هل نقل المطربون صراعاتهم ومنافساتهم الى شاشة السينما؟ أم أن السينما هي التي تبحث عن عناصر جذب جديدة لجمهورها من طريق الغناء... خوفاً من الملل, خصوصاً أن العنصر"الكوميدي"بدأ يستهلك نفسه, ولا أحد يعرف متى يأفل نجمها؟ هذه التساؤلات أثارها اتجاه عدد كبير من نجوم الغناء في الفترة الأخيرة الى السينما, مثل محمد منير, محمد فؤاد, مصطفى قمر, لطيفة, حكيم, مدحت صالح, حمادة هلال, عامر منيب, تامر حسني وخالد سليم. زيادة الشعبيّة سألنا المطرب محمد فؤاد عن علاقته بالفنّ السابع, وكانت آخر اطلالة له على الشاشة في فيلم"رحلة حب", كما يستعد لتصوير فيلم جديد تشاركه فيه البطولة حلا شيحا. فأجاب:"أنا عاشق للسينما منذ دخولي المجال الفني. كنت أحلم أن أكون بطلاً من أبطال الافلام السينمائية, وعندما تحقق هذا الحلم ساعدني حبي القديم على النجاح, إذ دفعني للتدقيق في الصورة التي سأظهر من خلالها, وأعتقد أن السينما تزيد من شعبيّة المطرب, لأن المشاهدين يكتشفون لديه على الشاشة اشياء جديدة لا تظهر بالضرورة عندما يغنّي". وأضاف فؤاد:"الاغاني التي تُقدم في ألبومات الكاسيت تختلف تماماً عن تلك التي تقدمها الافلام السينمائية... لأسباب عدة أهمها أن أغاني الفيلم تُصنع لخدمة الاحداث, اذ تدخل هذه الأعمال الغنائية في نسيج الفيلم لتظهر في شكل مكمل للدراما, وهذا يختلف عن سوق الكاسيت". وعما اذا كانت السينما تشغل المطرب عن تقديم فنه الغنائي قال:"هذا كلام غير صحيح, لأن الغناء هو الأهم للمطرب, ولا يستطيع أن يعيش من دونه. لذلك تجدني جهزت ألبومي الغنائي بالتوازي مع تصوير فيلمي الجديد. السينما لن تشغلني ابداً عن الغناء. أما المنافسة فبعيدة تماماً عن حساباتي لأنني لا أ فكر فيها ابداً. وكل ما يشغلني خلال هذه المرحلة هو تقديم فن سينمائي محترم, والبوم غنائي متميز. أنا أقدم اعمالي للجمهور دون سواه, وهذا سرّ نجاحي". المنافسة في الغناء أما لطيفة فرأت في دخولها عالم السينما... نوعاً من منافسة مطربين آخرين, معتبرة أنها مصادفة بحتة. وقالت:"كيف يعقل أن أوافق على بطولة فيلم سينمائي لمجرد الدخول في منافسة مع زملائي؟ أعتقد أن مجال نجاح المطرب الأوّل هو الغناء, فهو أرضيّة المنافسة الحقيقيّة التي يملك مفاتيحها, لا مجال آخر بعيداً من مجاله الحقيقي. موضوع السينما صعب وجديد عليّ, وبالتالي فهي مجازفة... ربما تقبلني الناس أو رفضوني. خصوصاً أن مشاركتي مع شاهين في فيلم"سكوت حنصور"هي التجربة الاولى بالنسبة إلي". وحول ما اذا كانت تشعر بأن السينما تسعى الى استغلال شهرتها كمطربة قالت لطيفة:"هذا صحيح ربّما, لكنّ مشاركتي في"سكوت حنصور"غيّرت المعادلة. كنت أحد الأطراف في فيلم سينمائي بكل ما تعنيه الكلمة, يخضع لرؤية فنّان ومهارة مخرج متميز له اسمه في عالم السينما. واعتقد أن الايرادات التي حققها الفيلم تؤكد ذلك". وأضافت:"السينما لم تأخذني ولم تشغلني عن عالم الغناء, لأنني فضلت التفرغ لتصوير الفيلم. وهذا التفرغ كان من اهم شروط الاستاذ يوسف شاهين ووافقت عليه منذ البداية لأنني فنانة احب التميز في كل شيء". معادلة بين المطرب والممثل ودافع مصطفى قمر عن مشاركة المطربين في الافلام السينمائية, وقال:"حين يوافق المطرب على المشاركة في بطولة سينمائيّة, فهذا لا يعني بالضرورة هروبه من عالم الغناء. والدليل أنني طرحت ألبوماً غنائياً حقق نجاحاً كبيراً يوازي نجاح فيلمي السينمائي الجديد. كما أن مشاركتي في الافلام السينمائية تعني ان أسهمي كمطرب في ارتفاع مستمر. ولم أفكر لحظة إذا كان قيامي ببطولة أحد الافلام سيؤثر على قوّة وجودي على ساحة الغناء, وحجم هذا الوجود. إنني أخطط للموضوع بدقة واتزان, وأحاول ايجاد معادلة بين ما أقدمه كمطرب, وما أقدمه كممثل". واستبعد مصطفى قمر فكرة الصراع بين المطربين على أرضيّة السينما:"مجالي الحقيقي هو الغناء, وقبولي المشاركة في بطولة عروض سينمائية تتم لكسب جمهور جديد. وأعتقد أن هذا هو تفكير كل زملائي المطربين. اما عن المنافسة والصراع فهذا بعيد عن حساباتي ولا أفكر فيه". واعترف المطرب مدحت صالح بأن التمثيل السينمائي والمسرحي اخذه من الغناء :"تفرغت منذ سنوات للتمثيل السينمائي والمسرحي على حساب الغناء. وكلما قررت الرجوع للغناء مرة أخرى اجد نفسي مشدوداً الى التمثيل من خلال سيناريو جيد يُعرض علي... وهذا ما حدث معي أخيراً من خلال فيلم"اشتاتا اشتوت". فقبل أن يُعرض علي الفيلم قررت التفرغ التام للألبومات والحفلات الغنائية. ثم عُرضت علي المشاركة في بطولة الفيلم المذكور, فلم استطع الرفض. وقلت لنفسي: ما المانع أن أقدم عملاً سينمائياً واحداً طوال العام, فهذا لن يشغلني عن الغناء". ورفض مدحت صالح فكرة ان يكون دخوله عالم السينما من أجل منافسة زملائه المطربين مؤكداً أن حبه للسينما هو الذي دفعه للتمثيل وان مجاله الأول والأساسي هو الغناء :"موافقتي على بطولة افلام سينمائية لا يحرّكها, لا من قريب ولا من بعيد, هدف منافسة احد من زملائي المطربين أشاركوا في أعمال سينمائيّة أم لم يشاركوا. والأمر جاء بالصدفة البحتة. وكل تركيزي هذه الأيام سيكون على اختيار أعمالي الغنائية لئلا أهدر طاقتي كمطرب". ويضيف:"إنني اجد متعتي في التمثيل السينمائي بعد الغناء, لأنه يُحدث تعايشاً مع الأحاسيس بين العمل والفنان. وهذا نجده في كل المجالات الفنية... لكن المسرح يستهلك الفنان في شكل واضح".