لم تشفع لرئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون تأكيداته المتواترة من أن لا خطة فك ارتباط ثانية وتكرار اشتراطه استئناف المسيرة السياسية مع السلطة الفلسطينية بتفكيك البنى التحتية للفصائل المسلحة، اذ تعرض لهجوم كلامي غير مسبوق في حدته من أركان اليمين الاسرائيلي المتطرف الذين توعدوه بالاطاحة وإرساله الى مزرعته في النقب. وقال شارون في جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس إنه لن يطرأ أي تقدم من جهة اسرائيل نحو تطبيق خريطة الطريق الدولية قبل أن يفي الفلسطينيون بالتزاماتهم ويفككوا"التنظيمات الارهابية". وطرح رئيس حركة"شينوي"المعارضة يوسف لبيد السؤال على رئيس الحكومة: كيف سترد في حال نجح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في دحر الارهاب من دون أن يفكك التنظيمات. هل ستعتبر بذلك أن السلطة نفذت تعهدها على نحو يسمح بالتقدم في العملية السلمية؟ وردّ شارون بالقول إن موقفه في هذه المسألة غاية في الوضوح ويقضي بأن تفكيك التنظيمات هو فقط احترام السلطة تعهداتها في خريطة الطريق. وأضاف ان الانسحاب من شمال الضفة الغربية لا يشبه الذي تم في قطاع غزة وأن ما سيحصل شمال الضفة سيكون اخلاء اربع مستوطنات وليس انسحاب الجيش من هذه المنطقة. وكان شارون قال مساء أول من أمس إنه لن تكون خطة فك ارتباط ثانية بعد الانتهاء من الانسحاب الحالي، وأضاف لدى تفقده جنوداً في احدى القواعد العسكرية في النقب:"هناك خطة انفصال واحدة فقط. لا توجد خطة ثانية. بمقدورنا الانتقال الى خريطة الطريق الدولية فقط في حال نفذ الفلسطينيون المطلوب منهم من تفكيك للتنظيمات الارهابية ومصادرة أسلحتها ووقف الارهاب والعنف والتحريض وتنفيذ إصلاحات". وأشار شارون الى تلقيه سيلاً من الاتصالات من زعماء العالم الذين أثنوا على تنفيذ الجنود عملية إخلاء المستوطنين"في هذه الظروف الصعبة"، وتابع:"كان لدينا حلم. ولي أيضا. اعتقدنا أن بالإمكان تحقيق المزيد لكن اتضح لنا ما يمكن القيام به اليوم... لسنا بصدد دمار الصهيونية ولا دمار المشروع الاستيطاني. الأمر صعب ومؤلم لكن علينا معرفة كيف نواجه الأمور ومن الضروري العمل على رأب الصدع في المجتمع الاسرائيلي". من جهته، اتهم قائد"مجموعة المتمردين"في حزب ليكود الحاكم عوزي لنداو زعيم الحزب رئيس الحكومة شارون بانتهاج الكذب والفساد طريقاً، وقال له في أثناء جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية:"لقد بلغت باسرائيل ذروة الفساد. لا تستحق القيادة. إنك دجال ومخادع وفاسد". وتوعد النائب اليميني المتطرف ايفي ايتام رئيس الحكومة ب"الانتقام السياسي"والعمل على إنهاء حياته السياسية:"سنطردك من الحكم. لن نكون وزراء في حكومتك وسنتركك تداعب الخراف في مزرعتك، هناك بين الجدران والأسيجة". السلطة تحبط عملية ضد اسرائيل وكشف رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية يوسي كوبرفاسر أن السلطة الفلسطينية أحبطت ليل الأحد ? الاثنين عملية خطط فلسطينيون من خان يونس لتنفيذها في اسرائيل. لكن الاذاعة الاسرائيلية نسبت الى ضابط كبير في الشعبة توقعه لهجمات مسلحة تنفذها فصائل فلسطينية شمال الضفة الغربية بعد الانتهاء من الانسحاب الحالي. اسرائيل تطالب بتعديل الاتفاق مع مصر الى ذلك، كشفت صحيفة"هآرتس"أمس أن شروطاً جديدة تريد اسرائيل اضافتها على مسودة الاتفاق مع مصر حول نشر قوات مصرية في محور صلاح الدين الحدودي بين القطاع ومصر محور"فيلادلفي" حالت دون التوقيع على الاتفاق. وقالت الصحيفة إن الشروط الجديدة أملتها لجنة الخارجية والأمن البرلمانية وعدد من جنرالات في الاحتياط تطالب المصريين بالموافقة عليها، وفي مركزها"التزام مصر منع نقل أسلحة وعتاد الى السلطة الفلسطينية في قطاع غزة". ووفقاً للصحيفة فإن مسودة الاتفاق تنص على أن مهمة الجنود المصريين الذين سينتشرون على الحدود هي محاربة الارهاب والتهريب والتسلل، الا ان اوساطاً عسكرية اسرائيلية احتجت على عدم تضمين الاتفاق بنداً يلزم مصر بمنع نقل اسلحة الى قطاع غزة. وزعم ثلاثة من العسكريين الكبار أن مصر تهدف الى استغلال هذا الاتفاق لإدخال قوات الى سيناء وانها قامت بإعداد بنى تحتية في سيناء لاستيعاب هذه القوات. وتابعت"هآرتس"أن وزير الدفاع شاؤول موفاز أطلع نظيره المصري محمد طنطاوي على الطلب الاسرائيلي بإضافة البند المذكور أو إرفاق الاتفاق الجاهز للتوقيع بمذكرة أخرى تتضمن التزاماً مصرياً بعد نقل عتاد عسكري من سيناء الى القطاع. وزادت الصحيفة أن مصر ترى أن الانجاز الاساسي الذي تحققه عبر هذا الاتفاق يكمن في موافقة اسرائيل على عدم اجراء اي تغيير في الاتفاق الا بموافقة الجانبين، ما يعني ان انتشار القوات المصرية على المحور قد يكون ثابتاً.