مهّد الخليوي لدوره في الانتخابات النيابية المصرية، عبر الدور الذي لعبته الرسائل النصية القصيرة"اس ام اس" SMS في الانتخابات التي شهدتها مجموعة من النوادي الرياضية المصرية أخيراً. واستعمل بعض المرشحين لعضوية تلك النوادي، تقنية رسائل الخليوي الصوتية"فويس مايل"Voice Mail. وانتشرت تلك الظاهرة في نقابة الصحافيين خلال الانتخابات الاخيرة لمنصب النقيب. وشرح المرشحون برامجهم عبر رسائل الخليوي. الخليوي ضد توريث الاعياد! بدأ توسّع استخدام الخليوي في الانتخابات على أنواعها، مع سيطرة السياسة، بأحداثها ونقاشاتها، على الرسائل القصيرة التي تبادلها المصريون للتهنئة بعيد الفطر المبارك هذا العام. وتضمنت الرسائل اسماء الشخصيات السياسية والاحزاب. وانتشرت في عيد الفطر رسالة خليوي تقول:"عيد مبارك ونظيف وكله سرور وجمال وكمال... مع تحيات الحزب الوطني الحاكم". وبذا، لمّحت الرسالة الى اسماء مجموعة الوزراء في الحكومة الحالية. وحملت رسالة اخرى الكلمات التالية:"الله تبارك والعيد مبارك ويا جمال الستة البيض". وتضمنت اخرى اسماء احزاب المعارضة، بمن فيهم"الاخوان المسلمين"بقولها:"العيد الغد... هنعيد مع الاخوان والاخوات... ووفد من العيلة، اعاده الله عليك ناصري... ان شاء الله وجعلك من الأحرار". وتحمل تلك الكلمات اسماء 4 احزاب الغد والاخوان والناصري والاحرار، اضافة الى الحزب الوطني المشار اليه بلفظة"العيلة". وفي المقابل بثت"الحركة المصرية من أجل التغيير"كفاية رسالة تهنئة خليوية تقول"حركة كفاية تناشدكم... قل عيد سعيد، ولا تقل عيد مبارك... لا لتوريث الاعياد". وحملت معظم الرسائل عبارات سخرية من الحزب الوطني الحاكم بسبب احساس المواطن بأنه الحزب المسيطر، ولا أحد يرضى عن الحزب خارج اسواره، وهو ما حدا ببعض اعضائه الى اطلاق بعض الرسائل المؤيدة له كي يخففوا من حدة الاستياء من الحزب الحاكم. ويرى الدكتور صفوت العالم استاذ الاعلام في جامعة القاهرة في هذه الرسائل الخليوية بداية لصحوة سياسية في المجتمع المصري:"بدأت تلك الصحوة بالحديث عن الديموقراطية والانتخابات الرئاسية بين اكثر من مرشح... ان شعور المواطن المصري بالضغوط المادية والاجتماعية وعدم الأمان يدفعه الى السخرية والتعمق في الأمور السياسية". ولعبت رسائل"اس ام اس"دوراً مهماً في الانتخابات البرلمانية في مصر. واستخدم الخليوي بشكل مكثف من قبل منسقي التحركات، والكادرات الحزبية التي تولت تنظيم نقل المؤيدين الى نقاط الاقتراع والعودة منها. واستعمل للاتصال مع ممثلي الجمعيات الأهلية المصرية والدولية، وأطقم الصحافة والإعلام المرئي - المسموع، لوضعهم على اتصال مباشر مع الاحداث"الساخنة"في تلك الانتخابات. وشوهدت منقبات كثيرات يتحدثن لساعات طوال لكي يقنعن صديقاتهن وجيرانهن واقاربهن بالتصويت للجماعات التي يؤيدنها. ولعله ليس من المبالغة القول ان الانتخابات النيابية المصرية للعام 2005، كانت انتخابات الخليوي والتلفزيون طبعاً بامتياز! في ثنايا الحياة اليومية في السنوات القليلة الماضية، بات الهاتف الجوال ذو الشاشة الملونة من المتطلبات الأساسية للمصريين الذين بدأت أعماله تغزو حياتهم اليومية. واعتمد الكثير من المصريين عليه في إدارة الاعمال واقامة الحملات الدعائية ومتابعة الاخبار السياسية في الفضائيات، باستخدام الرسائل القصيرة اس ام اس من قناتي الجزيرة والعربية? وبات في مقدور مستخدمي الخليوي في أي بلد من بلاد الشرق الاوسط الاستماع في غضون دقائق الى اغنيته المفضلة باستخدام جهاز الاستقبال FM من هاتفه الخليوي، وإنزال نغمته الهاتفية المحببة عنده، والانضمام ايضاً الى إحدى ألعاب الشبكة اللاسلكية. وتُعدّ رسائل"اس ام اس"القصيرة من أنجح رسائل التسويق المباشرة للعديد من الشركات راهناً. واستخدمتها مكاتب الإعلام في عدد من الوزارات المصرية اسلوباً لتذكير الصحافيين بمواعيد انعقاد المؤتمرات والندوات. واجتاحت الرسائل القصيرة شاشات القنوات الفضائية. ولم يكن كلامها"منضبطًً"كله. ومع صعود دور الهاتف النقال في الاتصالات ونقل الرسائل الالكترونية والصوتية للفنانين المحببين، تحولت خدماته الى حرب ضروس بين شركاته التي تتسابق في تقديم خدمات مثل النغمات ورنات الهاتف والفيديو كليب والاستشارات القانونية ووصفات الطهو والاستشارات النفسية وقراءة الحظ والأبراج وشرح تفاصيل الموضة والبضائع وعروض الشقق والمساكن، إضافة الى انواع الفتاوى الدينية والفقهية وغيرها. ويرى مدير تسويق إحدى المنتجات الغذائية في مصر يوسف رامز ان رسائل"اس ام اس"من أنجح وسائل التسويق المباشرة:"تصل الى عميل مباشرة وتجعله يتصل بالشركة مباشرة، ليتعرف على تفاصيل منتجك أو خدمتك. ويقرأها المستهلك بعناية... وتقلل الوقت اللازم لتسويق المنتج بالوسائل التقليدية... ويمكن إرسال نحو مليون رسالة في وقت قصير". مشاهدو الموبايل ومسلسلاته ورأى مهندس الكومبيوتر شريف فايز 33 عامًا انه خلال السنوات القليلة المقبلة سيكون الخليوي حاسوباً وتلفزيوناً وجريدة ومكتبة ومفكرة شخصية وبطاقة ائتمان في الوقت نفسه. وخلال سنوات قليلة، سيبرز"مشاهدو الموبايل"اذ يبدو أن آفاق صناعتي الموبايل والترفيه لا حدود لهما مع اتساع نطاق استخدام التكنولوجيا وتطورها المستمر. وسيروج مصطلح"المسلسل الخليوي". واشار الى ان شركة"فودافون"ستشرع ببث لقطات وكليبات الافلام الحديثة قريباً. ومع تطور تلك الخدمات بدأ عدد من المدارس المصرية استخدام رسائل الخليوي للاتصال بالآباء عندما يتهرب ابناؤهم من المدرسة. وتدخل اسماء المتغيبين على الكومبيوتر، الذي يتولى بث رسائل قصيرة الى خليويات الآباء. وأشارت مديرة احدى المدارس الخاصة، ثريا نظمي، الى ان تلك التجربة خفضت من نسبة التغيّب الى النصف. وتحصّل رسوم تلك الخدمة من أولياء الأمور. ونبهت نظمي الى ان"سبب تركيزنا على تلك الخدمة هو رغبتنا في التأكد من وجود التلاميذ في المدرسة فهي بيئة آمنة، فاذا لم يكونوا في المدرسة يتزايد احتمال ان يصبحوا ضحايا للجرائم. كما يستطيع مستخدمو الخليوي الاطلاع على حال اسواق الاوراق المالية وتعاملاتها من طريق شريط يظهر في أعلى شاشة النقال، اضافة الى الاخبار المستجدة والعاجلة في العالم أجمع. يسعى غالبية الشباب في مصر للحصول على أحدث النغمات لهواتفهم من مواقع الانترنت او من المحطات الفضائية الغنائية او من خلال اعلانات شركات الخليوي في الصحف اليومية. وتقول شيرين القاضي 19 عاماً:"من الممل الاحتفاظ بالنغمة نفسها لفترة طويلة او حتى استخدام النغمات الأصلية للتلفونات، خصوصاً مع ظهور النغمات المجسمة، وامكانية ان يعلو هاتفي بصوت المغني. ويرى خبراء في علم الاجتماع أن الإقبال على شراء نغمات الهواتف هو تجسيد لاحساس المصريين، خصوصاً الشباب، بالفراغ. ويقول الدكتور احمد المجذوب:"رنّات المحمول ظاهرة تنتشر بين مختلف الفئات العمرية، الا انها لدى الشباب وسيلة لشغل وقت الفراغ والتباهي ومجال للتعبير عن ميول فردية.