قد تتعاون شركات النفط الحكومية الصينية والهندية مع بعضها للتقدم بمزيد من العروض على أصول نفطية تقع خارج بلديهما، عقب دخولهما الناجح إلى السوق السورية، غير ان من المستبعد إنشاء شراكة دائمة قد تفيد دلهي أكثر مما تفيد بكين. ويذكر ان شركة النفط الوطنية الصينية"سي أن بي سي"وشركة النفط والغاز الطبيعي الهندية"أو أن جي سي"فازتا في مزاد على حصة في حقول نفط سورية، تابعة لشركة"بتروكندا"، بعد ضغط ديبلوماسي متفق عليه مارسته الهند، علماً ان هذا التعاون هو الأول من نوعه بين خصمين تقليديين في السباق على حيازة حقول نفطية خارج بلديهما. وصرّح وكيل وزارة النفط الهندية، اس سي تريباثي لوكالة الأنباء رويترز، بأن الهند تعتزم"التقدم بمزيد من العروض المشتركة مع شركات صينية على مشاريع نفط أجنبية من أجل تفادي المنافسة الشديدة". من ناحية أخرى، ذكر محللون ان هذا الأمر قد يحصل، غير انهم أشاروا إلى ان الشراكة الدائمة بين البلدين، بتوحيد ثاني وسادس أكبر بلدين مستهلكين للنفط في العالم، اللذين يسعيان لتأمين إمداداتهما من النفط الخام الأجنبي لتزويد سوقيهما الاقتصاديتين المزدهرتين, هي أمر مستبعد. وقال كانغ وو، المحلل في مركز"إيست-واست"في هاواي،"أعتقد بأننا سنشهد مزيداً من الصفقات المماثلة، فهي أشبه بتدفقات مالية بإرادة سياسية رفيعة المستوى. فثمة مزيج من المنافسة والتعاون، من دون ان يميل الأمر على الإطلاق باتجاه التعاون". ويشار إلى ان شركات النفط الصينية والهندية أصبحت تتقدم بعروض على أصول نفطية في جميع أنحاء العالم، نظراً إلى ان الحكومتين الصينية والهندية تحثها على تأمين الإمدادات اللازمة. وفي ما يتعدى القدرة المالية والأسعار الخفيضة التي يوفرها العرض المشترك، يمكن ان يساعد إغراء الاستثمار من جانب المستهلكين الذين تتزايد أعدادهم، الشركات في التودد إلى الحكومات المضيفة، ما يضع مزيداً من العوائق أمام شركات النفط العملاقة التي تسعى أيضاً للحصول على الأصول النفطية. وتجدر الإشارة أيضاً إلى ان التعاون بين الشركات الصينية والهندية اقتصر حتى الآن على أماكن لا يكثر فيها الخصوم الغربيون، أي على السودان أولاً وسورية حالياً. وتتجه الشركتان نحو اصطدام قريب. فالاثنتان تسعيان، كل على حدة، إلى شراء الشركة الكازاخستانية المنتجة للنفط ذات الملكية الخاصة"نايشونز انرجي"، التي عرضت نفسها للبيع في صفقة قد تصل قيمتها إلى 2 بليون دولار، وفقاً لما صرّحت به مصادر مقرّبة من عملية البيع، لوكالة الأنباء"رويترز"من الشهر الجاري. نجاح شركة"أو أن جي سي"الذي طال انتظاره وصرح مصدر مطّلع على عملية عرض شراء الأصول السورية التابعة لشركة"بتروكندا" لرويترز، بأن الشراكة تهدف جزئياً إلى تهدئة الطرف الهندي، الذي خسر في عدد من المزادات على أصول نفطية لمصلحة شركات صينية. وأضاف المصدر،"لا تحتاج شركة"سي أن بي سي"إلى شركة"أو أن جي سي"في صفقة سورية". من ناحية أخرى، أعلنت شركة"بتروكندا"انها ستبيع أصولها السورية إلى"سي أن بي سي"- وهي الشركة الأم التي تتبع لها"بتروتشاينا"المدرجة في هونغ كونغ ونيويورك، وشركة"أو أن جي سي"مقابل 578 مليون دولار. وتمثل هذه الحصة 38 في المئة من شركة"الفرات"، وتملك بقية الحصص شركة"شل". وتبلغ حصة الشركتين الصينية والهندية من انتاج الشركة نحو 21 ألف برميل يومياً. ويشار إلى ان"أو أن جي سي"خسرت في السنة الجارية أمام شركات النفط الصينية العملاقة في الحصول على شركة"بتروكازاخستان"في صفقة قيمتها 4.2 بليون دولار، وفي عملية البيع التي أجرتها شركة"انكانا"الأميركية الشمالية المنتجة للنفط، للحقل النفطي في الإكوادور مقابل 1.4 بليون دولار. منافسة على شركات كما دخلت الهند والصين أيضاً في منافسة شديدة على شركات من بلدان أخرى. وتنافست"سي أن بي سي"وپ"أو أن جي سي"في التقدم بعروض على الحقول التابعة لشركة إنتاج الطاقة الأميركية"بوغوس"في تايلاند السنة الجارية، التي فازت بها في آخر الأمر شركة مشتركة تايلاندية يابانية. كما خسرت شركة النفط البحري الصينية"سنوك"عرض شراء شركة"يونوكال"مقابل 18.5 بليون دولار في فصل الصيف الحالي، أمام شركة النفط الأميركية العملاقة"شيفرون". واستمرت خسارة"أو أن جي سي"في الأسبوع الفائت عندما واجه عرضها، الفائز ظاهرياً، لشراء حصة في حقل نفطي نيجيري مقابل 2 بليون دولار، والذي اعتبر العرض الأعلى لها منذ سنوات، الرفض من الحكومة الهندية في الدقائق الأخيرة بسبب مخاطر لم تُحدد. وهذا الأمر فسح المجال على الأرجح لپ"سنوك"، إحدى الشركات المزايدة الأخرى.