شددت محكمة الاستئناف اليمنية الجزائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة، امس، الحكم على ثلاثة من المتهمين بتفجير ناقلة النفط الفرنسية"ليمبورغ"واعمال ارهابية اخرى شهدتها اليمن خلال العامين الماضيين، وقضت بإعدام كل من حزام مجلي وفواز الربيعي، بعدما كانت محكمة البدايات حكمت على الأخير بالسجن عشر سنوات. وفي الجلسة التي عقدت برئاسة القاضي سعيد القطاع وحضور ممثل المدعي العام سعيد العاقل و14 متهماً، قررت المحكمة تشديد عقوبة السجن على المتهمين عمر جار الله وفوزي الحبابي من 10 الى 15 سنة. وأيدت المحكمة الحكم الابتدائي بحبس بقية المتهمين مدداً تراوح بين 3 و10 سنوات. وفور سماع المتهمين النطق بالحكم هلّلوا بالتكبير، وقال فواز الربيعي المحكوم عليه بالاعدام:"هذا حكم اميركي ولا دخل للسلطات اليمنية ولا القضاء فيه". وأوضح المحامي هاني منصر، الموكل عن عدد من المتهمين، ان الحكم"صدر بهذه الشدة وبصورة غير عادلة ومفاجئة نتيجة الضغوط السياسية التي كانت أقوى من العدالة". واشار الى انه سيلجأ الى المحكمة العليا قبل المصادقة على الحكم الاستئنافي. وقال المحامي للصحافيين امام المحكمة:"ان تبرئة بعض المتهمين في بعض الجرائم المنسوبة اليهم، وتشديد العقوبات على آخرين من جهة اخرى، يعد من العيوب القانونية المأخوذة على الحكم". أهالي المتهمين الذين حضروا الجلسة اعتبروا الحكم"جائراً لا يستقيم مع العدالة والاستقلالية التي تزعمها السلطات القضائية"، وقرروا الطعن فيه امام المحكمة العليا، وقال والد فواز الربيعي:"ان الحكم ظالم، ولا يجوز الحكم عليهم بهذه العقوبات الجائرة"، مضيفاً:"استأنفنا الحكم الابتدائي على اساس ان تحضر العدالة، ولكن ذلك لم يحدث وسنلجأ الى المحكمة العليا". وكانت محكمة البدايات أصدرت احكاماً في 28 آب اغسطس العام الماضي برئاسة القاضي محمد الجرموزي بإعدام حزام صالح مجلي والسجن 10 لفواز الربيعي وشقيقه ابو بكر الربيعي وعمر سعيد جار الله وفوزي الحبابي ومحمد المعماري وفوزي الوجيه، بالاضافة الى المتهم ياسر سالم الفار من وجه العدالة. كما قضى الحكم الابتدائي بالسجن مدة خمس سنوات لكل من ابراهيم هويدي وعارف مجلي ومحمد عبدالله الديلمي وعبدالغني قيفان وقاسم الريمي والسجن ثلاث سنوات لكل من خالد الجلوب وسليم الديلمي. وكانت محاكمة المتهمين بدأت في 29 ايار مايو الماضي حيث كان قرار الاتهام الموجه من النيابة العامة يتهم الموقوفين بالانتماء لتنظيم"القاعدة"وتشكيل عصابة ارهابية مسلحة اضرت بمصلحة الوطن العليا وجعلته عرضة للاستهداف بمبرر ضرب الارهاب، الى جانب تفجير ناقلة النفط الفرنسية"ليمبورغ"وضرب طائرة شركة"هانت"الاميركية اثناء اقلاعها من مطار صنعاء الدولي والانفجارات التي شهدتها اماكن عدة في العاصمة صنعاء في احياء مأهولة بالسكان وطاولت عدداً من المنشآت الامنية ومنازل قيادات في الأمن السياسي الاستخبارات. وتضمن قرار الاتهام ايضاً اتفاق اعضاء المجموعة على استهداف خمس سفارات اجنبية الاميركية والبريطانية والفرنسية والالمانية والكورية بتفجيرها بوسائل وطرق مختلفة كانوا قد بدأوا في التجهيز لها الى جانب التخطيط والتجهيز لاغتيال السفير الاميركي السابق في صنعاء ادموند هول رداً على اغتيال زعيم"القاعدة"في اليمن ابي علي الحارثي بواسطة طائرة اميركية في محافظة مأرب وفقاً للقرار. النيابة العامة اتهمت فواز الربيعي الذي تعتبره المجموعة أميراً لها الى جانب حزام مجلي بقتل الجندي حميد خصرف اثناء تأديته واجبه على طريق عدن ابين، في حين اتهمت فواز الربيعي وابو بكر الربيعي بالتعدي على مأموري الضبط القضائي اثناء محاولة القبض عليهما في العاصمة صنعاء ومواجهتهم بالسلاح والقاء قنابل يدوية كادت ان تودي بحياتهم. يذكر ان الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف التي تعتبر في القضاء اليمني درجة ثانية بعد محكمة البدايات سينظر فيه امام المحكمة العليا وهي المرحلة النهائية من التقاضي، ولن يتم المصادقة على حكم الاعدام الا بعد موافقة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح باعتباره رئيساً لمجلس القضاء الاعلى.