أعلن حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة أن على الحكومة اللبنانية استحقاقات سندات الدولار المتوجبة في 2006 "تفوق ثلاثة بلايين دولار"، مشيراً الى أن "وزارة المال باشرت الاعداد لاجراء عمليات الاستبدال "السواب" لهذه السندات والتي تستحق السنة المقبلة تنفيذاً لقرار الحكومة القيام بها خلال هذه السنة". وأكد أن "السوق اللبنانية اعتادت معالجة اعادة تمويل السندات في حدود بليوني دولار". وأوضح سلامة في مؤتمر صحافي امس للاعلان عن عقد "ملتقى بيروتالمالي والمصرفي الاسلامي" بين 13 و14 نيسان ابريل المقبل، أن "عمليات السواب تشكل جزءاً من ادارة الدين، لكنها لا تغني عن ضرورة تنفيذ اصلاحات بنيوية تؤدي الى خفض نمو الدين العام وفي القطاع الخاص". وأشار سلامة الى أن عمليات "السواب" للسندات بالليرة "بدأت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي وتستمر الى آذار مارس المقبل"، كاشفاً أنه "قبل هذا التاريخ يمكن أن نقوم بالاتفاق مع وزارة المال بتساوي معدلات الفائدة في السوق الاولية مع تلك المعمول بها الآن في عمليات الاستبدال بهدف الغاء الازدواجية في اسواق التمويل في لبنان". ودعا الى "عقلنة الحوار السياسي في لبنان في شكل يبقى في اطاره الديموقراطي كي لا تشعر الاسواق والمستثمرون بوصول الوضع الى حال من التشنج الذي يمكن أن يؤدي الى انقسامات". واعتبر أن "الثقة تشكل محركاً للاقتصاد واساساً للاستقرار النقدي وأي تحرك يمسها ستكون له مفاعيله على الاقتصاد". ورأى أنه "عندما يكون لبنان في مواجهة قرارات دولية ويعيش تجاذبات سياسية داخلية، فيمكن أن يكون لهذا الامر تأثير". لكن سلامة طمأن الى أن مصرف لبنان "كان يأخذ دائماً في الاعتبار تأثير الاوضاع متخذاً التدابير اللازمة مسبقاً لكي تكون موازنة المصرف المركزي عنصر استقرار تساهم في ارساء اطمئنان المستثمرين والعاملين في الاسواق". وأكد أن "وقع التجاذبات السياسية على الاسواق تراجع على مدى الاعوام العشرة الاخيرة، ويتأكد ذلك من خلال سوق القطع أو الاكتتابات في سندات الخزينة أو الاستقرار في معدلات الفوائد". وشدد سلامة على "متانة الاوضاع وعدم تأزمها". وأكد رئيس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه أنه "لا يمكن تصور مركز مالي في المنطقة العربية لا يوفر كل المنتوجات والنشاطات المصرفية اذ تشكل الصيرفة الاسلامية رافداً اساسياً من روافد الصيرفة العالمية، وسيكون لبنان في جزء من نشاطه المالي والمصرفي قاعدة لهذه الصيرفة". وقال رئيس مجموعة "الاقتصاد والاعمال" التي تنظم الملتقى رؤوف ابو زكي ان المؤتمر "يعكس التطور الذي حققته الصيرفة الاسلامية وباتت تستحوذ على موجودات تتجاوز 300 بليون دولار وودائع تتجاوز 200 بليون دولار، فضلاً عن امتلاكها استثمارات في دول عدة". ولفت الى "النمو المتزايد لحجم الاموال الاسلامية الذي رافقه تطور ملحوظ في طرح الخدمات والمنتوجات الجديدة التي باتت توفر قنوات استثمار وتمويل رئيسة".