تكثفت الاتصالات العربية في شأن التأزم اللبناني - السوري أمس، فعقدت قمة مصرية - سورية في القاهرة، فيما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز رئيس تحرير جريدة"النهار"غسان تويني، وبدأ أحد معاوني الرئيس الايراني، ورئيس"مؤسسة الشهيد"الايرانية حسين دهقان زيارة لدمشق تستمر 3 أيام مع احتمال انتقاله الى بيروت قريباً. وتزامنت هذه التحركات الخارجية مع جمود في الجهود الهادفة الى انهاء ازمة تعليق حركة"أمل"و"حزب الله"مشاركة وزرائهما في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة من دون إغلاق أبواب الحوار الدائر بين الثنائية الشيعية التي تطالب الغالبية النيابية والحكومية باعتماد التوافق بدل التصويت في مجلس الوزراء، بعد الخلاف على إقرار الاكثرية الطلب الى مجلس الامن انشاء محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري وتوسيع التحقيق الدولي الى الجرائم الاخرى إثر اغتيال النائب جبران تويني قبل 8 أيام. راجع ص 6 و7 وصرح وزير الخارجية السوري في القاهرة بعد اجتماع الرئيس حسني مبارك مع نظيره السوري بشار الأسد ان بلاده أسهمت في تحسين المناخ ليس فقط في سورية ولبنان لكن على مستوى المنطقة. لكنه تحدث عن"حملات موجهة من الخارج وأدوات داخلية تستفيد منها"، في الاتهامات الموجهة الى سورية عند كل تفجير، ووصف الاتهامات بأنها"باطلة... والدليل ان التقرير الذي قدم الى مجلس الامن لا يستند الى ارضية صلبة". وقال ان سورية ستتعامل بجدية مع الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية. في المقابل نفى السفير السعودي في لبنان عبدالعزيز الخوجة امس وجود أي مبادرة سعودية خاصة بلبنان. وفي دمشق، علم ان المسؤول الايراني دهقان سيلتقي الرئيس بشار الاسد ورئيس الوزراء محمد ناجي عطري قبل ان ينتقل الى بيروت. وقال دهقان في تصريح الى"وكالة الانباء الايرانية"انه"سيكرر دعم ايران الكامل لسورية ازاء التهديدات والسياسات التوسعية التي تنتهجها اميركا واسرائيل في المنطقة". واضاف:"لدينا اهداف ومصالح مشتركة، لذا يجب ان نواصل التنسيق والتشاور بين المسؤولين على اعلى المستويات"، معلنا:"نحن يجب ان نكون نواة لتحرك اسلامي امام هذه التحديات خدمة لأهدافنا السلمية لمصلحة كل شعوب المنطقة، لذلك نحن نتابع في البلدين التطورات بدقة وجدية". لكنه نفى وجود مساع إيرانية لتهدئة الأجواء بين دمشقوبيروت، وقال:"لا احمل مثل هذه المبادرة". من جهة ثانية، أعلن السنيورة أمس في تصريحات لنقابة المحررين ان البلاد ليست في أزمة حكم. وأكد تمسكه بوزراء حركة"أمل"و"حزب الله"في الحكومة واعتبرهم ثروة وقيمة مضافة فيها. وأوضح ان"الإصرار على الحقيقة في اغتيال الحريري من الأولويات بقدر ما نسعى الى تحسين العلاقة مع سورية... ولكن هذا لا يعني على افتراض ان هناك شخصاً ضالعاً في الجريمة ان نضع العلاقات اللبنانية - السورية في مهب الريح. من ارتكب الجريمة يعاقب عليها ولا تعاقب سورية كدولة ولا الشعب السوري". وعن مطلب الثنائية الشيعية في شأن اعتماد التوافق في القرارات، قال:"في البلد تراث ودستور وتعديل الدستور مكانه مجلس النواب". وقالت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الجارية بين"تيار المستقبل"بزعامة النائب سعد الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة النائب وليد جنبلاط و"حزب الله"وحركة"أمل"بمعالجة التأزم انها"لم تصل الى طريق مسدود لكن الأجواء مشدودة وما يحتاج الى تدخل قيادات هذه الأطراف لإزالة التراكمات التي سببتها أجواء الاحتقان". وأوضحت المصادر ان الاتصالات بين الحريري وقيادتي"أمل"و"حزب الله"لم تتوقف. والتقى الحريري في الساعات الاخيرة في الرياض وسيطاً يتحرك باستمرار بين الحزب و"تيار المستقبل". وأشارت ايضاً الى مواكبة السنيورة هذه الاتصالات التي تتناول كل الامور بما فيها العلاقة اللبنانية - السورية. واعترفت مصادر في الثنائية الشيعية انه آن الأوان لرسم حدود جديدة للعلاقات اللبنانية - السورية للحؤول دون تدهورها من جهة تمهيداً لتصحيحها، خصوصاً ان الجميع كان أقر بحصول تجاوزات وأخطاء اساءت اليها. وتركز الثنائية الشيعية على ان ارساء تصور جديدة للعلاقة ضروري ويساعد على التهدئة في الداخل بدلاً من استمرار التوتر السياسي.