تستكمل مساء اليوم مباريات الجولة الثانية عشرة لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين، إذ تقام ثلاث مباريات مهمة جداً لفرق المقدمة، فالشباب يبحث عن المحافظة على الصدارة أمام الحزم، والهلال يتطلع إلى استعادة صدارته أمام أبها، والاتحاد يتحفز لجمع النقاط انطلاقاً من محطة الأنصار. الحزم - الشباب بمعنويات مرتفعة، يحل الشباب ضيفاً ثقيلاً على فريق الحزم وطموحات لا تقبل بغير الانتصار، فالشباب فريق صاحب أداء ثابت وخطوط متماسكة تجمع بين الوجوه الشابة والمحترفين المميزين، إضافة إلى بعض لاعبي الخبرة، وأجندة الأرجنتيني روميو مليئة بالأوراق الرابحة، التي تنجح دائماً وأبداً في فرض الإيقاع الذي يناسب تكتيك الفريق، ويظل خط الوسط مصدر القوة ومفتاحاً دائماً لانتصارات الليث بوجود العراقي نشأت أكرم وعطيف اخوان، كما أن زيد المولد ينطلق من اليسار مسانداً الهجمة، كما أن معاذ هو الآخر يقوم بدور مزدوج دفاعاً وهجوماً، ويغيب عن خط المقدمة فيصل السلطان لحصوله على بطاقة حمراء في المباراة الماضية أمام الهلال، وسيزج روميو بالمهاجم فهد فلاتة إلى جوار البرازيلي روجيرو، وهو ثنائي نشط ومميز ويجيد الوصول إلى منطقة الخصم من أقصر الطرق، ولدى مدرب الشباب دكة احتياط مليئة بالأسماء التي تستطيع تغيير مجرى اللقاء وتحويل الأفضلية لمصلحة الليث. وفي المقابل، لن يكون أمام مدرب الحزم أحمد العجلاني سوى إغلاق المناطق الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين، وفرض رقابة لصيقة على مكامن الخطورة في الفريق الشبابي، والعجلاني مدرب ذكي جداً، ويتعامل بعقلانية مطلقة مع إمكانات لاعبيه، وهذا ما جعل الفريق يتقدم خطوات إيجابية للابتعاد من مؤخرة الفرق، متقدماً للمركز الثامن بعشر نقاط، ويتطلع عشاقه إلى الثبات في منطقة الدفء مع اقتراب أسابيع الحسم، ويتألق صلاح الدين عقال في منطقة الوسط كأنشط لاعبي الفريق، وهناك محمد أبو عذاب يناور في خط المقدمة، وينجح معظم الأحيان في ملامسة شباك الخصوم. أبها - الهلال وفي المباراة الثانية، يلتقي أبها والهلال على ملعب الأول بطموحات متباينة، فالأزرق يسعى جاهداً لاستعادة صدارته التي سلبت منه في الجولة الماضية، من خلال تحقيق الفوز وانتظار تعثر المتصدر الشباب في محطة الحزم، بينما أصحاب الأرض لا تتجاوز أحلامهم الابتعاد الموقت عن معمعة الهبوط، وتحقيق نتيجة إيجابية أمام فريق يفوقهم بكل مقومات لعبة كرة القدم. الهلال يدخل المباراة وله من النقاط 23 نقطة، ويحتل المركز الثاني، وخطوط الأزرق متجانسة إلى أبعد الحدود ويلعب الكرة الجميلة بفضل إمكانات اللاعبين العالية جداً، إذ يتحرك البرازيلي كماتشو بكل رشاقة في منتصف الميدان، ومعظم الهجمات يحمل بصمته وتوقيعه قبل إرسالها إلى مناطق الخصم، وأيضاً هناك محمد الشلهوب، وهو الآخر صاحب إمكانات عالية ويجيد الاختراق السريع بفضل مهارته الفردية، ولدى المدرب الهلالي الكسندر خط مقدمة يصعب انتقاء الأفضل للتشكيل الأساسي ولكن الأقرب عبدالله الجمعان وياسر القحطاني، فمثل هذه المباراة بحاجة إلى مهاجم بإمكانات الجمعان للتسديد من مسافات بعيدة، لكسر الحصون الدفاعية المتوقعة للفريق المقابل. وعلى الطرف الآخر، يدخل سفير الجنوب المباراة وله من النقاط خمس نقاط، جعلته في المركز الحادي عشر، ومعركة الهروب المبكر من القاع بدأت مع انطلاق جولات الدور الثاني، ويسعى المدرب الأبهاوي إلى المحافظة على اتزان فريقه والصمود أمام قدرات وإمكانات لاعبي الهلال من خلال اللعب بأسلوب دفاعي، والاعتماد على الكرات المرتدة، التي ينطلق خلفها محمد العامري والبرازيلي اليكس، ومن خلفهما قائد الفريق ناصر القحطاني والمخضرم عبدالله مشعاب، والسلاح الذي يستخدمه مدرب أبها دائماً هو الحماسة والقتالية، خصوصاً إذا كانت المباراة على ملعبه وتحت أنظار جماهيره. الأنصار - الاتحاد وفي المدينةالمنورة، يعود الاتحاد مجدداً للمنافسات المحلية بعد فراغه من المشاركات الخارجية التي غيبته طويلاً عن الظهور المحلي، إذ يواجه مضيفه الأنصار، والمهمة الاتحادية ليست بسيطة، فأمامه مشوار طويل جداً، فالاتحاد لم يلعب سوى ثلاث مباريات جمع منها سبع نقاط، ولقاء الليلة أشبه بنقطة البداية الجديدة للعميد، للبحث عن مجد جديد، بعد الظهور الرائع في مونديال العالم، وبهذه المعنويات العالية، يخوض نجوم الاتحاد اللقاء، وبنظرة سريعة إلى خطوط الفريق، نجد أن هناك ترسانة من النجوم في كل المراكز، قادرة على قيادته إلى أصعب الانتصارات، فهناك خط وسط تصعب مجاراته على الإطلاق بوجود البرازيلي تشيكو وسعود كريري ومناف أبو شقير ومحمد نور، فهذا الرباعي قادر على الهيمنة على منطقة المناورة هجوماً ودفاعاً، إذ ينطلق شيكو كصانع لعب من الطراز الأول ومنفذ رائع للكرات الثابتة، كما أن محمد نور يخترق من العمق ويشكل مهاجماً ثالثاً في غالبية الفترات، ويندفع ظهيرا الجنب أحمد الدوخي وعدنان فلاتة لفتح جبهات هجومية يميناً ويساراً، ما يسهل مهمة ثنائي المقدمة محمد كالون وجوب أو محمد أمين. وفي المقابل، مهمة فريق الأنصار صعبة جداً بأوضاعه الفنية السيئة وهو متذيل قائمة الفرق، ويلعب أمام فريق بقامة الاتحاد وإمكانات لاعبيه، وأعتقد أن مدربه التونسي علي أبو رتيمة لن يتطلع إلى أكثر من الخروج بأقل عدد من الأهداف، وحتى الأسلوب الدفاعي لن يكون مجدياً للحد من خطورة لاعبي العميد، وتظل اجتهادات البرازيلي كوستا ومحمود سويلك ومحمد صالح غير مؤثرة ولا تعود على الفريق بالفائدة، كل المعطيات تعطي العميد أحقية النقاط الثلاث قبل صافرة البداية، إلا إذا فجر أبناء المدينةالمنورة مفاجأة من العيار الثقيل.