تتحدد مساء اليوم هوية بطل الدوري السعودي للموسم الحالي، عندما يلتقي الهلال والاتحاد على ملعب الأول في إطار الجولة الأخيرة من الدوري، كما يتحدد الفريق المرافق للوطني في رحلة الهبوط إلى أندية الدرجة الأولى، إذ انحصر الصراع بين أبها والرائد، إذ يستضيف الأول الشباب ويحل الثاني ضيفاً على الاتفاق، فيما يلاقي الأهلي الحزم، والنصر يواجه نجران، والوحدة يستضيف الوطني. الهلال - الاتحاد مواجهة قوية جداً وقمة كبيرة بما تعنيه الكلمة لتحديد فارس الموسم بعد مد وجزر دائم طوال منافسات ال21 جولة السابقة شهدت تحولات مثيرة تارة لمصلحة الاتحاد وتارة أخرى تميل للكفة الهلالية، إلا أن الحسم بقي معلقاً حتى نتيجة الجولة الأخيرة التي باتت محط أنظار الشارع الرياضي بأسره لمعرفة من سيكسب الرهان في نهاية المطاف، ولا شك أن تأخر اتضاح هوية البطل أضفى المزيد من الإثارة والندية على المباريات السابقة كما هي حال الجولة الأخيرة. الاتحاد يدخل المباراة ب52 نقطة منحته أفضلية اللعب بفرصتي الفوز أو التعادل للظفر ببطولة الدوري، وعلى رغم امتلاك الفرصتين إلا أن المدرب الأرجنتيني كالديرون من الخطأ الكبير أن يلعب للتعادل ولن يفعل ذلك، لأنه يدرك أن من يبحث عن التعادل سيخسر بكل تأكيد، ما يجعله يجهز اللاعبين للتطلع إلى كسب المواجهة وتأكيد أحقية التصدر منذ وقت باكر من انطلاق المنافسات. الفريق الاتحادي مدجج بالأسماء البارزة ذات الصفة الدولية إلى جانب العنصر الأجنبي المؤثر في خريطة الفريق، بوجود المهاجم المغربي هشام بوشروان والعماني أحمد حديد والبرازيلي ريناتو في خط الوسط، ويظل الاعتماد الأول على محمد نور اللاعب الكبير الذي يظهر في مثل هذه المناسبات كما يتمنى عشاق العميد، وأي مدرب يشرف على الفريق الأصفر يبني مخططاته الفنية كافة على تحركات نور، ومن المنتظر أن يتواجد المهاجم الشاب نايف هزازي وحيداً في خط المقدمة وسط مساندة من بوشروان ويمتاز الأخير بقدم قوية تعرف طريق المرمى جيداً. ولعل خسارة الفريق في نهائي الموسم الأخير يجعل المسؤولية مضاعفة على عاتق اللاعبين لمصالحة جماهيرهم ورد الدين للفريق الهلالي حين خطف منهم كأس الدوري في الموسم الماضي في عقر دارهم. وفي المقابل، يدخل الهلال المباراة ب50 نقطة ولا بديل عن الفوز إذ ما رغب في انتزاع الصدارة والمحافظة على اللقب، والهلال هو الآخر مزدحم بالنجوم وإن كانت الكلمة الأقوى في مثل هذه المباريات للاعبي خط الوسط بوجود الرائع السويدي ويلهامسون والروماني رادوي وطارق التايب وخالد عزيز، إذ يمثل هذا الرباعي قوة هائلة على أرض الميدان. وستكون المسؤولية الأكبر ملقاة على عاتق ثنائي المقدمة ياسر القحطاني والكوري سيول لكسر الحصون الدفاعية للفريق الضيف. المواجهة سيناريو مكرر لختام الموسم السابق حين التقى الفريقان بالحسابات نفسها، وتمكن الهلال من قلب الطاولة على الاتحاديين في عقر دارهم وكسب الموقعة بهدف من دون رد كان كفيلاً بتتويجه بدرع الدوري. أبها - الشباب تتباين الطموحات، إذ يسعى الفريق الشبابي إلى إضافة ثلاث نقاط إلى رصيده قد تمنحه المركز الثالث في حال تعثر الأهلي أمام الحزم، والشباب مرشح وبقوة للعودة بكامل النقاط عطفاً على الفوارق الفنية الكبير في المراكز كافة، فيما تعد مباراة مصيرية لأصحاب الدار كون الفوز وحده يبقي على حظوظهم في البقاء في دوري الكبار، شريطة أن يتعثر الرائد أمام الاتفاق، خلاف ذلك سيودع أبها رسمياً ويرافق الوطني إلى دوري أندية الظل. الاتفاق – الرائد يحشد فريق الرائد أسلحته كافة لعبور أهم محطة في طريق تجديد علاقته بدوري الممتاز سنة جديدة، ومتى ما كسب المواجهة سيكون أكمل متطلبات البقاء رسمياً، وفي حال التعادل أو الخسارة سيضطر إلى انتظار نتيجة منافسه أبها لعلها تخدمه في الحسابات الأخيرة للبقاء. وعلى الجهة الأخرى، يدخل الاتفاق المباراة من دون أية طموحات بعد أن تلاشت فرص المنافسة على المركزين الثالث والرابع، ما يجعل المدرب الروماني أندوني يبحث عن تجهيز البدلاء لمسابقة كأس الملك وما تبقى من دوري أبطال آسيا. الأهلي - الحزم يتطلع الفريق الأهلاوي إلى الظفر بالمركز الثالث، لذا سيرمي مدربه البلغاري ملادينوف بكامل أوراقه سعياً لتحقيق الفوز، والخطوط الخضراء تعاني من تأرجح في الأداء من مباراة إلى أخرى، وباتت الجماهير الأهلاوية لا تثق بقدرات اللاعبين على تجاوز أية مباراة. وعلى رغم أن نتيجة المباراة لا تعني الحزم على الإطلاق، إلا أن الفريق الحزماوي عنيد ولا يقبل الخسارة بسهولة، وسيكون خصماً صعباً للأهلي. النصر - نجران يحاول الفريق النصراوي مداواة جراحه وتحقيق انتصار شرفي يصالح به جماهيره الغاضبة التي تعالت أصواتها بعد الخسارة الأخيرة أمام أبها وطالبت برحيل الجهازين الإداري والفني، والخطوط الصفراء تعاني من جملة من الغيابات، إذ يغيب الثلاثي حسام غالي وأحمد البحري ومشعل المطيري بسبب الإيقاف. وفي المقابل، يسعى نجران إلى الاستفادة من ظروف مضيفه والخروج بالنقاط الثلاث لضمان المشاركة في مسابقة كأس الملك. الوحدة – الوطني مواجهة لا تحمل في طياتها أية أهمية، وأن كان الفريق الوحداوي يحاول تأكيد أحقيته في التواجد في مسابقة كأس الملك ومسح الصورة الباهتة التي ظهر بها في مباراة الرائد الأخيرة، فيما يتطلع الوطني إلى ترك بصمة إيجابية في المباراة الأخيرة له في دوري الكبار بعد أن ودع رسمياً منذ الجولة السابقة إلى دوري المظاليم.