ينتظر الأوروبيون زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى مقر حلف شمال الاطلسي في بروكسيل اليوم وغداً، لطي صفحة الخلافات التي عمقت الهوة في العامين الماضيين عبر ضفتي المحيط، بسبب الحرب على العراق، لينطلق التعاون الاميركي - الأوروبي في حل الأزمات العالمية. وذكرت مصادر ديبلوماسية ان القمتين اللتين سيعقدهما بوش في مقر الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي في بروكسيل، ستؤكدان القواسم المشتركة في العلاقات، وتكرسان التقارب الكبير في شأن العراق والتفاهم على حلول للنزاع العربي - الاسرائيلي ومعالجة الأزمة النووية مع ايران وكوريا الشمالية. ويجري بوش اليوم، لقاءات ثنائية مع رؤساء دول وحكومات البلدان التي وقفت ضد الحرب على العراق، ويجتمع مع كل من العاهل البلجيكي البير الثاني ورئيس الوزراء البلجيكي غي فورهوفشتات، ثم يلقي خطاباً يتناول العلاقات عبر الأطلسي، وذلك قبل ان يجتمع مع الرئيس جاك شيراك الى طاولة العشاء. واستبق الرئيس الأميركي زيارته بالقول ان الوقت حان لترك الخلافات الاميركية - الاوروبية الخاصة بالعراق جانباً، والتطلع الى العمل يداً بيد. وشجع الرئيس بوش على بناء الاتحاد الأوروبي. وأكد ان التوحد عبر التحالفات والقيم المشتركة لن يجعلنا نخشى"شريكاً قوياً"كأوروبا. وأعلن استعداد الولاياتالمتحدة للتعاون مع الاتحاد من اجل دفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط، في وقت أكدت مصادر الأطلسي ان القمة ستكرس توافق البلدان الأوروبية والولاياتالمتحدة على دعم المسار السياسي وجهود تأمين الوضع في العراق. ويشهد اجتماع الرئيس بوش مع قادة بلدان الاتحاد الاوروبي ال 25 غداً الثلثاء، كلمة يلقيها الرئيس الفرنسي جاك شيراك وتتطرق الى تقدم مسيرة البناء الأوروبي، واخرى لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير يتناول فيها موضوع الشرق الأوسط، في حين تتركز مداخلة المستشار الالماني غيرهارد شرودر على الملف النووي لايران. ايران وأوضح ديبلوماسي اوروبي ل"الحياة"ان جوهر الموقف الأوروبي لا يختلف عن نظيره الاميركي في موضوع الأزمة النووية الايرانية، وأشار الى وجود اجماع اوروبي في شأن حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل ودفع ايران وأي بلد آخر في المنطقة بالتالي على عدم التزود بها. وحدد الديبلوماسي الاوروبي نقاط الاختلاف في العلاقات بين الاطلسي باعتماد الأوروبيين اسلوب المعالجة الديبلوماسية واستخدامهم حوافز الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي، في مقابل اصرار الولاياتالمتحدة على اسلوب التهديد العسكري،"علماً انه لا يخفى ان الضغط العسكري الأميركي يساعد الديبلوماسية الأوروبية في الحوار مع ايران". ويبحث الرئيس بوش في لقاءاته الثنائية المشكلات القائمة مع زعماء البلدان الأوروبية الثلاثة بريطانيا وفرنسا والمانيا في المفاوضات التي يجرونها مع ايران. وكان صرح قبل وصوله الى بروكسيل بأن"ايران تمثل مصدر قلق مشترك بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، ويجب ان يدرك العالم ان البلدان الأوروبية الثلاثة التي تجري الحوار المباشر مع ايران، معنية بابلاغها بأننا لن نسمح بامتلاكها السلاح النووي". تظاهرات احتجاج وميدانياً، استعدت الجمعيات المناهضة للسياسة الأميركية لتنظيم تظاهرات وسط بروكسيل وامام مقر السفارة الأميركية وقرب مقر الاتحاد الأوروبي، ما فرض اتخاذ السلطات الأميركية والبلجيكية اجراءات امنية غير مسبوقة. وحشدت اجهزة الأمن البلجيكية 2500 عنصر لحماية المناطق التي يشقها موكب الرئيس بوش. وحظرت منذ اول من امس حركة المرور في الشوارع التي تشق حي المؤسسات الأوروبية وسط بروكسيل. الديموقراطية في روسيا ويتوجه الرئيس بوش بعد غد الاربعاء الى المانيا ثم سلوفاكيا حيث يلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويتوقع ان يثير الرئيس الاميركي سراً موضوع الاستبداد المتزايد للكرملين عبر توسيع صلاحياته، وتخلف موسكو عن الديموقراطية وحكم القانون. وأشار محللون الى ان الاثارة السرية لهذه المسائل الداخلية تعكس خوف اميركا من أن يؤدي أي انتقاد علني للرئيس الروسي الى نتائج عكسية، وتعكس في الوقت ذاته ضعف النفوذ الاميركي على روسيا في الاعوام الاخيرة. وسيتطرق اللقاء ايضاً الى موضوع الحرب على الارهاب والجهود المبذولة لمعالجة المأزق النووي لكل من ايران وكوريا الشمالية.