وسط اجراءات امنية شديدة، تنعقد في شرم الشيخ ظهر اليوم القمة الرباعية التي يرعاها الرئيس حسني مبارك ويحضرها كل من الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس ابو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، والتي تتوج باعلان متبادل لوقف النار من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي يؤمل بأن يمهد لاستئناف المفاوضات السياسية. راجع ص 4 و5 وفيما اعلنت الولاياتالمتحدة دعمها هذا التحرك، طالبت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اسرائيل بالامتناع عن القيام بأي اجراء من جانب واحد من شأنه"تغيير الوضع القائم"في الاراضي الفلسطينية، وب"عمل كل ما هو ممكن لظهور دولة فلسطينية ديموقراطية تعيش جنباً الى جنب مع اسرائيل... وعلى هدى خريطة الطريق". وعشية القمة، لوحظ تغيير كبير في اللهجة الاميركية ازاء القيادة الفلسطينية يؤذن بفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، اذ اعرب الرئيس جورج بوش عن"اعجابه"بالتزام"ابو مازن"مكافحة الارهاب. وسبق ذلك ما ابدته رايس خلال زيارتها للاراضي الفلسطينية امس من اعجاب ب"الرئيس"الفلسطيني. وتعهدت رايس في مؤتمر صحافي مع عباس لعب"دور فاعل وناشط"في دفع السلام، مشيرة الى أنها عينت الجنرال وليام وورد"منسقاً امنياً"يتولى مهمة"مراقبة"اتفاق وقف النار و"مساعدة الفلسطينيين في اصلاح اجهزتهم الامنية". كما اعلنت انها وجهت دعوة الى كل من شارون و"ابو مازن"لزيارة البيت الابيض في الربيع، مشيرة الى ان الجانبين قبلا الدعوة. وكشفت انها ستفرج عن 04 مليون دولار من المساعدات الاميركية للجانب الفلسطيني خلال الاشهر الثلاثة المقبلة. وعلى غير عادة المسؤولين الاميركيين، لم يتركز الحديث خلال المؤتمر الصحافي على"الارهاب"الفلسطيني، وان لوحظ من تصريحات رايس ان طبيعة الدور الاميركي في هذه المرحلة ستتركز على مسألتي الامن والاقتصاد، في حين يتضح انها تنوي ترحيل القضايا النهائية الى مرحلة لاحقة، وهو ما قصدته عندما قالت ان"الطريق طويل"قبل الخوض في"خريطة الطريق". وردت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس سريعاً على اعلان رايس، وقال الناطق باسم الحركة الشيخ حسن يوسف ان"القضية الفلسطينية ليست قضية امنية، وان تحويلها الى ذلك هو انحياز لصالح المنطق الاسرائيلية واجندته". يذكر ان صحيفة"معاريف"الاسرائيلية نشرت امس نبأ ذكرت فيه ان اوساطا امنية اسرائيلية حذرت من نية"حزب الله"اغتيال"ابو مازن"في قمة شرم الشيخ. في غضون ذلك، رحب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ب"مبادرة"انعقاد قمة شرم الشيخ، وقال ان"سلوك التعاون بين الطرفين بدأ يؤتي ثماره"، لافتاً الى ان الوضع"لا يزال هشاً". واعتبر في افتتاح دورة"لجنة ممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية"ان العام الحالي"فائق الاهمية لقضية السلام في الشرق الاوسط"، داعياً الى تشجيع الطرفين على"تعميق حوارهما السياسي وتحويل الكلام الايجابي الى افعال على الارض". وابدى التزام المنظمة الدولية العمل مع"شركائنا في اللجنة الرباعية نحو سلام عادل وشامل بناء على قرارات مجلس الامن، وفي اطار خريطة الطريق"حتى قيام دولة فلسطين الى جانب اسرائيل.