قال رئيس مجلس الشيوخ البولندي لونجن باستوسياك ل"الحياة" ان بلاده تدعم مشروع برشلونة الثاني الذي تعتزم اسبانيا استضافته العام الجاري بين دول الاتحاد الاوروبي والمجموعة العربية المتوسطية، بهدف "البحث في امكان اطلاق المشروع الاورومتوسطي المتعثر منذ 1995 بسبب تعثر عملية السلام في الشرق الاوسط". وأوضح المسؤول البولندي، الذي يزور المغرب على رأس فد من رجال الاعمال يضم 50 شخصية، ان "الظروف الاقليمية باتت مساعدة على قيام تجمع اقتصادي وتجاري بين ضفتي البحر الابيض المتوسط، يمتد من المغرب على المحيط الاطلسي الى بولندا في اقصى الشرق، ما يعزز فرص الاستقرار والتعاون والتنمية في المنطقة". واعتبر باستوسياك ان "اللقاء الاسرائيلي- الفلسطيني في شرم الشيخ مؤشر الى وجود تحول ايجابي في المنطقة، وتميل بولندا الى الرأي القائل بأن الخلافات السياسية تعوق التعاون الاقتصادي بين ضفتي المتوسط". وأشار الى ان بلاده حديثة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي "وتعتبر نفسها قنطرة بين العالم العربي والغرب الاوروبي كونها دولة تنتمي الى الشرق، وستقيم مطلع الصيف المقبل معرضاً تجارياً عربياً كبيراً في فرصوفيا بمشاركة مئات الشركات العربية". وقال المسؤول البولندي أنه "يمكن المغرب، الشريك الاقتصادي لاوروبا منذ 1996 ، ان يساعد في قيام منطقة أورومتوسطية في أفق العقد المقبل تضم الدول العربية المطلة على البحر المتوسط ومجموع دول الاتحاد الاوروبي المتوقع ان يزيد اعضاؤه بدخول دول جديدة من اوروبا الشرقية". ولفت الى أن "المغرب يملك موقعاً متميزاً اضافة الى عضويته في ""اعلان اغادير" الذي يروم قيام سوق مشتركة بين مصر والمغرب والاردن وتونس". وأكد رئيس مجلس الشيوخ مساندة بولندا للموقف الداعي الى "منح المغرب وضعاً متقدماً داخل الاتحاد الاوروبي يقل قليلاً عن العضوية الكاملة ويزيد على الشراكة الاقتصادية في اطار سياسة الجوار الجديدة التي يتبناها الاتحاد وتقوم على مبدأ تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية الامنية مع دول من جنوب البحر المتوسط منها المغرب وتونس والاردن واسرائيل". ودعا باستوسياك الى "زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين بلاده والمغرب"، معتبراً أن "العلاقات الاقتصادية ضعيفة ولا تزيد على 200 مليون دولار سنوياً، بينما يقل عدد السياح البولنديين عن عشرة آلاف سنوياً". وكان وفد رجال الاعمال البولنديين اجتمع امس مع اتحاد المقاولات المغربية سي جي ام في الدار البيضاء للبحث في مشاريع التعاون المقترحة من الجانبين ومنها استيراد منتوجات زراعية مغربية مباشرة من دون الحاجة الى وسيط اوروبي كما كان الامر في السابق لا سيما منها الخضر والفاكهة والاسماك، وستقوم شركات مغربية في الفترة المقبلة بتوريد تكنولوجيا وصناعات بولندية في مجالات عدة.