على رغم أن عدد مزارع الأسماك الأهلية يبلغ نحو 1600 مزرعة تحتل مساحة تزيد على 310 آلاف دونم، ما يشير إلى حجم الاهتمام والاستثمار في مجال الثروة السمكية في العراق، إلا أن الارتفاع الكبير في أسعار الأسماك أضحى أمراً لا يتناسب مع مستوى أسعار اللحوم المختلفة الأخرى، وكذلك لا يتوافق مع حجم دخل شرائح واسعة من المواطنين الذين باتوا لا يقوون على تذوق السمك النهري وكذلك سمك الكارب المربى في المزارع الأهلية إلا في المناسبات الخاصة. ففي إشارة إلى الاهتمام في هذا الجانب وضعت "الشركة العامة لخدمات الثروة الحيوانية" خطة مكثفة تهدف إلى زيادة إنتاج الأسماك وبالتالي خفض أسعارها بما يتناسب مع دخل جميع المواطنين ومن أهم ملامح هذه الخطة تشجيع الاستثمار في مشاريع تربية الأسماك إذ سيتم بناء مفاقس متطورة تعنى بإكثار أصبعيات الكارب. كما تهدف الخطة أيضاً الى الاهتمام بالآباء والأمهات وأحواض الحضانة لصنف الأسماك فضلاً عن أحواض لتربية الأسماك التجارية وتوسيع القاعدة الغذائية الطبيعية التي تحتم التوسع بإنتاج أسماك الكارب بأنواعه الثلاثة الاعتيادي والعشبي والفضي. وأشار معاون المدير العام للشركة، مصدق دلفي، إلى أن خطة الشركة تضمنت تأهيل مفقس أسماك الصويرة الذي يعتبر من المشاريع المهمة في العراق إذ تم تأهيله بأحدث المعدات والأجهزة وذلك بهدف إنتاج 100 مليون يرقة من أسماك الكارب التي سيتم توزيعها على المربين بهدف زيادة إنتاج الأسماك، لافتاً إلى أن الخطة تتضمن إنتاج 100 مليون يرقة إضافية من الأسماك العراقية مثل البني والشبوط والكطان. وقال يحيى الفهد رئيس مجلس ادارة "الشركة الأهلية للإنتاج الزراعي" انها تأسست وفق رؤية شاملة متخصصة في إنتاج الأسماك وتسويقها على نحو يخدم حاجة البلاد ومن الثروة السمكية. إلا أنها وجدت وخلال سنوات عدة أن الدعم غير متوافر لها للمضي في مشروعها الذي تضمن إنشاء أحواض كبيرة في منطقة "7 نيسان" وكانت تأمل في أن تحقق ناتجاً مقبولاً على رغم الصعاب التي واجهت عمل الشركة في عقد التسعينات. وأضاف الفهد أن الشركة "على رغم مشكلات الإنتاج التي يقف وراءها التدهور الأمني إلا أنها تمكنت من تحقيق المستويات التي كانت دون طموحنا كما نسعى حالياً إلى تأهيل مفقس الشركة بأحدث المستلزمات لإنتاج العدد المطلوب من اليرقات التي تساعد على زيادة إنتاج الشركة من الأسماك على مختلف أنواعها". ودعا الفهد إلى إيجاد آلية تنظم عمل الشركات المساهمة المنتجة للأسماك وهي "الأهلية" و"الشرق الأوسط" و"الأثمار" وبالشكل الذي يوفر لها إمكانات اكبر في العمل المشترك ومن خلال دعم المصارف الخاصة ورفدها بالسيولة المالية اللازمة لتأهيل مشاريعها ومعالجة أي مشكلات تواجهها. وقال أن الثروة السمكية في العراق ثروة مهمة وناشطة وحيوية لارتباطها المباشر بالثروة المائية الوفيرة التي يتمتع بها العراق المتمثلة بالمسطحات المائية والبحيرات إلى جانب عودة الحياة الى الأهوار التي سيكون لها دور في تنمية الثروة السمكية في شكل واسع.