منذ إنشائها في 1964، لم تتغيّر كثيراً سياسات وزارة القوى الكهربائية المصرية، على رغم تزايد أعداد المشتركين الذين بلغ عددهم 26 مليون مشترك عام 2011. ما زال قطاع الكهرباء ينتهج سياسة التوسع الأفقي عبر إنشاء محطات كهربائية، من دون الاهتمام بتطويرها نوعياً. وأصبح لدى مصر 76 محطة كهربائية يعاني أكثر من نصفها من أعطال فنية مستمرة. يصل إجمالي الطاقة الكهربائية المولّدة في مصر إلى 147 بليون كيلوواط ساعة، مع شبكة تصل حمولتها القصوى إلى 23 ألف ميغاواط ساعة، في ظل وصول عدد السكان إلى 85 مليوناً. وعلى سبيل المقارنة، تنتج دولة مثل السعودية (5 ملايين نسمة) قرابة 55 ألف ميغاواط، ما يساوي ضعفي الحمل الأقصى للكهرباء في مصر. ويبلغ متوسط نصيب الفرد من الطاقة مصرياً 1850 كيلوواط ساعة، وهو ربع ما يناله الفرد في الدول المتقدمة (8 آلاف كيلوواط ساعة). وشهد الإنتاج المحلي ارتفاعات متتالية منذ عام 2001، بلغ مجموعها قرابة 139 بليون كيلوواط ساعة عام 2010، ما مثّل زيادة مقدارها 77 في المئة عن المستويات السابقة. وتحتل مصر الترتيب الرقم 29 في قائمة الدول ال211 المنتجة للكهرباء، كما تساهم بقرابة 0.6 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي للكهرباء. وأوضح تقرير لمجلس رئاسة الوزراء في شباط (فبراير) 2012، أن الاستهلاك المحلي من الكهرباء ارتفع بنسبة 95 في المئة بين عامي 2000 و2010. ووصل إلى 127 بليون كيلوواط ساعة في 2010، مقارنة ب65 بليون كيلوواط ساعة عام 2000. ويشكّل الاستهلاك المنزلي 39 في المئة، يليه قطاع الصناعة بنسبة 32 في المئة ثم المحال التجارية بنسبة 8 في المئة. وتظهر هذه الأرقام أن استهلاك الكهرباء يتزايد أسرع من الإنتاج. وفي السنوات الثلاثة الأخيرة، عمدت وزارة الكهرباء والطاقة إلى قطع التيار الكهربائي، خصوصاً في الصيف، بدعوى تخفيف الحمولة على الشبكة، كما دعت المواطنين تكراراً إلى ترشيد استهلاكهم من الكهرباء. في حين دعا بعض الخبراء إلى اعتبار زيادة الاستهلاك سلعة يجدر بالدولة أن تستفيد منها، عبر زيادة محطات الكهرباء وتطويرها. وتوقع خبراء في الطاقة ارتفاع الحمولة الأقصى لشبكة الكهرباء مصرياً، إلى قرابة 40 ألف ميغاواط ساعة، بالترافق مع زيادة الاستهلاك سنوياً بمعدل 4 آلاف ميغاواط ساعة. وأعدت وزارة الكهرباء خططاً خمسية حتى عام 2027، تشمل إنشاء محطات توليد كهرباء، كي تضيف كهرباء بقرابة 58 ألف ميغاواط ساعة. ومن المقرر أن يترافق هذا مع إنشاء شبكات كهربائية، ونشر خطوط هوائية وكابلات أرضية، ربما وصل مجموعها إلى 244 ألف كيلو متر، بتكلفة تصل إلى 283 بليون جنيه مصري.