رفض الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي أمس، تحمل المسؤولية كاملة عن الفساد في برنامج"النفط مقابل الغذاء"العراقي، مشيراً بأصابع الاتهام الى خليفته كوفي أنان. وقال غالي في تصريحات الى هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي:"أشترك في المسؤولية لكن يجب ألا تلوى العملية برمتها"، مضيفاً أن"مجلس الأمن حدد أساسيات البرنامج ووافق عليه أما التنفيذ فجرى خلال فترة تكليف خليفتي". وكان غالي يشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة عند بداية البرنامج الذي وضع حتى يسمح للعراق بشراء الغذاء والدواء لتخفيف الصعوبات الاقتصادية التي خلفتها عقوبات الأممالمتحدة اثر غزو الكويت. وخلصت لجنة تحقيق مستقلة برئاسة بول فولكر الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفيديرالي الأميركي الى أن المدير السابق للبرنامج بينون سيفان ساعد في حصول ابن عم غالي على عقود نفط. وأعرب غالي عن أسفه"لسوء الادارة والفضيحة التي ظهرت في تقرير فولكر"، معتبراً"أن تمكننا من توقيع مذكرة التفاهم للحصول على موافقة مجلس الأمن وموافقة الادارة العراقية كانتا نجاحاً للشعب العراقي المسكين الذي كان يعاني من عقوبات اقتصادية استمرت عشر سنوات". في هذا الاطار، كشفت وزارة الخارجية الفرنسية أن تقرير فولكر يؤكد أن برنامج"النفط للغذاء"لا يشكل"سوى جزء ضئيل من مجمل الاختلاسات"في العراق. وأوضح الناطق باسم الخارجية الفرنسية هيرفي لادسوس أن التقرير الذي أعدته لجنة تحقيق مستقلة برئاسة فولكر يؤكد أن"البرنامج لا يشكل سوى جزء صغير من مجمل عمليات الاختلاس التي نسبت الى نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين خلال الفترة التي كان يخضع فيها العراق للحظر". وأضاف:"خارج الأممالمتحدة، كانت الدول الأعضاء مسؤولة عن تطبيق واحترام البرنامج"، مؤكداً أن"فرنسا تحملت باستمرار مسؤولياتها"على هذا الصعيد. وتابع لادسوس أن نظام صدام كان يهرب النفط، مشيراً الى أن"شحنات النفط كانت تخرج من شط العرب في جنوب شرقي العراق الذي يصب في الخليج". وأكد أنه"طوال هذه السنوات كانت هناك قوات بحرية لمراقبة الملاحة في هذه المنطقة"، لافتاً الى أن هذه القوات"لاحظت الكثير من الأمور". وجاء ذلك في وقت نفت شركة"شل"النفطية الهولندية أي علاقة لها بدفع رشوات عبر شركة وسيطة لشراء نفط في اطار برنامج"النفط مقابل الغذاء". وقالت الناطقة باسم"شيل"ليزا غيفرت إن الشركة لم تكن على علم بأي دفعات قدمها طرف ثالث بالنسبة الى شحنات نفط اشترتها. وكان رئيس شركة نفط أفريقيا والشرق الأوسط أميب فخري عبدالنور قال لفولكر إنه دفع 177 ألف دولار الى حساب عراقي في مصرف أردني، مستخدماً دفعات مالية تلقاها من شركة"شل"في اطار صفقة نفط.