سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قرار المدعي العام الفيديرالي الاسبوع المقبل قد يؤدي الى استقالة روف وليبي . بوش يستعد لاحتمال ادانة مسؤولين في ادارته بتسريب اسم عميلة للاستخبارات الى الاعلام
يستعدّ البيت الأبيض لمواجهة الأسوأ في فضيحة تسريب اسم عميلة الاستخبارات الأميركية سي آي إي فاليري بليم واحتمال إدانة أحد أبرز صانعي القرار في إدارة الرئيس جورج بوش كبير مستشاريه كارل روف ومدير فريق نائب الرئيس ديك تشيني، لويس ليبي الملقب ب"سكوتر"بذلك، بعدما تأكّد أمس تسريب كليهما اسم العميلة إلى الصحافة والطعن في هويتها الاستخباراتية. وتعود القضية إلى تموز يوليو 2003، عندما كشف روبرت نوفاك الصحافي المحافظ المقرب من الحزب الجمهوري، اسم عميلة سرية في"سي آي إي"، نقلاً عن مصادر في الإدارة الأميركية. والعميلة السرية هي زوجة جوزف ويلسون السفير الأميركي السابق الذي شكك علناً في التبرير الذي استخدمته إدارة بوش لشن حربها على العراق. وبموجب القانون الأميركي، يعدّ الكشف عن هوية عميل أو عميلة سرية عمداً، جريمة فيديرالية. ونقلت تقارير وكالة أسوشيتد برس عن مصادر رسمية في البيت الأبيض وأخرى قريبة من المدعي العام باتريك فيتزجيرالد، أن روف وليبي تبادلا أكثر من مرة الحديث عن هوية بليم وكونها زوجة السفير الأميركي السابق لدى النيجر الذي فنّد ادعاءات الإدارة حيال صفقة اليورانيوم بين العراقوالنيجر قبل الحرب على العراق. وكانت الإدارة استخدمت امتلاك نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل، مبرراً لشن الحرب على العراق. إلا انه لم يتم العثور على أي من تلك الأسلحة بعد غزو هذا البلد في آذار مارس 2003. وأشارت المصادر الى أن روف 50 عاماً أقر خلال شهادته الرابعة أمام الهئية العليا للمحلفين الأسبوع الماضي بمعرفته هوية بليم في ربيع 2003 قبل تسريبها في تموز يوليو من ذلك العام. ويحاول فيتزجيرالد في الأسبوع الأخير قبل إصدار إدانة أو الاكتفاء بتقرير حيال القضية، معرفة ما إذا كانت نية إجرامية لدى روف وليبي وراء تسريبهما اسم العميلة انتقاماً من زوجها، أو أن الأمر جاء من دون سابق إصرار وتصميم. وترجّح التقارير ان يعمد فيتزجيرالد الى إدانة المسؤولين الأسبوع المقبل، وبالتالي دفعهما إلى الاستقالة وإحداث فراغ سياسي داخل إدارة بوش. وتحدثت صحيفة"دايلي نيوز"عن مواجهة بين بوش وروف بسبب الفضيحة، لام خلالها الرئيس مساعده الأكبر. ويعتبر روف من أقرب المسؤولين إلى الرئيس، وأبرز المساهمين في نجاحاته الانتخابية منذ العام 1994، عندما تولى حاكمية تكساس وصولاً إلى انتخابه لولاية ثانية. وكان بوش صرّح في السابق، بانه في حال ارتكب أي من موظفي البيت الأبيض جريمة سيطرد من عمله. أما لويس ليبي، فيتميز بقربه من تشيني والتقائهما سياسياً وايديولوجياً، وكونه أحد الصقور النافذين في أوساط المحافظين الجدد. وتتلمذ "سكوتر"على يد مدير البنك الدولي بول وولفويتز وعمل مع فريق"مشروع القرن الأميركي الجديد"في التسعينات، لبلورة سياسة خارجية وأمنية أكثر تشدداً واندفاعاً للولايات المتحدة. كما يعرف ليبي 50 عاما بقربه من حزب الليكود الإسرائيلي وزعيمه الحالي رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون وقبله بنيامين نتانياهو. ويتخوّف البيت الأبيض في حال إدانة الرجلين من تداعيات ذلك على شعبية الرئيس بوش التي تراجعت حتى 39 في المئة بحسب استطلاع شبكة"أن بي سي"وصحيفة"وول ستريت جورنال".ومعلوم ان الهمّ الاقتصادي، والحرب على العراق والتعيينات القضائية إضافة إلى الكوارث الطبيعية، هي أسباب انهيار شعبية بوش من 71 في المئة في نيسان أبريل 2003 إلى ما هي عليه اليوم.