أفضت نتائج الجولة الأولى من المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية المصرية إلى نصر كبير لجماعة"الإخوان المسلمين"التي نالت 13 مقعداً، في مقابل ستة مقاعد فقط للحزب الوطني الحاكم. وفشلت"الجبهة الوطنية للتغيير"التي تضم أحزاب المعارضة، في الفوز بأي مقعد. وسيخوض 41 من مرشحي"الإخوان"جولة الإعادة التي ستجري السبت المقبل، ما يتيح المجال للجماعة لزيادة حصتها من مقاعد البرلمان التي وصلت حتى الآن إلى 47 مقعداً، بعدما كانت نالت 34 في المرحلة الأولى للانتخابات. وعلى رغم وقائع البلطجة وأعمال العنف التي عصفت بيوم الاقتراع، أول من أمس، بدا ان أسلوب"الإخوان"في"الاستقتال"في مواجهة الحزب الحاكم نجح في تقليل فرص سقوط مرشحي الجماعة، إذ لم يحسم الناخبون النتائج في الجولة الثانية إلا في عدد محدود من اللجان. وحقق الحزب الحاكم نتائج متواضعة للغاية في مقابل نتيجة ساحقة ل"الإخوان". وكان من مفاجآت النتائج إعلان فوز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الدكتور مصطفى الفقي على منافسه القوي القيادي البارز في"الإخوان"الدكتور جمال حشمت في دائرة بندر دمنهور في محافظة البحيرة، على رغم أن مؤشرات كانت رجحت فوز الأخير، حتى أن صحيفة"المساء"التي صدرت أمس أعلنت نجاح حشمت وخسارة الفقي. لكن النتائج النهائية أظهرت فوز الفقي. وخرج من المنافسة شخصيات برلمانية لامعة من نواب مجلس الشعب الحاليين ورموز في"الوطني"بينهم وكيل لجنة الصحة الدكتور حسين الصرفي، ووكيل لجنة الصحة الدكتور طلعت عبدالقوي، ومحمود عثمان، وحمدي الكنيسي وكيل لجنة الثقافة في مجلس الشعب، ووكيل لجنة الثقافة والإعلام محمود معروف، وهشام كامل وعبدالوهاب قوطة، ومحمد عودة، ووكيل اللجنة الاقتصادية صلاح عبدالغني، وإيهاب ضاحي، وعبدالسميع الشامي، وهم جميعاً من مرشحي الحزب الوطني، إضافة إلى عدد آخر من النواب المستقلين ومنهم محمد البدرشيني، ورفعت بشير، وفاروق متولي، ومحمود الشاذلي. في حين نجحت بعض الوجوه في الاحتفاظ بمقاعدها البرلمانية مثل عماد الجلدة، وطارق طلعت مصطفى. وبين وجوه المعارضة البارزة نجح كمال أحمد الذي خاض الانتخابات مستقلاً في الاسكندرية، في الوقت الذي سيخوض فيه مرشح حزب التجمع اليساري الشهير البدري فرغلي جولة الإعادة التي سيخوضها من الحزب نفسه أبو العز الحريري، ومن حزب الوفد أربعة مرشحين على رأسهم محمد مصطفى شردي أمام السيد متولي المرشح المستقل في دائرة المناخ في بورسعيد. وفشل نائب رئيس الحزب الوطني وزير الزراعة السابق الدكتور يوسف والي في الفوز بمقعد في الفيوم وسيخوض الإعادة أمام مرشح"الإخوان"حسن يوسف الذي حقق نسبة أعلى من الأصوات في الجولة الأولى، وسيخوض الإعادة أيضاً من رموز الوطني وزير الزراعة أحمد الليثي في البحيرة، ومنصور عامر في القناطر الخيرية. وكانت من بين أبرز أحداث المرحلة الثانية سقوط"أبطال"أزمة كنيسة مار جرجس الشهيرة في محرم بك في الاسكندرية محمد البدرشيني الناصري المستقل، وماهر خلة مرشح الوطني. وكانت المعركة الانتخابية شهدت أمس القبض على اثنين من المرشحين بعد حدوث مشادات كلامية مع رئيس اللجنة، فقُبض على المرشح فكري الجزار الملقب ب"شيخ المستقلين"في البرلمان، وأيضاً على إبراهيم عبدالقوي في كفر الزيات. ويدخل معركة الإعادة زعيم حزب التجمع خالد محيي الدين، والبرلماني البارز عادل عيد، ورئيس لجنة الشؤون العربية أحمد أبو زيد، وفاروق المقرحي، ورئيس جامعة الاسكندرية محمد عبد اللاه، والقيادي الإخواني أكرم الشاعر، ومحمد العزباوي، ومصطفى عوض الله، وحسنين الشورى من التيار الإسلامي. كما يخوض مرحلة الإعادة أحمد شوبير نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم. ويفتح مجلس الوزراء في أول اجتماع اليوم الثلثاء ملف أحداث العنف والشغب التي خيمت على أجواء المعركة الانتخابية في مرحلتها الثانية أول من أمس وصلت إلى حد سقوط ضحايا ومصابين وحملة من الاعتقالات. وسيقدم وزير الداخلية حبيب العادلي تقريراً عن تفاصيل الأحداث كما سيقدم وزير العدل بصفته الوزارية فقط التقرير الأول عن سير المعركة الانتخابية والإشراف القضائي وكذلك الأحداث التي سجلتها تقارير مبدئية للجنة العليا للانتخابات البرلمانية في مرحلتيها الأولى والثانية. وأكد الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعدة أن انتخابات المرحلة الثانية جاءت على العكس تماماً من المرحلة الأولى التي توافرت فيها عوامل النزاهة والشفافية، في حين قال رئيس جمعية مساعدة السجناء محمد زراع أن أحداث العنف في المرحلة الثانية مرجعها إلى المفاجأة التي فجرتها المرحلة الأولى بفوز غير متوقع لمرشحي"الإخوان"ما أحدث الكثير من التوتر بين مرشحي الجماعة ومرشحي الحزب الوطني، واستخدام العنف وسيلة لمنع سيطرة"الإخوان"على الانتخابات في مناطق ثقل الجماعة. وأعلن الدكتور جمال حشمت، مرشح"الإخوان"في دمنهور، أنه سيقدم طعناً عاجلاً إلى مجلس الشعب في صحة الانتخابات و"عمليات التزوير الفاضحة"التي أدت، كما قال، الى إعلان فوز منافسه الدكتور الفقي. ويأتي ذلك في الوقت الذي خيمت فيه الأحزان داخل عائلة السادات بعدما فقدت الأمل في إنشاء"مثلث برلماني"يبدأ من دائرة تلا في محافظة المنوفية إلى دائرة غربال في محافظة الاسكندرية بعد سقوط عفت السادات في انتخابات أول من أمس. وسجلت النتائج سقوط حوالي نحو ثلاثين نائباً في البرلمان الحالي أبرزهم فاروق متولي مستقل، ورفعت بشير مستقل، وعبدالفتاح الشافعي الغد، وعبدالوهاب قوطة، ومحمود الشاذلي، وجمال عبدالمقصود وطني، وصلاح عبدالغني وطني، ومحمود معروف، وفايز الطنيخي البحيرة. وبذلك يكون سقط في مرحلتي الانتخابات الأولى والثانية 150 نائباً. النواب الحاليون ل "الإخوان" وحقق الإخوان نتيجة ممتازة بفوزهم ب 13 مقعداً في خمس محافظات، وجاءت على النحو التالي: محافظة الإسكندرية 7 مقاعد لكل من: دائرة مينا البصل الدكتور حمدي حسن"فئات"، وحسين محمد إبراهيم"عمال"، ودائرة كرموز محمود عطية"فئات"، ودائرة الرمل صبحي صالح"فئات"، والمحمدي سيد أحمد"عمال"، ودائرة باب شرق صابر أبو الفتوح"عمال"، ودائرة المنتزة مصطفى محمد مصطفى"عمال". وفي محافظة الاسماعيلية مقعدان: دائرة التل الكبير الدكتور حمدي اسماعيل"فئات"، دائرة قسم أول الاسماعيلية المهندس صبري خلف الله"فئات". وفي محافظة الغربية مقعدان: دائرة سمنود المهندس عبدالحليم هلال"فئات"، ودائرة بندر المحلة المهندس سعد الحسيني"فئات". وفي محافظة القليوبية مقعد عن دائرة قسم أول شبرا الدكتور محمد البلتاجي"فئات". وفي محافظة البحيرة مقعد عن دائرة أبو المطامير عبدالوهاب الديب"عمال". وسيخوض الإعادة 41 مرشحاً من الجماعة بينهم عشرة في محافظة الغربية وحدها.