اطلقت اسرائيل امس 500 من المعتقلين والاسرى الفلسطينيين وسلمتهم الى السلطة الفلسطينية، وقد استقبلهم رئيسها محمود عباس ابو مازن استقبال"الابطال". واكدت وزارة شؤون الاسرى والمحررين الفلسطينيين امس ان"قوات الاحتلال الاسرائيلي ما زالت مستمرة في عمليات الاعتقال اليومية"رغم الافراج عن ال500 معتقل وسلم المعتقلون عند حواجز عسكرية في طولكرم ورام الله وجنين والخليل حيث كان بانتظارهم المئات من افراد عائلاتهم ملوحين بالاعلام الفلسطينية. وتم الافراج عن 39 معتقلا عند حاجز"ايريز"، نقطة العبور الرئيسية بين قطاع غزة واسرائيل. وعند حاجز طولكرم ارتمى الاسرى المحررون في احضان افراد اسرتهم واطفالهم لدى نزولهم من الحافلات مع انطلاق حناجر النساء بالزغاريد من دون ان يتمكن من حبس دموعهن انفعالا. وافرج عن 170 معتقلا عند هذا الحاجز. وفي بيتونيا بالقرب من رام الله كان نحو 500 شخص بانتظار 53 اسيرا افرج عنهم ثم اقتيدوا الى مقر الرئاسة الفلسطينية في المقاطعة حيث استقبلهم محمود عباس. وقال عباس للمحررين الذين اجتمعوا داخل قاعة فسيحة:"اهنئ الابطال الاسرى الذين اجتمع شملهم بعائلاتهم على عودتهم احرارا الى وطن سيكون حرا". وقبل دخول القاعة زار المحررون قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي توفي في تشرين الثاني نوفمبر. واطلق ناشطون من كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة"فتح"النار في الهواء ابتهاجا في ساحة المقاطعة. وقال عباس:"نحن سعداء جدا بهذه الكوكبة من المحررين الابطال وهذا اول الغيث. تعرفون ان قضية الاسرى على رأس اولوياتنا في المفاوضات ونبذل كل الجهود من اجل تبييض السجون وانهاء وجود كل الاسرى الابطال"فيها. وما زالت اسرائيل تعتقل نحو 7600 فلسطيني في سجونها. وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان المحررين وصلوا الى الحواجز على متن حافلات استأجرتها السلطة الفلسطينية. ونقل الاسرى في 15 حافلة غادرت معتقل"كتسيعوت"في صحراء النقب باتجاه الحواجز العسكرية. وكان الاسرى يرفعون شارات النصر وينشدون اناشيد وطنية. وبين المحررين 382 من السجناء المحكومين بالسجن و118 من الموقوفين بصورة"ادارية"اي من دون محاكمة. وقررت لجنة وزارية مصغرة اطلاق هؤلاء المعتقلين في اطار تدابير الثقة ازاء السلطة الفلسطينية. واعلنت اسرائيل انها ستفرج في الاجمال عن 900 معتقل وستقوم لجنة مشتركة بتحديد اسماء السجناء ال400 الباقين. وطلب عباس ان يتم اولا اطلاق المعتقلين منذ فترة طويلة لكن اسرائيل تتردد في اطلاق سراح المحكومين في عمليات قتل. وحذر امين سر اللجنة الحركية العليا لحركة"فتح"في الضفة الغربية مروان البرغوثي الاربعاء الماضي اسرائيل من انها ستضعف رئيس السلطة الفلسطينية ما لم تفرج عن الاف المعتقلين الفلسطينيين. وصرح البرغوثي متحدثا من سجنه الاسرائيلي حيث هو معتقل لصحيفة"معاريف"الاسرائيلية بأنه"بدلا من مساعدة ابو مازن عباس تجعلون منه مضحكة. اذا استمر الامر على هذا الحال فسيرحل بعد ستة اشهر وستندمون". واضاف:"عليكم ان تفرجوا عن خمسة الاف معتقل دفعة واحدة وعلى الفور. انها الطريقة الوحيدة لمساعدة ابو مازن وافهام الفلسطينيين بأن المحادثات ممكنة وان ثمة من يمكن التفاوض معه". الى ذلك، اكدت دائرة الاعلام في وزارة شؤون الاسرى والمحررين الفلسطينيين في بيان"ان عدد المواطنين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ بدء الاجتماعات مع الجانب الفلسطيني في أواخر كانون الثاني يناير الماضي بلغ حوالي 70 مواطنا من مناطق مختلفة من الضفة الغربية وقطاع غزة". واضاف ان"قوات الاحتلال استمرت كذلك بنهج سياسة تمديد الاعتقال الاداري لعدد كبير من الاسرى الاداريين الذين يبلغ عددهم حوالي 1000 اسير موزعين على سجون عدة اهمها واكبرها سجن النقب الصحراوي الذي يضم لوحده حوالي 800 اسير اداري". واشار"الى وجود حوالي 8 آلاف أسير داخل السجون والمعتقلات الاسرائيلية منهم 129 اسيرة و312 قاصرا والف مريض بأمراض مختلفة". مؤكدا ان الاسرى"يعانون من اوضاع انسانية صعبة، حيث ما زالت ادارات السجون تنتهك الاتفاقيات الدولية الخاصة بالأسرى وتمارس ضدهم اساليب التضييق كافة".