تروي مازارين بينجو، الابنة غير الشرعية للرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران، للمرة الاولى في كتاب يصدر اليوم الاثنين في فرنسا، طفولتها"المكتومة"، مؤكدة خصوصاً ان والدها كان يعيش في منزل عشيقته اكثر مما في قصر الاليزيه. وتشرح مازارين بينجو في كتابها بعنوان"السر المكتوم"انه لم يسمح لها بلفظ كلمة"بابا"في المجالس العامة قبل بلوغها التاسعة عشرة من العمر لكنها كانت ترى والدها في المقابل كل مساء في الشقة التي كانت تعيش فيها مع والدتها في باريس. وتصف مازارين التي تبلغ الآن عامها الثلاثين والدها بأنه كان لطيفاً متنبهاً جداً لها وكان يمنح عائلته الثانية من الوقت والعاطفة اكثر مما كان يمنح زوجته دانيال وابنيهما. وكتبت بحسب مقتطفات من الكتاب نشرتها مجلة"لو نوفيل اوبسرفاتور":"رسمياً لم يكن لي أب. رفاقي في الصف لم يعلموا شيئاً عن حياتي العائلية، كيف امضي امسياتي وعطل نهاية الاسبوع او العطل الاخرى. واذا كانوا على علم فإنهم لم يقولوا شيئاً. ان عقد الصمت لم يكن قضية عائلية بل يبدو ان الجميع التزمه". وقد علم الجميع بوجود مازارين في العام 1994 عندما نشرت مجلة"باري ماتش"صورة لها مع والدها وهما يخرجان من احد المطاعم الباريسية. واكتشف الفرنسيون حقيقة وجودها فعلاً اثناء مراسم جنازة ميتران بعد سنتين من ذلك. قبل ذلك، كانت تعيش كما تروي، حياة غريبة تشكل مزيجاً من الكتمان الالزامي ورابط العلاقة الحنونة. وفي العام 1981 بعد فوز ميتران الاول بالرئاسة - عندما كانت في السادسة من عمرها - ادركت الى اي درجة يولد ظهور والدها على التلفزيون"لديها مشاعر غريبة ومتناقضة". وتتحدث عن نفسها بضمير الغائب فتقول:"كان هناك هذا الرجل الذي تعرفه جيداً عن قرب... نعم بالتأكيد... ولا تعرفه. ذاك الرجل الذي تعلمت بسرعة كبيرة ألا تناديه باسمه". وفيما كان الفرنسيون يعتقدون بأن فرنسوا ميتران كان يعيش مع زوجته دانيال، كان هو يمضي في الواقع معظم لياليه مع آن بينجو في شقة في كيه برانلي على نهر السين. وتروي مازارين:"بعد تناول الفطور كانت امي تذهب بالدراجة الى المتحف وينطلق والدي بالسيارة الى الاليزيه او الى طرف العالم، وانا الى المدرسة... الى ان نلتقي مجدداً في المساء في الساعة الثامنة". واحياناً كانت مازارين تزور والدها في قصر الاليزيه الرئاسي مختبئة تحت مقعد سيارة رسمية تجنبا لاكتشاف امرها. لكنها كانت"تشعر بالارتياح"مع الطباخين والحراس الشخصيين والسكرتيرات اكثر من مكتب ميتران. وفي تلك الفترة، كان الرئيس يبذل كل ما بوسعه لاخفاء وجود مازارين عن العامة لكن السر بدأ ينكشف في باريس خصوصاً في بعض الاوساط. وفي قضية"تنصت الاليزيه"الاخيرة، احدى الفضائح التي لطخت عهد ميتران، روى كريستيان بروتو احد المقربين من الرئيس ان احدى مهماته الرئيسية كانت حماية مازارين ومنع الصحافيين او قادة المعارضة من كشف اسمها. الى ذلك، تروي الكاتبة الشابة في كتابها كيف سمح لها موت ابيها للمرة الاولى باقامة علاقة مع اخويها جان كريستوف وجيلبير ميتران. وكتبت واصفة الرحلة على متن الطائرة العسكرية التي نقلت جثمان والدها الى بلدة جارناك:"للمرة الاولى اجتمعنا نحن الثلاثة حول الذي كان الرابط بيننا. وفي تلك الساعة الخارجة عن الزمن، وتحت سماء صافية باردة جدا كنا اشبه باسرة.. مضعضعة متلعثمة عند الخروج من الطائرة. كنا نعلم اننا سنلتقي والديتينا لكن هنا في هذا المكان الغريب... كنا مرغمين على الاعتراف بأننا جئنا من رجل واحد"