بدأت في صنعاء أمس محاكمة 14 شخصاً، اتهموا بارتكاب جرائم "ارهابية" في اليمن، وكشفت أولى جلسات المحاكمة ان تفجير ناقلة النفط الفرنسية "ليمبورغ" قبالة سواحل المكلا في محافظة حضرموت في 16 تشرين الأول اكتوبر 2002 كان عملية انتحارية نفذها شخصان ينتميان الى تنظيم "القاعدة" في اليمن بزعامة "أبو علي الحارثي" الذي قتل بعد بضعة أسابيع بصاروخ أميركي في صحراء محافظة مأرب. كما كُشف اسما الانتحاريين وهما حسن البدوي الملقب ب"ابن الحارث البدوي" وناصر عوض أبو هيثم. ومثل المتهمون ال14 أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الارهاب في صنعاء، برئاسة القاضي أحمد الجرموزي، وهم ينتمون الى التيار الاسلامي المتشدد وتنظيم "القاعدة" في اليمن والذي كان يتزعمه "أبو علي الحارثي". ووجهت اليهم النيابة العامة اتهامات بمهاجمة الناقلة "ليمبورغ" ومحاولة تفجير طائرة تابعة لشركة "هنت" الاميركية للنفط، بعد اقلاعها من مطار صنعاء، واستهداف مبان ومسؤولين في جهاز الأمن السياسي الاستخبارات، والتخطيط لاغتيال السفير الاميركي ومهاجمة أربع سفارات غربية في العاصمة اليمنية. وصاح المتهمون بصوت واحد "الله أكبر ولله الحمد" لدى دخولهم قاعة المحكمة التي امتلأت بالمراقبين الاميركيين والصحافيين والمحامين وعدد من ذوي المتهمين. وعقدت الجلسة وسط اجراءات أمنية مشددة، ومنع الصحافيون ومراسلو الفضائيات من ادخال آلات التصوير واجهزة الهاتف النقال. كما منع رجال أمن الأميركيين الذين حضروا المحاكمة، وبينهم عناصر من مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي في سفارة الولاياتالمتحدة من ادخال أي اجهزة تصوير أو هواتف الى قاعة المحكمة واخضعوهم لتفتيش دقيق. وقبل تلاوة رئيس النيابة الجزائية سعيد العاقل لائحة الاتهام، قرئت اسماء المتهمين الحاضرين وهم: عمر سعيد حسن، فوزي يحيى الحبابي، محمد سعيد العماري، فوزي الوجيه، فواز الربيعي، أبوبكر الربيعي، حزام صالح مجلي، عارف مجلي، ابراهيم هويدي، محمد الديلمي، سليم الديلمي، عبدالغني قيفان، قاسم يحىى الريمي، خالد الجلوب، والمتهم الخامس عشر غيابياً ياسر سالم. وقال المتهم فوزي الحبابي، رداً على أسئلة لرئيس المحكمة عن دوره في تفجير الناقلة، ان التوجيهات المتعلقة بالعملية صدرت من علي سنيان أبو علي الحارثي وعبدالرحيم الناشري الملا بلال المعتقل في الولاياتالمتحدة، بالإضافة الى عملية الطائرة الاميركية، و"تسلمنا 15 ألف دولار عبر قائد المجموعة وليد الشيبه الذي قتل فيما كان يحضر المتفجرات في احدى الشقق السكنية في صنعاء، ومعه أحد مساعديه واسمه وليد السفاري، ثم اشترينا قارب فيير غلاس من شركة محلية ب20 ألف دولار، وصواريخ من طراز سام 7 استخدمت في مهاجمة الطائرة التابعة لشركة هنت". وذكر الحبابي انه ذهب الى حضرموت وأقام في فيلا استأجرها من المجموعة هناك، وشاهد الوجيه الملقب ب"ابي مصعب التعزي" فيما كان يجهز القارب بالمتفجرات، لكنه لم يشترك في الهجوم على الناقلة، وأنكر اشتراكه في الهجوم على طائرة "هنت". وأفاد المتهمون أن 1150 كيلوغراماً من مادة "تي إن تي" و20 كيلوغراماً من مادة "سي 4" وعدداً من الصواعق استخدمت في قارب التفجير، وأن العملية انتحارية. وكان أحد البحارة أكد أنه شاهد زورقاً صغيراً يتجه بسرعة كبيرة ليصطدم بالناقلة الفرنسية ويحدث انفجاراً هائلاً. وأشارت اعترافات المتهمين إلى أن المتفجرات التي استخدمت في الهجوم على الناقلة نقلت من مسكن "أبو علي الحارثي" في محافظة شبوه. وأقر المتهم قاسم الريمي بأنه وأفراد المجموعة خططوا لاغتيال السفير الأميركي ادموند هول، لكنه اعتبر ذلك مجرد كلام لم يدخل حيز التنفيذ. وذكر أن مثل هذا القرار "طبيعي" بعد اغتيال الاستخبارات الأميركية "الشيخ أبو علي الحارثي". وتؤكد النيابة أن الاعترافات المدوّنة لديها تشير إلى أن المجموعة خططت لاغتيال السفير بعملية انتحارية، أو باستهداف سيارته بقذائف "آر بي جي"، بعدما رصدت تحركاته. وجاء في تقرير النيابة أن جميع أفراد المجموعة اتفقوا على مهاجمة سفارات بريطانيا والمانيا وفرنسا بسيارات مفخخة، وقصف السفارة الأميركية بصواريخ محمولة على الكتف. كما ورد أن فواز الربيعي يعتبر زعيماً للمجموعة كما دلّ مظهره داخل المحكمة التحق ب"القاعدة" عام 1999، وكلف شقيقه "أبا بكر" وضع عدد من الأكياس المليئة بالمتفجرات قرب منزلي وكيل جهاز الأمن السياسي السابق العميد محمد رزق الصرفي، ومسؤول آخر في الجهاز هو العميد محمد الهمداني، واستهداف منزل نائب رئيس الجهاز اللواء علي منصور رشيد. ويواجه فواز الربيعي المتهم أيضاً بالضلوع في تفجير المدمرة الأميركية "كول" في عدن عام 2000، تهمة الاشتراك في قتل أحد جنود الأمن، لدى اعتراض طريقه في محافظة ابين جنوب العام الماضي، قبل اعتقاله مع عدد من رفاقه. وبين الاتهامات الموجهة إلى مجموعة ال14 تشكيل عصابة مسلحة للإضرار بمصالح اليمن وعلاقته بدول، وهي اتهامات تتراوح عقوباتها بين السجن عشر سنين والإعدام. وفيما تقرر استئناف المحاكمة الثلثاء المقبل، منح المتهمون فرصة اختيار محامين للدفاع عنهم، علماً أنهم جميعاً رفضوا الرد على اتهامات النيابة باستثناء سليم مجلي الذي أنكر كل ما نسب إليه.