اعتذرت المخرجة اللبنانية نادين لبكي من أكثر من فنان وفنانة عن عدم تمكنها من العمل معهم في فيديو كليبات، لنيتها خوض التجربة السينمائية، التي سافرت من أجلها الى باريس. والواقع ان قلة من مخرجي ومخرجات ال"فيديو كليب" في العالم العربي تمكّنت من اثبات حضورها على الفضائيات، ولفت الانظار مثل المخرجة اللبنانية الشابة نادين لبكي. دخلت عالم "الفيديو كليب" من طريق المصادفة وك"فشة خلق" كما تردّد، فإذا بها نجمة من نجومه ولو أن موقعها يبقى دائماً خلف الكاميرا... تخصصت نادين لبكي في مجال العلوم السمعية والبصرية، وبدأت مشوارها مع الصورة في فيلم جامعي قصير عنوانه "11 باستور"، تدور قصته حول شخص يراقب الحي الذي يسكنه من منظار بندقية. ولا يرى المشاهد إلا ما يظهر على الشاشة من خلال المنظار. عرض الفيلم المشار إليه في مهرجانات عربية وعالمية عدة، ولفت الانظار الى مخرجة صاحبة أسلوب وموهبة. كما نالت نادين جائزة أفضل فيلم قصير في لبنان وفي معهد العالم العربي في باريس قبل سنوات. هكذا قرّرت أن تخوض مجال السينما والفيديو، لكنّها دخلت هذا العالم من باب... الاعلانات! وكانت لها تجربة قصيرة في اخراج برنامج "يا عمري" عبر تلفزيون "المستقبل"، لكنّها سرعان ما انفضّت عن العمل للتلفزيون، معتبرة الاخراج للشاشة الصغيرة "مملاً وروتينياً"، ويتطلب سرعة في التنفيذ والاستجابة لعنصر الوقت الضاغط. تخلت عن تلك التجربة بمحض ارادتها، لتنصرف الى اخراج الاعلانات التي لا تبرز نجومية المخرج كثيراً، "فحتّى اسمه لا يظهر على الشاشة". وكان أن دخلت مجال الفيديو كليب لتحتلّ موقعاً على حدة في عالم الإخراج. باتت واحدة من المخرجين الأكثر انتشاراً في لبنان والعالم العربي. وجذبت الجمهور بأسلوب ناضج سينمائياً، وديناميكي وغني بإحالاته. كانت الانطلاقة الحقيقية في اغنية "أخاصمك آه" لنانسي عجرم. وخصوصية نادين في الاخراج جعلت عدداً لا يستهان به من نجوم الفن يستعينون بها: يوري مرقدي وكارول سماحة ونوال الزغبي. فهي تجعل الصورة قريبة من المشاهد، وتؤثر في يومياتهم. وحين اعتذرت نادين لبكي أخيراً عن اخراج كليب "غالي عليّ" لكارول سماحة، ظن بعضهم ان السبب وجود خلافات بين المخرجة والمطربة. لكن الأمور لم تكن في هذا المنحى. نادين لبكي تخشى استنفاد الأفكار في الكليبات، وهدفها الآن السينما... حبّها الأوّل، و"هدفها منذ البداية"، كما قالت. لذا قررت الابتعاد قليلاً عن تصوير الأغاني، وستشارك مع خمسة مخرجين آخرين من العالم، بينهم عربي آخر هو توفيق أبو وائل مخرج فيلم "عطش" في ورشة يرعاها "مهرجان كان" السينمائي. هكذا سافرت الى باريس، حيث تبقى حتى أواخر شباط فبراير منقطعة عن كل ما يربطها بالكليب، معتذرة للكثير من المطربين والمطربات عن عدم قدرتها على تلبية رغباتهم، لأنها ستكتب سيناريو أول افلامها الطويلة، ويتحدث عن المرأة الشرقية والتناقضات والمشكلات التي يفرضها عليها العالم المعاصر ... فهل ستفرض نادين لبكي نفسها في عالم السينما، كما فعلت مع الفيديو كليب؟ وهل ستجد مكانها بين المخرجين الجدد في السينما العربية، مثل غسان سلهب وزياد الدويري وأكرم الزعتري ومحمد سويد ودنيال عربيد والآخرين ؟