اعترفت "هيئة علماء المسلمين" بوجود جماعات مسلحة غير عراقية داخل الفلوجة، فيما بدا ان نجاح مساعي تسوية ازمة المدينة سيؤدي الى نتيجتين خطيرتين: الأولى، ابرام صفقة بين الجماعات العراقية المسلحة والحكومة العراقية للتخلص من الجماعات غير العراقية. والثانية، امكان حدوث مواجهات بين الجماعات العراقية والأخرى غير العراقية وفي صدارتها "جماعة التوحيد والجهاد" بزعامة ابي مصعب الزرقاوي. واستناداً الى مسؤول أمني كردي، فإن حل ازمة المسلحين في الفلوجة سيحدد مصير عمليات المقاومة في عموم انحاء العراق ومصير الجماعات المسلحة غير العراقية. وللمرة الاولى، كشف الشيخ عبدالستار عبدالجبار، عضو "هيئة علماء المسلمين" ل"الحياة" وجود جماعات مسلحة غير عراقية داخل الفلوجة. وقال ان على هذه الجماعات ان تدبر نفسها بنفسها اذا سويت أزمة الفلوجة بشكل نهائي، مضيفاً انه لا توجد صفقة ضد أحد ولا توجد مؤامرة على الجماعات غير العراقية في ضوء المفاوضات الراهنة بين بعض وجهاء الفلوجة وممثلي الحكومة العراقية. وتابع: "بعض المفاوضين من الفلوجة له تأثير نسبي على جماعات المقاومة العراقية الموجودة داخل المدينة ما يعطي قوة للمفاوضات الحالية مع الحكومة". ورأى ان تعدد الجماعات العراقية المسلحة ربما يعوق التوصل الى اتفاق سلام على الارض. ونفى اي دور مباشر ل"هيئة علماء المسلمين" في المفاوضات مع حكومة اياد علاوي. ولفت الى ان "الهيئة لا تتفاوض مع الحكومة العراقية ولا مع الاميركيين، وهذا موقف لا يتغير". الى ذلك، قال عبدالسلام الكبيسي، العضو البارز في "هيئة علماء المسلمين" ان فرع الهيئة في الفلوجة برئاسة مكي الكبيسي له دور غير مباشر لدى الوفد المفاوض من الفلوجة. واضاف ان "الهيئة على اطلاع كامل بمجريات المفاوضات مع الحكومة العراقية". واشار الى ان جماعات المقاومة العراقية في المدينة ابلغت الوفد المفاوض تصورها لحل سلمي لأزمة الفلوجة، في اشارة الى وجود اتصالات بين المقاومة والمفاوضين الذين يذهبون الى وزارة الدفاع العراقية. وقالت المعلومات ان تصور المقاومة العراقية الذي ابلغ الى حكومة علاوي يتضمن ثلاثة شروط هي، عدم دخول القوات الاميركية الى داخل المدينة وانشاء قوات امن من اهالي الفلوجة او من مناطق ليس بينها وبين الفلوجة نزاعات او خلافات، واخيراً دفع تعويضات كبيرة لاهالي المدينة. ويريد اهالي الفلوجة استبعاد اي قوات شيعية او كردية من الحرس الوطني او الشرطة العراقية من الانتشار داخل المدينة بعد ابرام اتفاق سلام معها. من جهة ثانية، ينذر انقسام الجماعات المسلحة العراقية بين مجموعات يقودها ضباط من الجيش العراقي السابق وأخرى يقودها اسلاميون عراقيون بوقوع صدامات بين الجماعتين خصوصاً ان الجماعات الاسلامية العراقية، وفي صدارتها "جماعة انصار السنة" على صلة تنظيمية وثيقة بجماعة الزرقاوي، وهو أمر قد ينسف اي اتفاق لتسوية الأزمة.