في اطار الاستعداد السوري الوقائي لمواجهة مرحلة ما بعد تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان التقى امس الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو على رأس وفد حزبي مشترك من بيروتودمشق ورئيس المؤتمر الشعبي في لبنان كمال شاتيلا. وعلمت"الحياة"ان الحزب القومي ناقش مع الاسد علاقته بحزب البعث العربي الاشتراكي بعد انضمامه الى الجبهة الوطنية التقدمية في سورية وجرى استعراض الوضع العام في المنطقة لا سيما في لبنان على خلفية ما سيحمله تقرير ميليس الى أنان. وبحسب المعلومات فإن الاسد كرر امام وفد الحزب وأمام شاتيلا تعاون سورية مع لجنة التحقيق الدولية لجلاء الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري، وانه استجاب الى رغبات ميليس في الاستماع الى ضباط سوريين كشهود في الجريمة، وأكد عزم بلاده على مواجهة الضغوط الدولية التي تتعرض لها، بغية اجبارها على تعديل موقفها من القضايا المطروحة. وإذ اشارت المعلومات الى قلق سورية ازاء التطورات في المنطقة وتحديداً في العراقولبنان فإن مصادر مقربة من المجتمعين نقلت عن الاسد ان بلاده ليست في حال هلع خصوصاً ان لا علاقة لها بجريمة اغتيال الحريري. واعتبرت ان الاتهامات الموجهة الى سورية التي اخذ يتناقلها اخيراً بعض وسائل الاعلام العربية والاجنبية لا تستند الى ادلة وقرائن بمقدار ما تصب في خانة الضغط، خصوصاً انها استبقت ما سيتضمنه تقرير ميليس. ولم تستبعد المصادر ان يكون للتحرك السوري في اتجاه بعض الاطراف اللبنانيين علاقة مباشرة بما اخذ يتردد اخيراً من ان دمشق تدعم البدء بحملة اعلامية وسياسية مضادة للحملات التي تستهدفها، متوقعة قيام شخصيات سياسية وحزبية بزيارات قريبة الى دمشق للقاء الاسد وكبار المسؤولين السوريين. وكانت وكالة سانا ذكرت ان اللقاءين مع الحزب القومي ومع شاتيلا بحثا"الاوضاع المستجدة في المنطقة ولبنان". ووزع شاتيلا في وقت لاحق تصريحاً له حول اللقاء فقال انه استغرق ساعة ونصف الساعة وجرى استعراض"التحديات والمخاطر التي تواجهها الامة من جانب القوى الاجنبية الطامعة والصهاينة الذين يستهدفون اليوم لبنان وسورية في اطار مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي جربوه في العراق من خلال تطبيق الديموقراطية الدموية الاستعمارية لاعادة اطلاق المشروع الصهيوني في المشرق". وقال شاتيلا انه شعر"من حديث الرئيس الاسد بأن سورية تتحرك سياسياً بمرونة ولكن من خلال الثوابت الوطنية والقومية التي لن تفرط بها مهما اشتدت عليها الضغوط وستواجه كل التحديات دفاعاً عن الحقوق معتمدة على وحدتها الوطنية وأحرار العرب والعالم في كل مكان".