أصدرت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة حكمها ضد 15 متهماً ينتمون لتنظيم "القاعدة" قضت بإعدام أحد المتهمين، حزام صالح مجلي، وبالسجن لبقية المتهمين بين 3 و10 سنوات بعدما دانتهم بارتكاب جرائم إرهابية، في مقدمها تفجير ناقلة النفط الفرنسية "لومبرغ" قبالة سواحل المكلا أواخر عام 2002، وتشكيل عصابة مسلحة وتهديد أمن البلاد ومصالحه والاعتداء على سفارات ومصالح غربية وأجنبية في اليمن. وهتف المتهمون من داخل القفص بعد سماع منطوق الحكم عليهم تأييداً لأسامة بن لادن وبالموت لأميركا: "لا إله إلا الله بن لادن حبيب الله... لا إله إلا الله أميركا عدو الله"، وطالبوا على الفور، هم ومحاموهم، باستئناف الحكم والطعن في عدالته. وقضى الحكم الذي أصدرته المحكمة أمس بعد 18 جلسة، بالسجن 10 سنوات ل5 متهمين دينوا بالتورط في عملية الناقلة "لومبرغ" وهم عمر سعيد وحسن جارالله وفواز الوجيه ومحمد سعيد العماري وفوزي يحيى الحبابي، بالإضافة إلى متهم سادس هو ياسر سالم الذي حوكم غيابياً ولا يزال فاراً من وجه العدالة. وجاء في حيثيات الحكم أن المتهمين الخمسة هاجموا الناقلة بقصد تدميرها واعترضوا سيرها في المياه الاقليمية اليمنية، ما أدى إلى اشتعال الحريق فيها وتسرب النفط وموت أحد طاقمها. كذلك قضى الحكم بحبس الشقيقين فواز الربيعي زعيم المجموعة وأبو بكر الربيعي 10 سنوات بعد ادانتهما في أعمال إرهابية منها تفجير مبنى الهيئة العامة للطيران. وقد حملتهما المحكمة المسؤولية في تعويض الهيئة عن الأضرار التي لحقت بالمبنى وتقدّر ب18 مليون ريال يمني. ودانت المحكمة 5 متهمين هم إبراهيم الهويدي وعارف صالح مجلي ومحمد الديلمي وعبدالغني علي حسن قفيان وقاسم يحيى الريمي بالتخطيط لتفجير 5 سفارات أجنبية، هي الأميركية والألمانية والبريطانية والكوبية والفرنسية، وقضى منطوق الحكم بحبس كل واحد منهم 5 سنوات من تاريخ القبض عليهم. وجاء في حيثيات الحكم أنهم خططوا في وقت سابق لاغتيال السفير الأميركي السابق في صنعاء ادموند هول. وحكمت المحكمة بالسجن 3 سنوات على المتهمين خالد الجلوب وسليم الديلمي لاشتراكهما في تزوير وثائق ومستندات. أما حزام مجلي الذي حكم عليه بالاعدام فدانته المحكمة بقتله عدواناً الجندي حميد خصروف بعدما ثبت للمحكمة أن المتهم ارتكب جريمته أثناء تأدية الجندي واجبه في إحدى النقاط الأمنية. وحكمت المحكمة بمصادرة الأسلحة والمتفجرات التي ضبطت بحوزة المتهمين وتقدّر بنحو نصف طن من المتفجرات. وألزمت المحكمة المتهمين حزام مجلي وفواز الربيعي بدفع أتعاب المحاماة الخاصة بقضية الجندي المقتول حميد خصروف والمقدرة ب300 ألف ريال يمني. ووصف محامو الدفاع الحكم بأنه سياسي أكثر منه قضائي، فيما كان رد فعل المتهمين صيحات التكبير والشعارات المؤيدة لزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن والتنديد بأميركا. واحتج أقارب المتهمين وعبروا عن إدانتهم المطلقة لهذه الأحكام، وشهدت قاعة المحكمة صخباً وهرجاً ومرجاً بعد الانتهاء من الجلسة. وتجمع الصحافيون وأقارب المتهمين أمام قفص الاتهام، فيما كان المتهمون يضربون بأيديهم وأرجلهم على القفص. وقال شقيق المتهمين فواز وأبو بكر الربيعي للصحافيين أن الأحكام كانت جاهزة وأن "القاضي أداة بيد النيابة": "لقد حبسوني 15 شهراً من دون ذنب كي اسلم شقيقي، وحرموني من دراستي الجامعية ولاحقوا أسرتي". وقال والد المتهم عبدالكريم قيفان أنها "كانت محاكمة صورية لتمرير حكم جائر". ووصف والد المتهم حزام مجلي الحكم بأنه "باطل وغير شرعي وظالم". واعتبر والد فواز الربيعي الحكم بأنه "لا يستند الى نص قانوني ولم يحصل المتهمون على حقوقهم القانونية". وفي هذا السياق قال أحد محامي الدفاع فايز الجحوري ل"الحياة" أن المحكمة "لم تتطرق بالرد التفصيلي الى دفوعات هيئة الدفاع وطعنها في أدلة الاثبات التي قدمتها النيابة، وأخذت المحكمة بأدلة تثبت بطلانها". وأضاف محام آخر هو فواد الربعي أن التهم التي دانت بها المحكمة المتهمين "باطلة"، وقال ل"الحياة" إن "الشهادة التي اعتمدت عليها المحكمة في ايقاع عقوبة الإعدام على موكلي حزام مجلي شهادة غير صحيحة ولا ترقى حتى إلى مرتبة القرينة وليس الدليل"، مؤكداً أنه سيسعى إلى تغيير الحكم في مرحلة الاستئناف.