اتهمت الأحزاب التركمانية والعربية في كركوك الأكراد بالتزوير في الانتخابات المحلية، رافضين مسبقاً فوزهم قبل اعلان النتائج الرسمية التي اعتبروها"مؤامرة"تهدف الى ضم المدينة النفطية الى كردستان. وقال المسؤول التركماني سعد الدين عركج في أعقاب اجتماع للأحزاب التركمانية في مدينة كركوك إن"هذه الانتخابات تفتقر الى الصدقية بسبب تسجيل خروقات كبيرة وغياب المراقبين الدوليين"، مضيفاً أن"التركمان لا يستطيعون القبول بهذه المؤامرة التي يريد الأكراد من ورائها ضم كركوك الى كردستان". ودعا"المفوضية العليا للانتخابات"الى اعادة النظر في عملية فرز الأصوات ودرس الشكاوى التي قدمتها الأحزاب العربية والتركمانية"لأن النتائج التي تبجح بها الأكراد ستتسبب كوارث كبيرة". وأفادت وسائل الاعلام الكردية المحلية أن اللوائح الكردية نالت 63 في المئة من الأصوات في انتخابات المجلس المحلي في مدينة كركوك. ووصف المرشح العربي عبدالرحمن منشد العاصي الانتخابات بأنها"مؤامرة"، لافتاً الى أن آلاف الأكراد تدفقوا في 30 كانون الثاني يناير من محافظتي السليمانية واربيل الكرديتين"الى كركوك للتصويت مرة ثانية". وقال أثناء اجتماع للأحزاب العربية والتركمانية إن"نتائج الانتخابات باطلة لأنها ترمي الى ضم كركوك الى كردستان ونحن العرب والتركمان نرفض ذلك". والى ذلك، اعتبر مسؤول تركماني في كركوك أن عديد الناخبين المشاركين في الاقتراع لا يتناسب مع الكثافة السكانية للمحافظة ويتناقض مع الاحصاءات الرسمية المقدمة إلى المفوضية العليا للانتخابات. وقال رئيس حزب"العدالة"الاسلامي التركماني أنور بيرقدار في تصريح الى"الحياة"إن عدد الناخبين الذين اشتركوا في الاقتراع في أحياء"آزادي"و"رحيم آوى"ذات الغالبية الكردية من ضواحي كركوك بلغ 166817 ألفاً، في حين بلغ اجمالي الناخبين في قضاء الحويجة أكبر مدن كركوك والنواحي التابعة له 92 ألف ناخب فقط. واعتبر مسؤولون عدم اعلان المفوضية نتائج الفرز في المراكز الانتخابية في كركوك أسوةً ببقية المحافظات"اعترافاً خجولاً"منها بوجود مخالفات وتزييف. وانتقد بيرقدار مكتب المفوضية في كركوك ل"رضوخه للضغوطات الكردية"ما ساعدهم على"ارتكاب العديد من المخالفات والتجاوزات". ولفت الى أن عدد سكان كركوك قبيل سقوط النظام السابق كان 838 ألف نسمة، وبعد سقوط النظام وعودة المرحلين من كل القوميات بلغ عدد سكان كركوك وفق الاحصاءات الرسمية المقدمة إلى المفوضية العليا للانتخابات قبيل بدء عمليات الاقتراع 880 ألف نسمة. وتابع بيرقدار أن احصاءات أجرتها دوائر التجارة في المحافظة أفادت بأن عدد المرحلين من مدينة كركوك ومن كل القوميات ولغاية 20 آذار مارس عام 2003 كان 11865 فرداً غالبيتهم من الأكراد، لكن عدد البطاقات التموينية المنقولة إلى كركوك من محافظات دهوك والسليمانية وأربيل وللفترة حتى 30 أيلول سبتمبر الماضي بلغ 43.386 بطاقة تموينية بلغ عدد أفرادها 347.818 ألف نسمة جميعهم من الأكراد. ولفت إلى أن اعتراض العرب والتركمان على تسجيل 72 ألف ناخب كردي قبل الانتخابات انعكس سلبياً بعدما أدت اجراءات التدقيق التي قامت بها المفوضية الى رفع عدد الناخبين الأكراد إلى 108 آلاف"جميعهم من النازحين غير الشرعيين في كركوك". واتهم بيرقدار القوات المتعددة الجنسية وقوات الجيش والشرطة بالتواطؤ مع الأكراد في"اهمالهم المتعمد اغلاق منافذ المدينة وتركها من دون رقابة وتحديداً المداخل المؤدية إلى محافظتي السليمانية وأربيل، ما ساعد على دخول عدد كبير من الأكراد بعدما صوتوا في محافظاتهم وتم اشراكهم في الاقتراع". وكان"التجمع العربي"و"تجمع العشائر العربية"استنكرا العملية الانتخابية في كركوك والحويجة وطالبا بالغاء نتائج انتخابات كركوك بسبب"خروقات الأكراد". وفي السياق ذاته، دعا"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة جلال طالباني الأكراد في كركوك بالكف عن مظاهر الاحتفال التي رافقت الانتخابات في المدينة. وفي غضون ذلك، تظاهر المئات من أنصار"الحركة الديموقراطية الآشورية"في المنطقة الخضراء وسط بغداد احتجاجاً على"حرمان عشرات الآلاف في سهل نينوى الموصل من المشاركة في الانتخابات". وكان مسؤول الاعلام في الحركة وليم وردة طالب المفوضية العليا للانتخابات بإنصاف الناخبين من أهالي المناطق التي تسكن سهل الموصل والتي لم تجر فيها الانتخابات. وتساءل:"هل ان الذين يقفون وراء هذا العمل لا يريدون للمسيحين والأقليات الأخرى أن يساهموا في كتابة دستور العراق؟ هل يريدون من المسيحيين الهجرة؟".