كسر الشاعر التونسي المنصف المزغني في أمسيته الشعرية، التي أقيمت مساء الإثنين الماضي، في نادي الرياض الأدبي، مألوف الأمسيات الشعرية، وتجاوز طريقة إلقاء الشعراء لقصائدهم، إذ أنشد نصوصه انشاداً، وأدخل الجمهور في حال من التلقي غير السائدة، الأمر الذي انتهى وقت الأمسية الشعرية والجمهور لم يكتف من هذا الشاعر، الذي كانت بعض قصائده تحفظ عن ظهر قلب في الجامعات التونسية في عهد الحبيب بورقيبة، مثل قصيدة «عياش». الأمسية التي قدمها رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي وإدارتها الدكتورة ميساء الخواجا، تميزت بحضور نوعي ومداخلات من الجانبين، الرجال والنساء، أكدت جمعيها على فرادة التجربة الشعرية لدى المزغني، وقال الشاعر المنصف إن السبب في إنشاده للشعر أنه لم يكتبه للنشر في الصحف، إنما ليقدمه في الأندية الأدبية، كما أنه مولع بمجالس النساء منذ صغره، لذلك أكتسب هذا الأسلوب البديع في قراءة القصائد. قرأ المنصف، الذي حيا الشاعر عبدالله الصيخان وصداقتهما معاً لسنوات طويلة، عدداً من قصائده كما قدم بعض النصوص القصيرة جداً، يطلق عليها اسم «حبات»، وهي عبارة عن ومضات شعرية خاطفة. ومن هذه النصوص، نص «أفلام» إذ يقول:أحلام الفقراء أخرجها الأغنياء». وفي نص «أمية» يقول:لَعِبت معهُ/بأوراق عَلنية/لكنّ الحبّ/علمهُ الأمية». كما قرأ نصاً بعنوان «وجهة نظر»، جاء فيه: طفلةٌ في العالم الثالث/ وطاغية من العالم الثالث....عشر/يلتقيان:/كلاهما: بشر/ويحبان الدمى». ومن قصيدة طويلة يقرأ: أنا أختكن.. أغني لكن.. أنا يا صبايا.. أخيات يا.. يا سفيرات حواء حذرتكن.. من الحب فالحرب نار ونار ونار و.. هيا ابتعدن».