أكد وزير الطاقة الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي، ان القدرة الإنتاجية للإمارات ستتجاوز 3.5 مليون برميل يومياً، بسبب الاستثمار المتواصل في السنوات القليلة المقبلة. وقال في كلمة له بمناسبة إطلاق تقرير"استشراف مستقبل الطاقة العالمية"، ان الإمارات تنتج حالياً اكثر من 2.5 مليون برميل يومياً وسيضاف إليها في نهاية العام الحالي والعام المقبل 200 ألف برميل أخرى يومياً. وكشف عن خطط لإنشاء مصفاة جديدة لتكرير النفط في الفجيرة بطاقة 300 ألف برميل يومياً، مؤكداً ان عمليات التوسيع جارية في المصافي القائمة لزيادة طاقتها الإنتاجية. وأكد ان الارتفاع الحالي في أسعار النفط، لا يعزى إلى نقص إمدادات النفط الخام، وانما يعود إلى الاختناقات في صناعة التكرير العالمية، والمضاربات في الأسعار المستقبلية، ومخاوف السوق من تدني القدرات الإنتاجية الاحتياطية لبعض الدول المنتجة الكبرى، وظروف عدم الاستقرار التي تعاني منها بعض مناطق الإنتاج. وأوضح ان حل مسألة الاختناقات في قطاع التكرير، يتطلب إجراء عاجلاً من قبل الدول المنتجة والمستهلكة معاً، بغية تحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية. وأكد ان إطلاق التقرير، يأتي في الوقت المناسب، حيث تشهد سوق النفط العالمية تطورات كبيرة. فالطلب على النفط في ازدياد، واسعاره مرتفعة نسبياً، وهناك اختناقات في منظومة الإمدادات النفطية، خصوصاً في قطاع التكرير. كما أكد أيضاً ان إطلاق هذه الدراسة، التي أعدتها وكالة الطاقة الدولية، والتي تمثل كبريات الدول المستهلكة للنفط، في بلد منتج كالإمارات، هو بمثابة مؤشر واضح للتعاون المتين بين الدول المنتجة والمستهلكة. ولفت إلى ان التعاون بين الطرفين يعود إلى مطلع تسعينات القرن الماضي، والذي تعزز اكثر بفضل الحوار الدائر الآن عبر منتدى الطاقة الدولي، الذي جرى أخيراً افتتاح مبنى أمانته في الرياض. وقال،"بما ان هذا التقرير حول استشراف الطاقة 2005، يركز على الشرق الأوسط، فاني أود التعليق قليلاً على هذه المنطقة وإمكاناتها في انتاج الهيدروكربون، ودورها المستقبلي وقدراتها على تزويد الأسواق العالمية بحاجاتها من النفط في المستقبل"، مشيراً إلى ان منطقة الشرق الأوسط تمتلك حالياً 65 في المئة من إجمالي احتياطات النفط المؤكدة، و35 في المئة من إجمالي احتياطات الغاز الطبيعي. ولعل هذا الخلل بين الاحتياطات والإنتاج هو ما يضفي على المنطقة مزيداً من الأهمية في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة في المستقبل. وتوقع ان تلعب منطقة الشرق الأوسط دوراً رئيساً في تزويد أسواق النفط العالمية بحاجاتها من النفط مستقبلاً نظراً لارتفاع الطلب العالمي على الطاقة، مؤكداً ان المنطقة تشهد حالياً استثمارات كبيرة في مشاريع للإنتاج والتكرير والتسويق، من اجل زيادة قدراتها الإنتاجية، وهي أنشطة مرشحة للاستمرار في المستقبل لتلبية الطلب العالمي المتزايد للطاقة. ولفت إلى ان الإمارات تمتلك رابع اكبر احتياطات نفطية في العالم، تقدر بنحو 98 بليون برميل، كما أنها خامس اكبر دولة من حيث احتياطات الغاز الطبيعي في العالم، بواقع 6.1 تريليون متر مكعب.