ستكون الانتخابات البرلمانية المصرية على موعد اليوم مع معركة من الوزن الثقيل حيث ستجري المرحلة الثانية منها في تسع محافظات، وسيواجه فيها الحزب الوطني الحاكم منافسة شديدة من قوى المعارضة وخصوصاً جماعة"الإخوان المسلمين"التي طرحت 52 مرشحاً بينهم 12 من نوابها في البرلمان. ويعتقد"الإخوان"ان هذه المرحلة هي الأهم بالنسبة اليهم نظراً لثقل مرشحي الجماعة فيها، إضافة إلى طبيعة المنافسة التي سيواجهون فيها أقطاب الوطني الذي طرح رموزاً مهمة في مواجهة مرشحي الجماعة. وسيجري التنافس على 144 مقعداً في البرلمان بعدما خرج الحزب الحاكم من المرحلة الأولى بغالبية تمثلت بفوزه ب 112 مقعداً، فيما نالت المعارضة والمستقلون 52 مقعداً، بينها 34 فاز فيها مرشحو"الإخوان". ويتنافس نحو 1766 مرشحاً في 72 دائرة انتخابية في المرحلة الثانية على مستوى تسع محافظات هي الاسكندرية والبحيرة والاسماعيلية وبورسعيد والسويس والقليوبية والغربية والفيوم وقنا، وسيكون الوطني صاحب النصيب الأوفر في عدد المرشحين حيث يتنافس على كل مقاعد الدائرة بمرشحين أصليين وآخرين احتياطيين انشقوا عن الحزب ورشحوا أنفسهم كمستقلين، لكنهم مستعدون للانضمام الى الحزب إذا فازوا في الجولة الأولى من تلك المرحلة. أما"الإخوان"الذين يسعون الى حضور بارز في محافظات الوجه البحري خصوصاً، فإنهم يأملون في أن يحقق مرشحوهم نتيجة أفضل من التي تحققت في المرحلة الأولى، خصوصاً بعد الدفعة القوية التي نالتها الجماعة بعدما نالت 34 مقعداً في البرلمان الجديد. أما قوى المعارضة الأخرى فإنها طرحت 95 مرشحاً. وتبحث عائلة السادات عن مقعد ثالث لها في البرلمان بعد فوز الشقيقين طلعت ومحمد السادات في الجولة الأولى. وتتوجه جهود العائلة اليوم إلى الاسكندرية لمساندة الأخ الثالث عفت السادات. وتطمع العائلة في ذلك المقعد لتسجيل سابقة برلمانية بحيازة ثلاثة أشقاء مقاعد في البرلمان. ووصلت"طلائع المساندة"للعائلة إلى دائرة غربال في الاسكندرية وعلى رأسها السيدة سكينة السادات شقيقة الرئيس الراحل أنور السادات. وبين رموز الوطني ممن سيخوضون معركة المرحلة الثانية الوزير السابق يوسف والي عن دائرة ابشواي في الفيوم، ووزير الري الدكتور محمود أبو زيد، ووزير الزراعة الحالي أحمد الليثي في البحيرة، وكذلك يسعى رئيس لجنة العلاقات الخارجية الدكتور مصطفى الفقي في البحيرة إلى الفوز على القيادي البارز في جماعة"الإخوان المسلمين"الدكتور جمال حشمت. ويدافع الزعيم التاريخي لحزب"التجمع"اليساري خالد محيي الدين عن مقعده في كفر شكر في القليوبية، وكذلك كل من أبو العز الحريري نائب رئيس الحزب والبدري فرغلي في بورسعيد لاستعادة المقاعد النيابية للحزب من أجل زيادة مقاعده إلى خمسة بعد فوز نائبين في المرحلة الأولى هما عبدالعزيز شعبان ومحمد تليمة. ووفقاً للائحة المرشحين فإن"الإخوان"ألقوا بثقلهم في محافظة الغربية حيث طرحوا 15 مرشحاً، ثم 10 مرشحين في البحيرة والأسكندرية، و8 في القليوبية. والمرشحون الباقون موزعون على المحافظات الأخرى. ويسعى المهندس محمود عثمان، نجل المهندس عثمان أحمد عثمان المقاول المشهور في شركة المقاولون العرب والوزير السابق في عهد الرئيس أنور السادات، إلى الفوز بمقعد نيابي في الاسماعيلية ليزداد عدد النواب المنتمين لأسرة السادات إلى أربعة نواب إذ أن محمود متزوج من ابنة السادات. وشهد"البهو الفرعوني"داخل المجلس النيابي أمس ازدحاماً شديداً من النواب الفائزين في المرحلة الأولى عند استخراج بطاقات العضوية. واتهم نائب حزب"الغد"رجب هلال حميدة النواب المستقلين الذين انضموا إلى الحزب الوطني بأنهم مجموعة من"فاقدي الثقة في انفسهم بل فقدوا شعبيتهم في الشارع السياسي"وكان يجب عليهم احترام العقد المبرم بين الناخب والمرشح الذي انتخبهم مستقلين، في حين اعتبر مصطفى بكري"هرولة"المستقلين إلى الوطني بأنها"خيانة للأمانة"، قائلاً إن المرحلة الأولى اتسمت بالعديد من السلبيات كالرشوة والمال والسلاح والبلطجة. وشكت جماعة"الإخوان المسلمين"أمس من إقدام أجهزة الأمن على إلغاء مؤتمرات انتخابية كانت الجماعة رتبت لها في محافظات عدة، فيما أصدر"مركز سواسية"الحقوقي تقريراً عن المناخ الذي سبق المواجهة الثانية، ذكر فيه أن مراقبي المركز رصدوا تضمين الكشوف الانتخابية في محافظة الفيوم العديد من أسماء المتوفين ومئات الأسماء المكررة.