناء اجهزتنا الأمنية كارثة حقيقية"حالياً. ورد العامري على اعلان السفارة الاميركية تحفظ واشنطن عن بعض البنود التي تضمنها البيان الختامي لمؤتمر القاهرة، خصوصاً الحوار مع المقاومة، فقال:"نحن نمثل رأي الشعب العراقي. ونحن غير مسؤولين عن الرأي الأميركي. هم أحرار في التحفظ عما يجدونه غير مناسب من وجهة نظرهم". من جانبه أكد الدليمي ان"كل الأطراف العراقية التي شاركت في مؤتمر القاهرة أجمعت على محاربة الإرهاب بكل أشكاله"، مشيراً الى"اتفاق مبدئي"بينها"لتشكيل لجنة خاصة لمتابعة مسألة تحجيم الإرهاب في البلاد ومتابعة قضايا المعتقلين الذين لم توجه إليهم تهم محددة". وأوضح ان البيان الختامي لمؤتمر القاهرة"جاء بصيغة توافقية". الى ذلك، ناقشت الجمعية الوطنية البرلمان أمس التعديلات المقترحة على قانون الإرهاب الذي أقرته الشهر الماضي على ضوء مقررات مؤتمر القاهرة التي أكدت"الاعتراف بالمقاومة الوطنية الشريفة"، وتمت مناقشة التعديلات بحضور رئيس الوزراء الجعفري ووزير الداخلية باقر جبر صولاغ.