سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحريري اشترى كميات من الأوشحة وربطات العنق البرتقالية لانتخابات على الطريقة الاوكرانية . لقاء بوش يدعو البطريرك صفير ولقاؤه مع شيراك يحسم البحث في فرض "عقوبات مالية" على سورية
سيكون اغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري وعواقبه على لبنان والمنطقة في صلب محادثات الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع نظيره الأميركي جورج بوش خلال عشائهما في بروكسيل مساء الاثنين المقبل. وعلمت"الحياة"من مصادر مطلعة ان البيت الأبيض أبلغ الفرنسيين ان بوش يجعل من قضية"الذهاب الى النهاية"في معاقبة سورية"قضية شخصية". وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بحثت مع شيراك في احتمال فرض عقوبات مالية على سورية وذلك قبل اغتيال الحريري، وأن الحديث في حينه تناول تحذير دمشق من عقوبات مالية. وذكرت المصادر ان مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط وليام بيرنز الذي التقى البطريرك صفير اول من امس في بيروت، وجه اليه دعوة لزيارة واشنطن ومقابلة بوش. ولا يزال التحرك الفرنسي المقبل غير واضح وسيكون موضوعاً محورياً خلال لقاء بوش وشيراك. وأشارت المصادر الى أن الولاياتالمتحدة عازمة على الذهاب الى أقصى مدى في هذا الملف وأنه"لا يمكن لفرنسا ان تبقى خارج التحرك الأميركي، لكنها حذرة بالنسبة للوضع الهش في لبنان بعد اغتيال الحريري". وأوضحت ان العقوبات المالية التي يمكن ان تفرضها الولاياتالمتحدة تشمل منع أي عملية مالية بين المؤسسات المالية الأميركية والمصرف المركزي السوري. لكن فرنسا حذرة جداً"لأن أحداً لا يريد أن يعود لبنان الى ما مضى". وكانت فرنسا اقترحت على الولاياتالمتحدة قبل التمديد للرئيس اميل لحود، تحركاً دولياً لمنع هذا التمديد، ووافقت الادارة الأميركية شرط أن يتم ذلك عبر تحرك مشترك اميركي - فرنسي. أما الآن فأصبحت واشنطن في طليعة التحرك بالنسبة الى سورية لأن ادارة بوش حسمت تقويمها لاداء النظام السوري معتبرة انه"خيب آمالها". وكان الحريري من جانبه مقتنعاً بضرورة الحؤول دون تقسيم المعارضة التعددية، فعمل كثيراً للإعداد لجبهة معارضة ديموقراطية في الانتخابات المقبلة، انطلاقاً من حرصه على أن يكون الصف المسيحي ممثلاً بالبطريرك الى جانبه مع جانب زعيم الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط. وبعد حصول التمديد اعتبر الحريري ان على المعارضة عدم المطالبة باستقالة لحود وتمرير فترة التمديد 3 سنوات، تجنباً لاحتمال لجوء سورية الى اجباره على الاستقالة لتعيّن رئيساً جديداً موالياً لها لمدة ست سنوات. وبدا الحريري مقتنعاً بأن في إمكان المعارضة ان تحقق فوزاً كاسحاً في الانتخابات وتشكيل غالبية برلمانية، اذا جرت الانتخابات بحرية، بحيث يتم بعدها تشكيل حكومة وحدة وطنية تمارس صلاحياتها استناداً الى هامش كبير ازاء لحود. وانطلاقاً من رهانه على الانتخابات عمل الحريري من دون انقطاع على توحيد المعارضة، فأكد العماد ميشال عون ل"الحياة"ان اتصالات غير مباشرة جرت بينهما عبر اصدقاء وكانت ستتوج بلقاء يسبق الانتخابات على نمط اللقاء المرتقب بينه وبين جنبلاط. وكان الحريري اشترى خلال احدى زياراته لباريس كميات كبيرة من ربطات العنق والشالات ذات اللون البرتقالي لتكون رمزاً لحملته الانتخابية، على الطريقة الاوكرانية. وذكرت مصادر مطلعة ان الجانب الفرنسي تبلغ تقويماً صادراً عن مسؤولين في البيت الأبيض مفاده ان سورية قد تسحب قواتها قريباً من لبنان، لكن من المشكوك فيه أن تسحب استخباراتها.