علمت"الحياة"ان اتصالات أمنية عراقية - أردنية عاجلة جرت في الساعات الماضية لمتابعة ملفات العراقيين الذين وردت اسماؤهم في هجمات ميناء العقبة الاردني قبل ايام. وأكدت وزارة الخارجية العراقية استمرار الاتصالات لتحديد هويات الاشخاص الذين يحتمل انتقالهم من العراق الى الاردن لتنفيذ عمليات عسكرية فيه، وحذرت من ظاهرة"العراقيين العرب"، واتهمت عائلة صدام حسين ب"تمويل عناصر ارهابية". وكان مسؤولون أمنيون أردنيون أعلنوا أمس اعتقال عشرات من العرب المشتبه بهم في اطار التحقيقات في الهجوم الصاروخي على سفينتين حربيتين اميركيتين في ميناء العقبة، مشيرين الى ان من بين المعتقلين عراقيين ومصريين واردنيين ومواطناً سورياً، وان معظمهم اعتقل في حي الشلالة المطل على الميناء خلال حملة تفتيش. وقال وزير الداخلية الاردني عوني يرفاس ان قوات الامن تحقق تقدماً في التحقيق. وفي العراق، قال وكيل وزارة الداخلية العراقية، رئيس شعبة الاستخبارات اللواء حسين علي كمال ل"الحياة"ان بغداد مستعدة لتبادل المعلومات الأمنية فوراً مع السلطات الاردنية في خصوص أسماء العراقيين المتورطين في تفجيرات ميناء العقبة، مضيفاً:"اذا طلب منا الاردنيون تسليم عراقيين مطلوبين على خلفية هذه الهجمات فسنتجاوب من دون اي تحفظ". واعتبر ان"الحدود العراقية - الاردنية تحت السيطرة الأمنية باستثناء حالات تسلل قد تسمح بانتقال الارهابيين والاسلحة الى الاردن عبر العراق". وأشاد بدور الأجهزة الأمنية الاردنية في ضبط حدود المملكة مع بلاده، وأفاد بأن"الاردن من ابرز المتعاونين مع العراق في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتسليم المطلوبين"، مشيراً الى"لقاءات أمنية اردنية - عراقية دائمة للتحري عن الارهابيين لأن الاردن على قناعة بأن النار المندلعة في العراق ستصيب أمن المملكة واستقرارها الأمر الذي عمق التعاون الأمني بين البلدين طوال السنتين الماضيتين". ولفت وكيل وزارة الخارجية العراقية لشؤون التخطيط السياسي لبيد عباوي الى ان"هجمات العقبة عززت من الخطاب العراقي في حض دول الجوار على التعاون الأمني لمواجهة الارهاب في المنطقة". واعتبر ان"الهدف الحقيقي من وراء هذه الهجمات ضرب الموقف الاردني الداعم للعملية السياسية في العراق، خصوصاً ان المعلومات تشير الى تورط شبكات ارهابية تمتد عبر العراق في ضوء تورط عراقيين في هذه الهجمات". وأشار الى وجود ظاهرة"العراقيين العرب"اسوة بظاهرة"الافغان العرب"، موضحاً ان"هناك عراقيين ارهابيين داخل العراق ينتقلون الى دول الجوار لضرب أمنها واستقرارها". وحذر من هذا"التطور"داعياً الى"التعاطي معه بمزيد من التضامن الأمني بين العراق ودول الجوار"، ومتهماً"أنصار النظام السابق بالتورط في تمويل العناصر الارهابية المصدرة من العراق الى الخارج، خصوصاً عائلة صدام حسين"التي وصفها ب"الممول لعناصر ارهابية تتحرك داخل المدن العراقية ولها امتدادات في دول الجوار". وكان الناطق باسم الحكومة العراقية ليث كبة أ ف ب طالب في مؤتمر صحافي أمس الأردن بوقف نشاطات عائلة صدام قائلاً:"يؤسفنا القول ان هناك اعداداً كبيرة، ليس فقط من رموز النظام السابق، بل حتى من المشرفين على الجماعات الارهابية، موجودون في الاردن". وفي ما يتعلق بوجود افراد من أسرة صدام في الاردن، قال كبة:"انهم يقومون بدعم نشاطات سياسية واعلامية ويحاولون انعاش حزب البعث باستخدام اموال ضخمة". وأوضح:"من منظور الحكومة العراقية هذا العمل غير مقبول"، مؤكداً"حرص العراق على ان يحكم القانون بمصادرة الاموال ومعاقبة كل من يدعم الارهاب بأي شكل من أشكال الدعم". وحدد عباوي ثلاثة أسباب لتصدير الارهاب العراقي الى دول الجوار، خصوصاً الاردن، أولها ان"الضغط الأمني الذي تمارسه القوات العراقية والمتعددة الجنسية في المناطق العراقية الساخنة ساهم في انتقال قسم من الارهابيين الى دول الجوار"، وثانيها ان"القوى الارهابية العراقية تريد اثبات قدرتها على تهديد أمن الدول الأخرى وانها ما زالت قوية وذراعها طويلة"، وثالثها"معاقبة الدول العربية التي باتت تعترف بالعملية السياسية في العراق وتدعمها". وحذر عباوي من ان أي تأخير في التعامل مع خطر الارهاب في العراق سيؤدي الى عواقب وخيمة على كل دول المنطقة حتى البعيدة في حدودها عن العراق، وقال:"هجمات العقبة الارهابية جرس انذار للجميع يجب ان نفهم ابعاده ونتعاطى معه بجدية وشمولية".