أعلنت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان أمس، أنها صنعت أسلحة نووية للدفاع عن النفس في مواجهة المساعي الأميركية لعزلها، مؤكدة تعليقها إلى أجل غير مسمى، المشاركة في المحادثات السداسية التي تهدف إلى إنهاء طموحات بيونغيانغ النووية. واتهمت واشنطن بالسعي إلى إسقاط النظام الحاكم في بيونغيانغ، في ما يشكل تحدياً خطراً للإدارة الأميركية. وقال البيان:"اتخذنا بالفعل قرار الانسحاب من معاهدة الحد من الانتشار النووي وصنعنا أسلحة نووية للدفاع عن النفس في مواجهة سياسة إدارة بوش السافرة والمتمثلة في عزل جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية وخنقها". وأضاف البيان أن كوريا الشمالية"ستعزز ترسانة أسلحتها النووية"للدفاع عن نظامها السياسي. وهذه أول مرة تعلن فيها بيونغيانغ امتلاكها أسلحة نووية، وهو أول رد منها على استئناف المحادثات السداسية، منذ أن قال بوش في خطابه عن حال الاتحاد إنه ملتزم بإنهاء الطغيان. وعلى رغم أن بوش امتنع عن ذكر دول بعينها، فإن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس خصت كوريا الشمالية بالذكر باعتبارها واحدة من ستة أنظمة مستبدة. وقالت الخارجية الكورية الشمالية:"ستظل الأسلحة النووية رادعاً نووياً للدفاع عن النفس تحت أي ظروف". واعتبر البيان أن هذه التصريحات دليل على عداء واشنطن للنظام المستبد. ردود دولية ورد مسؤولون كبار من سيولوواشنطن وطوكيو سريعاً على الخطوة التي اتخذتها كوريا الشمالية. ومن لوكسمبورغ التي تزورها في إطار جولتها الأوروبية، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية بيونغيانغ من"عزلة أكبر"إذا تأكد أنها توصلت فعلاً إلى صنع قنبلة نووية. وقالت رايس إن واشنطن اطلعت على التصريحات الكورية الشمالية وما زالت تعكف على تحليلها مع بقية الفرقاء روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية في المحادثات السداسية. بدورها، أعربت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال إليو ماري عن قلق فرنسا الشديد حيال قرار كوريا الشمالية تعليق مشاركتها في المحادثات، وكذلك من التصريحات الإيرانية الأخيرة بشأن الموضوع ذاته. وأضافت أنه"أمر مقلق جداً"على غرار"بعض التصريحات الايرانية الاخيرة". من جهتها، حذرت موسكو من السباق إلى التسلح النووي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان:"نعتبر بكل احترام واهتمام قلق كوريا الشمالية في ما يتعلق بأمنها، لكننا نرى أن هذه المشكلة يجب أن تجد تسوية لها في إطار المفاوضات وليس من طريق السباق إلى التسلح لا سيما الاسلحة النووية". وكثفت واشنطن أخيراً جهود إحياء المحادثات السداسية، وأرسلت مبعوثاً إلى المنطقة في الاسبوع الماضي، حاملاً خطابات إلى الرئيس الصيني هو جينتاو والرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون ورئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي. وقال كويزومي:"من الأفضل استئناف المحادثات مبكراً، سيكون من مصلحة كوريا الشمالية استغلال هذا المنبر السداسي الاطراف". غير أن كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة بدا أكثر تفاؤلاً أمس، ليؤكد من لندن عقب اجتماعه مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو:"اتوقع من خلال جهود دول أخرى إمكان إعادة كوريا الشمالية إلى الطاولة، سأحضها هذه الدول على إشراك كوريا الشمالية"، معرباً عن أمله في ألا يكون موقف بيونغيانغ نهائياً. وقال سترو انه يتفق في الرأي"مع كل ما قاله الأمين العام". ونشر الإعلان الكوري الشمالي في وقت توجه وزير الخارجية الكوري الجنوبي بان كي-مون إلى واشنطن أمس، للبحث في إمكان استئناف المفاوضات. وقالت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية إن بان سيلتقي رايس، ويمكن أن يجري محادثات مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني.