توّجت القمة الاستثنائية لحلف شمال الاطلسي التي عقدت في بروكسيل امس، لمناسبة الجولة الاوروبية الاولى للرئيس الاميركي جورج بوش في ولايته الثانية، جهود تحقيق الوفاق الكامل في شأن العراق وطي خلافات الماضي. راجع ص 8 وجزم بوش بأن تحرير العراق"انتهى، وان الوقت حان للتوحد من اجل خدمة قضية السلام التي توجب فتح صفحة جديدة في العلاقات الاطلسية"، في حين اكد الحلف استعداده للمساهمة في تنفيذ الجوانب السياسية والأمنية لدعم السلام والديموقراطية في منطقة الشرق الأوسط. وقال، في مؤتمر صحافي، ان الحديث عن احتمال ضربة اميركية لايران امر سخيف ومن دون اساس، لكنه اضاف ان كل الاحتمالات قائمة، مطالبا ايران بوقف دعمها لحزب الله"اللبناني لانه"يخرب"عملية السلام في الشرق الاوسط. وأعلن الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر أن العمليات التي يقوم بها الحلف في المنطقة، تدعم القيم المشتركة عبر الاطلسي، بينما اكد بوش اهمية تنفيذ الحلف مهمة تدريب قوات الامن العراقية. وتكرس الوفاق ايضاً في اعتماد البيان الأوروبي"الأسلوب الحازم"في التحدث عن التوتر المتزايد في لبنان، عبر تجديد الدعم لتطبيق القرار الدولي الرقم 1559 الذي يطالب بالانسحاب السوري الفوري والكامل من لبنان، وعبر الدعوة الى اجراء تحقيق دولي بإشراف الأممالمتحدة في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وأشارت مصادر ديبلوماسية الى استبعاد توقيع اتفاق الشراكة الأوروبية - المتوسطية على المستوى الوزاري مع دمشق، على رغم انجاز المفاوضات في شأنها،"وذلك بسبب الظروف الراهنة غير المناسبة". وبدوره، رأى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الطريق التي رسمها بوش من اجل تعزيز عملية السلام في الشرق الاوسط، توفر حالياً الفرص المناسبة لايجاد تسوية للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. وأكد ان تجدد التفاؤل في شأن الحلول المحتملة لهذا النزاع"سيقدم الكثير للعلاقات الدولية في العالم بأسره". في المقابل، اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تلاشي اسباب احجام الولاياتالمتحدة عن توفير حوافز تجارية واقتصادية تضمن نجاح المساعي الاوروبية الهادفة الى ترغيب ايران بالتخلي عن نشاطاتها النووية. على صعيد آخر، جدد الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشينكو في اعقاب مشاركته في قمة حلف شمال الاطلسي، رغبة بلاده في"الانضمام الى الحلف والاتحاد الاوروبي"، تجسيداً لمطلب الحركة الشعبية التي قادته الى السلطة. وأكد ان هذا الامر لن يضر بالعلاقات مع روسيا. وفي موسكو، قلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من اهمية الانتقادات التي وجهها الرئيس بوش الى الديموقراطية في بلاده، في حين وصف تصريحات الاخير، والمتعلقة بالحرب على الارهاب، بأنها تشكل دعوة لموسكو الى تطوير شراكتهما الاستراتيجية في هذا الشأن والحد من انتشار اسلحة الدمار.