في تمام الساعة العاشرة من صباح أمس، انطلقت بورصة دبي للذهب والسلع، على أمل منافسة كبريات البورصات العالمية في نيويورك وطوكيو، عن طريق ردم الفجوة الزمنية الحاصلة بين الشرق والغرب، وعطلة نهاية الأسبوع في كل من أميركا وأوروبا والشرق الأقصى. وفي اليوم الاول من انطلاقتها، سجل مؤشر البورصة تداول 20 كيلو غراماً من الذهب من خلال 20 عقداً. وتم تداول كل عقد في بداية التعاملات ب 494 دولارا للاونصة، لتصل بعد ثلاث ساعات من التداول إلى نحو 497 دولاراً. وجرت التداولات بين الأعضاء من التجار والوسطاء، الذين حصلوا على ترخيص من مركز دبي للمعادن والسلع، بحسب ما قال الرئيس التنفيذي للمركز احمد بن سليم لپ"الحياة"، مشيراً إلى ان عدد هؤلاء تجاوز الخمسين، عضواً. وأوضح ان البورصة"الوليدة"بدأت تعاملاتها في العقود الآجلة للذهب، على ان يضاف في عام 2006 سلع أخرى مثل الفضة والنفط والقطن والبهارات والمعادن. وحددت البورصة العالمية، التي دشنها ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتداول"وهمي"، فئتين للعضوية، هما التجار والوسطاء. وكشف بن سليم، ان عدد التجار الذين تمت الموافقة على عضويتهم بلغ 50 تاجراً من كبار التجار الإقليميين والعالميين في الذهب والسلع. ويراهن القيّمون على البورصة في مشروعهم هذا، على موقع دبي الجغرافي، الذي يشكل حلقة وصل بين الشرق والغرب، وعلى إمكان ملء الفجوة الزمنية، إضافة إلى تغطية أيام العطلة الأسبوعية في كل من أميركا وأوروبا والشرق الأقصى. وأكد بن سليم انتهاء المسؤولين في البورصة من إجراءات تأسيس شركة دبي للمقاصة والسلع، كشركة تابعة لها 100 في المئة، والتي ستقوم بدور بيت المقاصة لبورصة دبي للذهب والسلع، لتتولى إجراء التسوية والمقاصة لكل العمليات التجارية والالتزامات المترتبة عليها. وقال المدير التنفيذي لبورصة دبي للذهب والسلع فرامروز بوتشارا ل"الحياة"، ان البورصة ستعمل سبعة أيام في الأسبوع، وتمتد ساعات التداول من العاشرة صباحاً حتى الحادية عشرة مساءً. كما يمكن للأعضاء الدخول إلى الموقع من أي مكان في العالم وفي أي وقت. وتتم مراقبة أوامر التداول إلكترونياً، عبر نظام بالغ التعقيد، للتأكد من صلاحية الأوامر وتنفيذها بسرعة ودقة في آن. وتوقع المسؤولون في مركز دبي للمعادن والسلع، ان يجري في بورصة دبي تداول نحو أربعة أطنان من الذهب، و15 طناً من الفضة يومياً، إضافة إلى تداول عدد كبير من المعادن الأخرى والنفط. وتمثل بورصة دبي للذهب والسلع، مشروعاً مشتركاً بين مركز دبي للمعادن والسلع و"فايننشال تكنولوجيز الهند المحدودة"، وبورصة الهند المحدودة للسلع المتنوعة. وأشار هؤلاء إلى ان البورصة ستمتلك محفظة شاملة من السلع المدرجة، بما فيها الذهب والفضة والشحن، والقطن والصلب وزيت الوقود. وستوفر منصّة إلكترونية لتبادل السلع، إضافة إلى مقاصة، وتسوية مجموعة واسعة من المنتجات المشتقة ذات القيمة التجارية العالية. وتعتبر بورصة دبي الوحيدة حول العالم، التي تقع في منطقة حرة معفاة من الجمارك، وستكون عقود الذهب مرتبطة بكيلوغرام من الذهب لكل منها، على عكس البورصات الأخرى التي تربط عقودها بغرام من الذهب فقط. وتبلغ رسوم العضوية للوسطاء 100 ألف دولار، ولفئة التجار 20 ألفاً. وإلى جانب هاتين الفئتين، سيكون بإمكان المؤسسات المالية أيضاً الحصول على العضوية. واختارت البورصة مصرفي"بنك دبي الوطني"وپ"اتش اس بي سي"ليتم إجراء التحويلات المالية، لافتة إلى ان الاخيرة ستجري بالدولار.