اتفقت آراء المشاركين في المؤتمر والمعرض الأول للتجارة الذي بدأ في أبو ظبي أمس برعاية ولي عهد أبو ظبي الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على أن"عوامل كثيرة أمكن تحقيقها في الفترة الأخيرة تؤدي إلى تحقيق التكامل الاقتصادي العربي وانسياب التجارة البينية بين الدول العربية". لكن الشخصيات الأساسية التي تحدثت في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي و"مجموعة الاقتصاد والأعمال"وتشارك فيه أكثر من 500 شخصية من القطاعين العام والخاص، وضعت شروطاً للوصول إلى فتح الأسواق العربية أمام السلع والخدمات العربية وزيادة حجم التجارة العربية البينية. وأكد مسؤولون عرب في حضور رئيس دائرة التخطيط والاقتصاد في الإمارة الشيخ حامد بن زايد آل نهيان نيابة عن الشيخ محمد بن زايد أن"قيام منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى يشكل بداية لقيام سوق استهلاكية واسعة وقوة اقتصادية إقليمية وصولاً لإقامة سوق عربية موسعة واتحاد جمركي". وأملوا في أن"تشكل الفترة المقبلة تطبيقاً للبرنامج التنفيذي لمنطقة التجارة العربية الكبرى التي دخلت حيز التنفيذ في بداية السنة الجارية". وأكدت وزيرة الاقتصاد والتخطيط الإماراتية الشيخة لبنى القاسمي في افتتاح أعمال المؤتمر مستهلاً بالوقوف دقيقة صمت على روح رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، على"توافر عوامل التكامل الاقتصادي لدى الدول العربية ورغبة الحكومات والشعوب العربية في تحقيق هذا التكامل". وأشارت إلى احتلال دولة الإمارات المرتبة الأولى بمساهمتها في الواردات البينية العربية إذ بلغت حصتها 13.5 في المئة. كما تمثل ثاني أكبر الدول في حصتها من الصادرات العربية البينية البالغة 17 في المئة في 2003". وأشارت إلى"فرص عدة لزيادة حجم التجارة العربية إلى نحو 20 في المئة من إجمالي حجم التجارة العربية الخارجية". وشدد وزير الدولة للشؤون المالية والصناعة الإماراتي محمد خلفان بن خرباش على"تعزيز التجارة البينية العربية لإيجاد صيغة اقتصادية تكاملية تضمن مصالح الدول العربية وتمكنها من منافسة التكتلات الاقتصادية الدولية وتحسن من موقعها التفاوضي معها". ودعا الدول العربية إلى"التوصل إلى اتفاق شامل لقواعد المنشأ لتكون قابلة للتطبيق وشفافة وتحديث التشريعات وتوفير بنية تحتية متطورة لقطاعي النقل والاتصالات وتأهيل الكوادر الإدارية". وأكد رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي جاسم المناعي أن الدول العربية"تيقنت بضرورة تغيير سياساتها الاقتصادية نحو الانفتاح وتبني اقتصادات السوق والتكامل مع الاقتصاد العالمي"، مشيراً إلى"تبني عدد منها برامج الإصلاح الاقتصادي". ولفت إلى"نمو التجارة العربية البينية في السنوات الخمس الماضية بمعدل 14 في المئة سنوياً". وقال النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي سعيد عبد الجليل الفهيم"سعت الدول العربية إلى مواءمة هياكلها الاقتصادية الإدارية والقانونية وإصلاحها للاندماج في بوتقة النظام الاقتصادي العالمي". وتساءل المدير العام ل"مجموعة الاقتصاد والأعمال"رؤوف أبو زكي عن"ضعف التجارة البينية العربية وصادراتنا التي لا تشكل أكثر من أربعة في المئة من إجمالي الصادرات العالمية؟". وعبر وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني عدنان القصار عن الجرح العميق الذي أصاب لبنان باغتيال الحريري والفراغ الهائل الذي تركه بعد الإنجازات التي حققها على صعيد لبنان و العالم. و أكد أن الدول العربية"تقف على تحولات أساسية في إعادة توزيع مراكز الثقل في الاقتصاد العالمي في ظل صعود اقتصادات عدة وتمحور تجمعات إقليمية للدفاع عن مصالحها و الصراع المحتدم من أجل النمو المتوازن والحداثة والتوزيع العادل للثروات بين مجموعات الدول النامية والدول الصناعية وقضايا العولمة".