اختتمت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس زيارتها للندنوبرلين ووارسو، قبل انتقالها إلى أنقرة اليوم، في جولة ماراتونية تستغرق أسبوعاً، بالتركيز على المسألة النووية الإيرانية والبحث في إصلاح العلاقات مع أوروبا التي وتّرتها الحرب على العراق، ولو برز من جديد الخلاف الألماني - الأميركي في شأن دمج قوات البلدين العاملة في أفغانستان. وفي أول محطة لها في أول رحلة تحملها إلى الخارج منذ تنصيبها وزيرة للخارجية، أعلنت رايس أن"وسائل ديبلوماسية عدة"متوافرة وتعتزم واشنطن"استخدامها بكاملها"، لحمل إيران على احترام التزاماتها النووية. وقالت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها البريطاني جاك سترو، إن شن هجوم على إيران"ليس مطروحاً في الوقت الراهن"، واعتبرت أن"سلوك النظام الإيراني إزاء حقوق الإنسان وسلوكه نحو شعبه يثير الاشمئزاز، لا اعتقد أن أي شخص يعتقد أن الملالي غير المنتخبين الذين يديرون النظام هم شيء جيد"، وأوضحت الوزيرة أن بلادها مستعدة لان تشارك في محادثات الأسلحة النووية التي تجريها أوروبا مع إيران مثلما تريد المنطقة. وأضافت رايس مقللةً من شأن اختلاف الأسلوب بين أوروبا والولاياتالمتحدة:"توجد خلافات ضئيلة بيننا في شأن التحديات التي نواجهها في التعامل مع النظام الإيراني"، مشيرة إلى أنها اختارت لندن محطة أولى في جولتها"لأنها الصديق والحليف الأول لنا". وقبل لقاء رايس ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في"10 داونينغ ستريت"في حضور وزير خارجيته، تجنب سترو الخوض في مسألة الخلافات في السياسة، وقال انه بعد الانتخابات العراقية"لدينا الآن الفرصة لوضع الانقسامات خلفنا". وفي برلين حيث التقت المستشار الألماني غيرهارد شرودر لوضع ترتيبات الزيارة المرتقبة للرئيس جورج بوش إلى ألمانيا في 23 من الشهر الجاري، ظهر إلى العلن الخلاف بين البلدين حيال وضع القوات الألمانية العاملة في أفغانستان. وذكرت مجلة"دير شبيغل"في عددها الاخير امس، ان واشنطن تضغط على برلين لقبول دمج القوات الدولية التابعة ل"إيساف"مع القوات الأميركية العاملة باسم"انديورينغ فريدوم"، حتى تتمكن واشنطن من سحب عشرة آلاف جندي من أفغانستان. ونقل عن أحد مساعدي شرودر قوله إن المستشار يرفض الأمر خوفاً من أن يؤدي الدمج إلى إشعال حرب داخل حكومته، لا سيما أن الكثير من نواب حزب الخضر الحليف وكذلك نواب الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم، يرفضون وضع القوات الألمانية تحت عهدة القيادة الأميركية التي تقوم بمهمات مكافحة الإرهاب، بينما تعمل قوات"إيساف"والجيش الألماني في إعادة العمار. رايس في تركيا وتصل رايس إلى أنقرة اليوم للقاء نظيرها الروسي سيرغي لافروف، استعداداً لقمة تجمع الرئيسين الأميركي والروسي في 18 من الشهر الجاري في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا. وأكدت الخارجية التركية أن لقاء رايس - لافروف تم ترتيبه بين واشنطنوموسكو من دون تدخل تركي، بعدما تعذرت زيارة رايس لموسكو ضمن جولتها الحالية. وقالت مصادر روسية في أنقرة ل"الحياة"إن موسكو تنتظر الاستماع إلى وجهة نظر وزيرة الخارجية الأميركية، مع الأخذ في الاعتبار أن رايس ربما تراجع بعض سياسات واشنطن الخارجية لدى عودتها إلى واشنطن، بناء على ما ستخرج به من جولتها. وتلتقي رايس رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في اجتماع قصير تعمد أردوغان عقده في المطار، احتجاجاً على السياسات الأميركية في العراق، لا سيما أنه حمّل الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة مسؤولية أي نزاع عرقي يمكن أن يقع في كركوك عقب إعلان نتائج الانتخابات العراقية. وبعد أنقرة، تزور رايس روما وباريس وبروكسيل ولوكسمبورغ وإسرائيل والضفة الغربية.