يخوض الرئيس الكازاخي نور سلطان نزار باييف الانتخابات الرئاسية المقررة الاحد المقبل بحظوظ شبه أكيدة بالفوز بولاية ثالثة منذ عام 1990. ووضع باييف أجندة طموحة لفترة ما بعد انتخابه، أهمها جعل بلاده الغنية بالنفط والغاز أول جمهورية سوفياتية سابقة تترأس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عام 2009. لكنه يتوجب عليه اثبات قدرة بلاده على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة تغير رؤية الغرب الى الانتخابات في دول الاتحاد السوفياتي السابق، باعتبارها جسر عبور لعودة المتآمرين إلى السلطة. وكانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا انتقدت عدم وفاء الانتخابات السابقة كلها في كازاخستان بالمعايير المطلوبة، وآخرها الانتخابات الاشتراعية عام 2004، حين تحدثت عن نواحي"قصور خطرة"فيها. وأصدر نزار باييف في أيلول سبتمبر الماضي توجيهات لإدارته بتوفير الضمانات اللازمة لإجراء انتخابات حرة وشفافة، ما أدى الى رفع بعض القيود على حرية عقد الاجتماعات. لكن الحملة الانتخابية ترافقت مع ممارسة السلطات ضغوطاً على أربعة منافسين لباييف سعياً الى توطيد أركان حكمه. ووفرت وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة دعماً هائلاً لباييف، بينما منعت حكومته صدور صحف المعارضة مرات عدة، بحسب ما أفاد تقرير لمهمة استطلاع متقدمة تابعة للمنظمة الاوروبية. وعثر أخيراً على السياسي المعارض زمان بك نوركاديلوف مقتولاً في ظروف غامضة. ويدعم الأداء الاقتصادي القوي ونموه بنسبة تسعة في المئة في السنوات الأخيرة فرص تحقيق الرئيس باييف انتصاراً سهلاً في الانتخابات، علماً ان النمو استند الى انتعاش قطاع الطاقة ما رفع مستوى المعيشة. لكن الفساد يظل متفشياً على نطاق واسع ما يجعله الهدف الرئيسي للانتقادات. في المقابل، تفتقد المعارضة الوحدة من أجل إطلاق"ثورات الملونة"تشبه تلك التي أطاحت سابقاً القادة المخضرمين في جورجيا واوكرانيا.