في مطلع الموسم الماضي، اعتقد المهاجم الانكليزي مايكل اوين ان سجله الرائع في تسجيل الاهداف سيذهب هدراً من دون ان تصاحبه القاب وانجازات، فآثر الرحيل عن ليفربول، الفريق الذي اعتبره بعيداً عن اي منافسة محلية او اوروبية ويستحيل معه تحقيق اي انجاز على رغم شعبيته الجارفة فيه، وضمان مكان في قلوب جماهيره، والاهم ضمان مكان اساسي في الخط الهجومي. ورحل اوين بعد نصيحة زميله في المنتخب ديفيد بيكهام الى ريال مدريد، على امل ملء خانة الانجازات في سجله الناصع. النتيجة كانت مدوية وبعيدة جداً من اوهام وحسابات اوين، فليفربول احرز كأس دوري ابطال اوروبا على عكس كل التوقعات، فيما كان هو"يحمي"مقاعد الاحتياط في"بيرنابو"، وفي قلبه حسرة كبيرة، وعلى رغم انه سجل 13 هدفاً في 36 مباراة، شارك في 20 مباراة منها اساسياً فقط، واحتل المركز الثاني بين هدافي النادي بعد رونالدو، لكنه ظل احتياطاً في نظر مدربه واندرلي لوكسمبورغو في ظل وجود راؤول، والآن بعد اضافة البرازيليين روبينيو وجوليو بابتيستا فانه ضاق ذرعاً، وتيقن ان مغامرته الاسبانية فشلت. وفي حين انه اعتقد ان الاندية العملاقة في بلاده ستتهافت للحظي بخدماته بسبب موهبته في تسجيل الاهداف وسجله الممتاز في كل الفرق التي لعب لها، ومنها المنتخب الانكليزي 32 هدفاً في 72 مباراة دولية، لكنه سرعان ما تفاجأ باعلان مانشستر يونايتد وارسنال ان لا رغبة لهما في ضم الهداف الانكليزي باي ثمن كان، وحتى لو كان على سبيل الاعارة، واكبر اللطمات كانت من مدرب ليفربول رفائيل بنيتيز الذي اغلق الباب في وجه عودته الى"منزله"على رغم وساطة اعضاء النادي من مسؤولين واداريين ولاعبين وايضاً من الجمهور، خصوصاً ان اوين سجل 47 هدفاً في آخر عامين قضاهما مع الفريق، لكن بنيتيز الذي لم يتوان في بيعه الموسم الماضي في مطلع استلامه مهمة تدريب الفريق لن يتوانى في الوقوف في وجه عودته. اذاً، الخيار الوحيد لمهاجم يتمتع بقصر القامة وصغر البدن، هو تسويق موهبته التي ابهر بها العالم قبل 7 سنوات خلال كأس العالم في فرنسا، وهي الاعتماد على السرعة واقتناص الاهداف، وسجله الذي يحوي ما معدله هدف في كل مباراتين. لكن الاهتمام الجدي لضمه جاء من نيوكاسل واستون فيلا، وكلاهما لا يوفر لاوين تحقيق الحلم الذي من اجله ترك ليفربول، وهو المشاركة المستمرة في دوري ابطال اوروبا وتحقيق الانجازات المحلية، وجاء الطامة الكبرى عندما دخل الصاعد الجديد والمتواضع ويغان في مفاوضات مع ريال مدريد لضم اوين، ما اعتبره الاخير اهانة لسمعته.