أكد الرئيس الأميركي جورج بوش في بروكسيل أمس، ان"أميركا تدعم أوروبا قوية، لأننا بحاجة إلى شريك متين في المهمة الصعبة لدفع الحرية إلى الأمام في العالم"، مكرّراً كلمة"تحالف 12 مرة في خطاب اليوم الأول من جولته الأوروبية، قبل أن ينتقل لمطالبة الأوروبيين بتوفير"مساعدة ملموسة"في العراق. ونادى بوش ب"عصر جديد من الوحدة"بعد سنتين من"الخلاف العابر"الناجم عن الحرب على العراق. وقال:"لا جدال موقتاً، لا خلاف عابراً بين الحكومات، ما من قوة على الأرض ستفرق بيننا". كما تطرق إلى مخطط الاتحاد الأوروبي لمنع الحظر على الصين، واتفاقية كيوتو للاحتباس الحراري في العالم. روسيا وفي ما يتعلق بروسيا، قال بوش انه"ينبغي على الكرملين أن يجدد التزامه بالديموقراطية". وحض واشنطن والاتحاد الأوروبي على وضع الإصلاحات في قلب الحوار مع موسكو. وأضاف:"على الحكومة الروسية كي تحقق تقدماً كدولة أوروبية، أن تجدد التزامها بالديموقراطية وحكم القانون. ندرك أن الإصلاح لن يحدث بين عشية وضحاها لكن علينا أن نذكر روسيا دائماً بأن تحالفنا يناصر الصحافة الحرة والمعارضة الناشطة والمشاركة في السلطة وحكم القانون". وبينما كرّس للشرق الأوسط حيزاً كبيراً في خطابه، حض الرئيس الأميركي شركائه الأوروبيين على توفير"مساعدة ملموسة سياسية واقتصادية وفي مجال الأمن"إلى العراق، بعد الانتخابات التي شهدها هذا البلد في 30 كانون الثاني يناير الماضي، واعتبر النظام الناجم عنها"أحدث ديموقراطيات العالم". وقال:"لدى جميع الدول اليوم رغبة في نجاح العراق الديموقراطي الحر، الذي سيحارب الإرهاب، ويكون رمز الحرية ومصدراً للاستقرار في المنطقة". النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني وفي الشق الفلسطيني، رأى بوش أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لديهما"هدف مشترك فوري"، هو وضع حد للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وقال الرئيس الأميركي:"أخذت أميركا وأوروبا التزاماً أخلاقياً بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي بينما ينمو جيل جديد في الأرض المقدسة في جو من العنف". ولفت بوش الى أن"الشعب الفلسطيني يستحق حكومة تمثيلية نزيهة ومسالمة"، وأن"شعب إسرائيل بحاجة إلى شريك يمكن الوثوق به لإحلال السلام"، وأضاف:"بات السلام اليوم في متناول اليد ويمكنه أن ينعكس على منطقة أوسع". وشدد على زنه"يتعين على العالم ألا يهدأ قبل الوصول إلى تسوية دائمة وعادلة للصراع"، كما توجه إلى الدول العربية قائلاً إنه عليها الكف عن دعم ما سمّاه"التربية المتطرفة"وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل. من جهة أخرى، قال بوش إنه"من أجل السلام، يتعين على نظام الحكم الإيراني إنهاء مساندته للإرهاب وعدم تطوير أسلحة نووية"، لافتاً إلى أنه يعمل عن كثب مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي تسعى للتوصل إلى اتفاق ديبلوماسي يعرض على طهران فرصاً للتجارة والمساعدات في مقابل التخلي عن طموحاتها النووية. وقال:"إن نتائج هذه الجهود ستعتمد الآن على إيران إلى حد كبير"، لكنه لم يشر إلى أي خطط لانضمام بلاده رسمياً إلى الجهود الديبلوماسية الأوروبية. سورية ولبنان وفي شأن الأزمة اللبنانية، دعا بوش سورية إلى"إنهاء احتلالها للبنان". وقال بوش:"مثلما يتعين على النظام السوري اتخاذ اجراءات اكثر فاعلية ضد من يدعمون العنف والتخريب في العراق ووضع نهاية لدعمه للجماعات الارهابية الساعية الى القضاء على الامل في السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، يتعين على سورية ايضاً ان تنهي احتلالها للبنان". وأضاف:"التزامنا المشترك مع الاوروبيين بتحقيق تقدم ديموقراطي بات موضع اختبار في لبنان الذي كان من قبل، بلداً مزدهراً ويعاني الآن من تحكم جار مستبد". ومضى قائلاً:"يحق للشعب اللبناني أن يكون حراً والولاياتالمتحدة وأوروبا يشاركانه الرغبة في لبنان مستقل وديموقراطي"، معتبراً أنه إذا بقيت سورية بعيدة من الانتخابات البرلمانية اللبنانية المقررة هذا الصيف، سيكون التصويت"خطوة جديدة في اتجاه الحرية". السعودية ومصر وتوجه الرئيس الأميركي بالنصيحة إلى الحليفين الأساسيين لواشنطن في المنطقة: المملكة العربية السعودية ومصر، بالقول:"يمكن لحكومة المملكة العربية السعودية أن تبرهن عن زعامتها في المنطقة عبر توسيع دور شعبها في تحديد مستقبله"، مطالباً بمزيد من"الحرية السياسية"للسعوديين. وتوجه بوش إلى مصر بالقول:"أمة مصر العظيمة التي أرشدت إلى الطريق للسلام في الشرق الأوسط يمكنها أن ترشد إلى الطريق للديموقراطية في الشرق الأوسط".