عقد رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب نسيب لحود مؤتمراً صحافياً في مقر الحركة في ستاركو أمس، تحدّث فيه عن اللقاء الذي جمعه مع نائب وزير الخارجية السوري السفير وليد المعلم في مأدبة أقامها على شرف الأخير نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس بحضور وزير الخارجية محمود حمود والنائبين بطرس حرب وجورج افرام. وقال لحود الذي تربطه بالمعلم علاقة شخصية تعود إلى عام 1990، عندما كانا سفيري سورية ولبنان في واشنطن" أن اللقاء كان شخصياً، لكن الكلام كان من موقعنا في المعارضة". واعتبر لحود أن اللقاء كان مناسبة "لنعبر له عن نظرتنا الى العلاقات اللبنانية- السورية، وكيف ننظر إلى بنائها على الصعيد المستقبلي"، مطالباً بعلاقة تكون مبنية على ثلاث نقاط: "رفع الوصاية عن لبنان واستعادته استقلاله وسيادته وقراره الحر، ورفع الوصاية في شكل كامل، وضمن ذلك يجب التوصل إلى انسحاب سوري كامل من لبنان يتم على مرحلتين: تتضمن المرحلة الأولى انسحاب الجيش السوري إلى البقاع قبل الانتخابات النيابية التي يجب أن تحصل في شكل حر ونزيه، وأن تنبثق منها حكومة وحدة وطنية قادرة على وضع برنامج بالتعاون مع الحكومة السورية على ان يضمن البرنامج الانسحاب النهائي خلال جدول زمني متفق عليه، بناء علاقات وثيقة بين لبنان وسورية مثل الموجودة بين دولتين تربطهما قربى وعلاقات وثيقة". وتمنى لحود تفكيك الأجهزة الأمنية التي تتعاطى في السياسة اللبنانية سواء كانت لبنانية أم سورية، معتبراً ان "هناك ضرورة لأن تتعاطى سورية مع لبنان في شكل سياسي بواسطة وزير الخارجية وبواسطة آليات تطغى عليها الأشكال المدنية والسياسية. وان يتوقف التعامل مع لبنان بواسطة الأجهزة الاستخباراتية"، رافضاً ان "يتعامل مع لبنان كأنه ملف. لبنان هو بلد سيد حر ومستقل ونتوقع ان يتم التعامل معه على هذا الأساس". وأضاف لحود ان "حركة التجدد الديموقراطي وضعت أجندة مطالب محلية نرجو تنفيذها. وهي اولاً استقالة الحكومة الحالية لتحل محلها حكومة محايدة تشرف على الإنتخابات وتؤمن حريتها ونزاهتها وتكافؤ الفرص فيها. واقرار قانون محايد للانتخابات"، معتبراً ان "قانون 1960 يصلح كتسوية جيدة وصالحة بين الموالاة على ان يعاد النظر في تقسيم بيروت بما يتلاءم مع قانون 1960. وتأمين تكافؤ الفرص في الإعلام تحت سقف التعددية والحرية وليس تحت سقف القمع وسيف الإقفال، واعادة فتح تلفزيون "ام تي في"، وكشف الجناة في محاولة اغتيال مروان حمادة كضمانة لسلامة كل العاملين في الحقل السياسي، سواء في المعارضة ام غيرها. وردا على سؤال قال لحود: "كنا حريصين على ان نوضح للمعلم ان العلاقات بين سورية ولبنان لا يمكن ان تتم خارج الأهداف التي ذكرتها"، مضيفاً ان المعلم "شرح انه جاء إلى لبنان بتكليف من الرئيس الأسد الذي يسعى الى حوار مع لبنان هدفه بناء علاقات لبنانية سورية على اسس صحيحة". وعن كلام الوزير جنبلاط الذي تحدث فيه عن غزل من الدولة تجاه اطراف في المعارضة، أجاب لحود: "المعارضة واحدة لا تتجزأ، وهي مبنية في شكل هادف وقوي وأطرافها متفقون على ما جاء في وثيقة البريستول، وان أي كلام مع أي طرف من اطراف المعارضة لا يتم خارج سقف وثيقة البريستول". وأضاف لحود ان الإنفتاح السوري ليس على المعارضة وحدها، لأن "ما فهمناه من الوزير المعلم انه سيتصل بجميع الأطراف بمن فيهم المعارضة". وعن تأثير عودة العماد ميشال عون على المعارضة، رد لحود: "كل الأطراف التي ستخوض الانتخابات المقبلة تحت شعارات استعادة سيادة لبنان واستقلاله وديموقراطيته تغني المعارضة ولا تضعفها". وختم لحود: "لم استشر بقية الأطراف قبل اللقاء، ولكن وضعنا اطراف في المعارضة في اجواء اللقاء، لكن اعلمت البطريرك صفير والنائب جنبلاط وبقية الأعضاء في لقاء لجنة المتابعة امس". ورداً على سؤال على ما ورد عن أن وليد جنبلاط قطف خروج جعجع من المعارضة، قال لحود: "النظرة الى عودة عون وخروج جعجع نعتبرها جزءاً من اقفال ملف الحرب واتمام المصالحة الوطنية، ولا نضعها ضمن قطاف سياسي".