في سعيها لدفع عجلة مفاوضات منظمة التجارة العالمية إلى الأمام، تمهيداً للاجتماعات الرسمية التي ستنعقد في هونغ كونغ في كانون الأول ديسمبر المقبل، اقترحت الولاياتالمتحدة أمس على لسان ممثل وزارة التجارة الأميركية روب بورتمان"اعتماد تخفيضات كبيرة في الدعم الزراعي، وتطبيق خطة مستقبلية تهدف إلى إلغاء الضرائب الجمركية الزراعية". وكانت الولاياتالمتحدة دعت 15 دولة عضوة في منظمة التجارة العالمية هي دول منطقة اليورو، وأستراليا والبرازيل وكندا إلى الاجتماع في زوريخ اليوم بهدف التوصل إلى حلول في شأن المفاوضات الزراعية، علماً ان الدول النامية طالبت الدول المتطورة مراراً بخفض الدعم الزراعي الذي يحول دون المنافسة العادلة في الأسواق العالمية. ونشر بورتمان مقالاً أمس في صحيفة الفاينانشال تايمز ذكر فيه ان"الولاياتالمتحدة تريد تطبيق خفض كبير في الضرائب الجمركية على ثلاث مراحل بمعدل 5 سنوات لكل مرحلة، بدءاً من 55 في المئة لغاية 90 في المئة في الدول التي تفرض ضرائب مرتفعة". وأضاف أنها"تبغي في خطوة لاحقة إلغاءها كلياً". وكانت واشنطن تعرضت لضغوطات في الأسابيع الماضية للتقدم باقتراحات جديدة، لكن المفاوضين الأميركيين تلكأوا عن التقدم بالاقتراحات من دون معرفة مدى استعداد سائر الدول لخفض ضرائبها الجمركية الولاياتالمتحدة مستعدة ان تخفض الدعم الزراعي بمعدل 60 في المئة، في مقابل ان يخفضه الاتحاد الأوروبي واليابان بمعدل 80 في المئة، كونهما يقدمان دعماً مالياً أكبر لمزارعيهما، ما يسمح للمنتجات الزراعية الأميركية بدخول أسواقها. وأشار مسؤولون في القطاع الزراعي ان أعضاء الكونغرس مجلس النواب الأميركي أبلغوا بورتمان عن التنازلات التي هم مستعدون للقبول بها، بخصوص خفض الدعم. ومن ناحية أخرى، كان مسؤول ديبلوماسي من مجموعة الدول ال20 صرح في وقت سابق قائلاً:"نحن ننتظر ان تعلن الولاياتالمتحدة عن موقفها"، مشيراً إلى ان التقدم في المفاوضات حول المسائل الزراعية، مرتبط بالسلع الصناعية أيضاً". إذ ربطت الدول النامية، مثل البرازيل والهند، استعدادها تقديم التنازلات بخصوص السلع الصناعية القادمة من الدول المتطورة، شرط ان تخفض تلك الدول معوناتها الزراعية. ومن ناحيته، رحب الاتحاد الأوروبي بهذا الاقتراح، إذ قال المفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسون ان"الاتحاد مستعد ان يقوم بخطوة مماثلة، لا بل ان يتخطى معدل الخفض المقترح من جانب الولاياتالمتحدة". كما أعلن الاتحاد الأوروبي انه وضع خططاً إصلاحية في 2003 للإنفاق الزراعي، الذي يكبد حكوماته مبالغ ضخمة، تؤدي"إلى التلاقي مع مطالبات الدول المصدرة كالبرازيل وأستراليا". لكن الاتحاد الأوروبي، بحسب المحللين، ما زال بعيداً من تلبية طموحات الولاياتالمتحدة وسائر الدول، خصوصاً فيما يختص بالمنتجات التي تشكل حساسية سياسية مثل السكر واللحوم ومنتجات الألبان. ومن المفترض ان تستمر المفاوضات، التي انطلقت في زوريخ أمس، لمدة ثلاثة أيام، إذ سيجتمع وزراء مال مجموعة الدول ال20 اليوم وغداً في جنيف، حيث مركز منظمة التجارة العالمية.