يواجه سكان العاصمة العراقية الذين يقدر عددهم بأكثر من ستة ملايين شخص منذ نحو شهر، أزمة نقص في الكهرباء، في بلد تتجاوز فيه احياناً درجات الحرارة 45 درجة مئوية، في مثل هذا الوقت من السنة. ووصلت ساعات القطع المبرمج الى 22 ساعة يومياً في عدد من احياء بغداد، بمعدل ساعة كهرباء في مقابل 11 ساعة قطع، وهو ادنى مستوى للطاقة منذ سنوات طويلة. وقال ليث كبة الناطق باسم رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري، في مؤتمر صحافي:"خطوط كهرباء بيجي - بغداد الرئيسية ضربت قبل يومين، وهذا سيؤثر على العاصمة". وأوضح ان"الخط الذي ضرب بطاقة 400 كيلواط، وهذا ثقل كبير سيؤدي الى حرمان بغداد وانقطاع التيار الكهربائي عنها بمزيد من الساعات. نحن أمام خصم وعدو يستهدف حياة العراقيين بكل مرافقها، وجزء من حربه نفسي يدفع العراقيين الى اليأس، وهم امام مرحلة مهمة واعداد دستور". واوضح ان"هناك انتاجا يمكن ان يغطي بغداد ساعات اضافية، لكن كل الخطوط التي تغذيها تستهدف بالتحديد، لأن فيها ربع السكان والطبقة الوسطى وتلك التي تسيّر الدولة، وكل السفارات الأجنبية التي تعطي تقارير لدولها من العراق، وجميع المراسلين الاجانب". وذكر ان"العدو يستهدف ابقاء الصورة قاتمة بل مظلمة من بغداد، كي تنقل الى العالم". ويعاني العراقيون من نقص في خدمات الطاقة الكهربائية منذ التسعينات في القرن العشرين، بسبب العقوبات الدولية التي فرضت على بلدهم بعد غزو الكويت في آب اغسطس 1990. واستناداً الى دراسة حديثة لبرنامج الاممالمتحدة للتنمية، فإن ثلاثة أرباع المنازل العراقية تعاني عدم انتظام في توزيع التيار الكهربائي، لا سيما في بغداد، حيث تبلغ النسبة 92 في المئة من مليون ومئة الف منزل. وفي مواجهة هذا العجز الهائل في الطاقة، تملك 29 في المئة من هذه المنازل او تتقاسم مولداً كهربائياً، مع زيادة النسبة في المدن 32 في المئة عنها في المناطق الريفية 19 في المئة. وتشهد بغداد منذ اسابيع، أزمة وقود خانقة أدت الى امتداد الطوابير امام محطات التوزيع بضعة كيلومترات. ويلجأ العراقيون مجبرين الى استخدام المولدات الكهربائية الصغيرة التي تحتاج وقوداً ان وجد، لأن أسعاره عالية جداً. ويباع ليتر البنزين في محطات الوقود بعشرين ديناراً، لكن العراقيين يجبرون على شرائه ب500 دينار 33 سنتا اميركيا من السوق السوداء، كي يتجنبوا الوقوف ساعات طويلة في طوابير أمام المحطات. وكان وزير الكهرباء محسن شلاش اقر في 29 ايار مايو بأن وزارته تواجه صعوبات في انتاج الطاقة وتوزيعها، وعزا بعضها الى الوضع الأمني، وأخرى الى تراكمات الوضع الاقتصادي، مشدداً على ان الحكومة تسعى الى تحسين أداء منظومة الكهرباء. ورغم شراء العراق الطاقة الكهربائية من تركيا 230 ميغاواطاً شهرياً وايران 150 ميغاواطاً شهرياً، فإن النقص كبير، ولا يمكن ان يسده اي من دول الجوار.