أنا أحد حاملي شهادة البكالوريا الفنية عام 2000، في 1997، عند انتهائي من المرحلة المتوسطة, جُررت وراء تبشير القيمين على الشأن التربوي بأهمية التعليم المهني ومستقبله المشرق, فالتحقت بمدرسة صيدا الفنية العالية لدراسة تكييف الهواء, لأفاجأ بعد فوات الأوان ان هذا الاختصاص يدرّس في لبنان على المستوى الثانوي فقط, ولا مجال لإكمال الدراسة فيه جامعياً. لذا فكّرت في الالتحاق بالجامعة لدراسة احد الاختصاصات التي أحبها وأظن أنني أجيدها أدب عربي, صحافة, لكنني فوجئت أيضاً بأن أبواب الجامعة موصدة في وجهي, إلا في حال أردت دراسة المعلوماتية أو هندسة الميكانيك, وربما بحجة ان طلاب التعليم المهني بعيدون من الاتجاه الأدبي ألا يمكن لامتحان دخول ان يكشف مؤهلات الطلاب الأدبية؟ فما هو دور امتحانات الدخول اذاً؟, علماً أنني شغوف بالأدب والشعر, ومواظب على قراءة الصحف والمجلات, وكنت دائماً الأول في صفي في مادة اللغة العربية. كل هذا في الوقت الذي يحق فيه لحامل البكالوريا العادية انتقاء ما يحلو له من اختصاصات في المرحلة الجامعية, مهنية كانت أو أكاديمية. حاولت العمل بواسطة شهادتي, لكن المشكلة ان المواد التي درسناها عملياً تعود الى منهاج ستينات القرن العشرين, فلا علاقة لها بوسائل التكييف المستعملة حالياً لا أدري اذا كانت قد تغيرت الآن بعد اعتماد المناهج الجديدة. فهل هذا هو التعليم المهني الذي نُدفع اليه؟ لبنان - مهدي محمد علي زلزلي