أعلن الاتحاد الاوروبي الحرب على الارهاب، ودعا الدول العربية والاسلامية وروسيا الى المشاركة الى جانب الولاياتالمتحدة، في التحالف الدولي لاستئصال الظاهرة التي باتت تهدد استقرار المجتمعات الديموقراطية. ورأى قادة الاتحاد في قمة استثنائية عقدت ليل أول من أمس في بروكسيل ان الحملة العسكرية التي تعدها الولاياتالمتحدة "عمل شرعي". وأكدوا "استعداد دول الاتحاد كافة للمشاركة" في الحملة المتوقعة "وفق امكانات كل منها". ويكمل الموقف الجماعي الاوروبي التغطية الدولية التي تحتاجها الولاياتالمتحدة لقيادة التحالف الذي يتشكل من حولها. وبينما تبرز بريطانيا وألمانيا التضامن شبه الكامل مع الولاياتالمتحدة فإن مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى ترى أن الموقف الجماعي "لا يمثل صكاً على بياض". ودعت القمة الى ان تكون الردود العسكرية التي ستنفذها الولاياتالمتحدة "ذات أهداف محددة"، وتمنت "التشاور مع الولاياتالمتحدة حول حجم وأهداف ردود الفعل" على الهجمات الارهابية التي استهدفت نيويورك وواشنطن. ولا يستبعد الزعماء الاوروبيون ان تستهدف العمليات الحربية "الدول التي قد تكون تساعد او تؤوي الارهابيين" وكلفت القمة الاوروبية رئيس الوزراء البلجيكي غي فورهوفشتات نقل الموقف الجماعي الاوروبي الى الرئيس جورج بوش الخميس المقبل. وتضمن البيان الاوروبي الدعوة الى تشكيل "تحالف شامل واسع" تحت رعاية الأممالمتحدة يضم الى جانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي "الفيديرالية الروسية والشركاء العرب والدول الاسلامية. وكل دولة مستعدة للدفاع عن القيم المشتركة". وأبرز الاتحاد الاوروبي في البيان الذي اصدرته القمة الاستثنائية "رفض كل خلط بين الجماعات المتطرفة والعالم العربي والاسلامي". وأوصت القمة وفد الترويكا الاوروبية بزيارة كل من مصر والسعودية وسورية وايران من اجل شرح توصيات البيان الاوروبي ودعوة البلدان العربية والاسلامية للانخراط في التحالف الدولي ضد المنظمات الارهابية. وستبدأ الترويكا جولتها غداً الاثنين في القاهرة وتضم وزير الخارجية البلجيكي رئيس المجلس الوزاري الاوروبي لويس ميشيل والمندوب الاوروبي للسياسة الخارجية والأمن المشترك خافيير سولانا والمفوض الاوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتين. وتحدث وزير الخارجية البلجيكي عن "أهمية الاشارات الايجابية التي ارسلتها كل من ايران وسورية" في اتجاه الولاياتالمتحدة، ورغبة كل من البلدين في تعزيز العلاقات مع البلدان الغربية. وشدد رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي على ضرورة تركيز جهود التعاون مع البلدان العربية والمتوسطية على مكافحة الفقر والحرمان الاقتصادي وتعزيز الحوار الثقافي. ووافقت القمة الاوروبية على خطة عمل متعددة التخصصات الامنية والمالية، وتهدف الى رصد تحركات الجماعات المتطرفة وتفكيكها وقطع مواردها المالية. وتعتبر القمة الاوروبية "وسائل تبادل المعلومات بين اجهزة الامن الاوروبية امراً حيوياً، وتدعو مجلس وزراء الداخلية والعدل الى "تحديد هوية الارهابيين والمنظمات التي تدعمهم". وأوصى القادة الاوروبيون الى وزراء النقل في اجتماعهم المقبل، منتصف تشرين الاول اكتوبر اتخاذ التدابير لتعزيز امن الملاحة الجوية والمطارات الاوروبية وتحسين ظروف تدريب فرق الملاحة ومراقبة المسافرين وأمتعتهم وظروف الدخول الى قمرة القيادة. ويعترف الاوروبيون بأن تحقيق اهداف خطة مكافحة الارهاب يقتضي معالجة الاسباب الرئيسة، ويفترض في الاتحاد تكثيف مساهمته في حل الازمات الاقليمية. الاطلسي الى ذلك رويترز، أ ف ب أعلن أمين عام الحلف الاطلسي جورج روبرتسون أمس في حديث نشرته صحيفة "لو فيغارو" ان الولاياتالمتحدة تريد انشاء ائتلاف كفيل ب"اقتلاع الشر من جذوره لا الاكتفاء بالاغصان البارزة". وقال: "توقعنا رد فعل سريعاً وعنيفاً" من الولاياتالمتحدة لكن المسؤولين الاميركيين "تصرفوا بهدوء وتصميم". ورأى ان الولاياتالمتحدة قادرة على "الاستغناء عن الحلف الاطلسي" والتحرك وحدها او في اطار "ائتلاف لدول متطوعة"، مضيفاً "من المحتمل ان الولاياتالمتحدة تريد انشاء ائتلاف يتجاوز دول الحلف الاطلسي جغرافياً. وسيكون ائتلافاً يكشف ان المسألة لا تقتصر على كونها رداً على اعتداء محدد بل ان القذائف الطائرة التي استهدفت نيويورك وواشنطن تشكل حلقة من هجوم أوسع تنفذه الشبكات الارهابية". وألغى الحلف اجتماعاً لوزراء دفاع الحلف كان من المقرر عقده في 26 و27 الجاري في نابولي باعتبار ان موظفيه يجب الا يغادروا بروكسيل في وقت يجري فيه الاعداد لضربة عسكرية محتملة. الى ذلك، اعلن كولن باول وزير الخارجية الامريكي، بعد محادثات مع نظيره الصيني تانغ جيا شيوان، ان خبراء استخبارات اميركيين وصينيين سيجتمعون اعتبارا من الثلثاء المقبل للبحث في التعاون في مجال مكافحة الارهاب. لكن الصين لم تعرض المشاركة في اي عمليات عسكرية. وقال باول انه لم يطلب من تانغ معرفة الطريقة التي سترد بها الصين على اي عملية عسكرية اميركية. لكنه اضاف ان للصين "نفوذا كبيرا في تلك المنطقة. ولديها معرفة ومعلومات. وتملك معلومات مخابرات قد تساعدنا". وقال مسؤول في الخارجية الاميركية ان المحادثات "ستكرس اساسا لتنظيم القاعدة الذي يقوده اسامة بن لادن، لكنها ستبحث ايضا في الظاهرة عموما".