فيما يتم تسريب انباء عن توجه لدى الرئيس محمود عباس لإرجاء تنظيم الانتخابات التشريعية الى اجل غير مسمى، تجري الاستعدادات على قدم وساق لدى بعض الفصائل والشخصيات الوطنية المستقلة لخوض هذه التجربة الديموقراطية للمرة الثانية منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994. وأكد مسؤول فلسطيني لصحيفة"هآرتس"العبرية ان هناك توجهاً لارجاء موعد اجراء الانتخابات لاسابيع اضافية، مضيفا ان هناك نية لتعديل قانون الانتخابات من المختلط الى نظام القوائم كلياً، وان القوى والفصائل الكبيرة والصغيرة وبعض الشخصيات تواصل استعدادها وحواراتها من اجل انتخاب مرشحيها داخليا او تشكيل قوائم مع قوى وشخصيات اخرى. وللمرة الاولى في تاريخها الممتد منذ عام 1967، اجرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين امس اولى جولات الانتخابات الداخلية شمال قطاع غزة لاختيار مرشحين من اصل سبعة تنافسوا في هذه الدائرة. وقال مسؤول الاعلام في الجبهة، عضو لجنتها المركزية يوسف الصليبي ل"الحياة"ان هناك اقبالاً كبيراً من اعضاء الجبهة وانصارها. واضاف ان هذه الانتخابات جرت في اربع مناطق في محافظة شمال غزة هي مخيم جباليا، وجباليا النزلة، وبلدة بيت لاهيا، وبلدة بيت حانون. واشار الى ان الجولة الثانية ستجري اليوم في مدينة غزة، لافتا الى انه سيتم انتخاب ثلاثة مرشحين من بين اربعة يتنافسون على هذه الدائرة. وفي سياق متصل، تعمل شخصيات وطنية من اجل التوصل الى اتفاق يقضي بتأليف قائمة انتخابية موحدة. ومن بين هذه الشخصيات قياديون سابقون في احزاب وقوى وطنية يسارية وشخصيات دينية وطنية مستقلة واكاديميون. لكن المتحاورين اصطدموا بعقبات عدة اهمها طغيان النزعة الذاتية لدى بعض القياديين، فوضع بعضهم شرطا من قبيل ان يكون هو على رأس هذه القائمة او اي قائمة كونه يرى في نفسه الشخصية الاكثر شعبية والقادرة على جلب النصر للقائمة، وهو ما اثار حفيظة الاخرين. وعلمت"الحياة"ان الحوارات بين الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية المستقلة لتشكيل ما يسمى"التيار الثالث"ليكون قوة ثالثة منافسة امام حركتي"فتح"و"حماس"، وصلت الى طريق مسدود وان الطريق باتت ممهدة امام كل فصيل لخوض الانتخابات بقائمة منفردة. وقال غازي ابو جياب وهو اسير محرر وشخصية وطنية تنوي ترشيح نفسها للانتخابات ضمن قائمة وطنية موحدة، ان الحوارات تجري منذ الربيع الماضي لتأليف قائمة وطنية موحدة تخوض الانتخابات. واضاف ان"هذه الحوارات لم تفض حتى عن اتفاق لتأليف هذه القائمة المنتظرة، مشيرا الى ان ذلك يصطدم بعقبة طغيان العنصر الذاتي على الاعتبارات الموضوعية الأهم. ورأى انه ستتضح الامور خلال الايام القليلة المقبلة، لكنه بدا غير متفائل، متوقعاً تشكيل اكثر من قائمة تدعي تمثيلها للتيار الوطني المستقل. الى ذلك، سربت مصادر في المجلس التشريعي معلومات مفادها ان السلطة تنوي تقديم مشروع معدل جديد لقانون الانتخابات يعتمد التمثيل النسبي، أي القوائم الحزبية، في شكل عاجل بدلاً من القانون الحالي الذي تم تعديله قبل اشهر قليلة واعتمد نظامي الدوائر والتمثيل النسبي. وتشير المعلومات الى ان ذلك يستدعي تأجيل اجراء الانتخابات، وهو ما أثار تخوف"حماس". وعلمت"الحياة"ان"حماس"اختارت ان تلعب لعبة ذكية في الانتخابات التشريعية على اساس ترشيح شخصياتها القيادية البارزة في كل المناطق فرادى وفقا لنظام الدوائر لأن فوزهم مضمون، وترشيح شخصيات اخرى غير معروفة وحظوظها قليلة في الفوز، على قائمة الحركة المركزية التي ستخوض بها الاتنخابات في الضفة والقطاع.