شنّت قوات الأمن الباكستانية تدعمها مروحيات مسلحة عمليات عسكرية في مناطق القبائل المحاذية لأفغانستان، وذلك لليوم الثاني على التوالي. وتزامنت هذه العمليات مع الإعلان عن اعتقال مسؤول بارز في حركة"طالبان"في جنوبأفغانستان المضطرب، والذي يناقش وزير الدفاع البريطاني جون ريد في كابول مسألة فرض الأمن فيه، عبر نشر المزيد من عناصر"إيساف". واستهدفت الهجمات التي شنتها القوات الباكستانية"مخابئ"لمقاتلين على صلة بتنظيم"القاعدة"رفضوا الاستسلام، كما أعلنه ناطق باسم الجيش الباكستاني أمس. وأدت الاشتباكات إلى فرار مئات من سكان تلك القرى التي تفصلهاپخمسة أميال عن مدينة ميران شاه، عاصمة شمال وزيرستان جنوب غربي إسلام آباد. وأفادت تقارير عن مقتل 35 مسلحاً على الأقل منذ بدء الاشتباكات أول من أمس، إضافة إلى 11 جندياً باكستانياً. وقال الفريق أول شوكت سلطان، الناطق باسم وزير الداخلية، أن المتشددين"تكبدوا خسائر، ولكن ما زال على الجيش دخول مناطقهم للتأكد من ذلك". وأضاف:"القتال ما زال مستمراً ونواجه مقاومة صعبة". وذكر سلطان إن أربعة جنود ومسؤولاً برلمانياً قتلوا منذ أول من أمس، لينفي التقارير الإعلامية عن خسائر أكبر وعن فقدان 22 جندياً. وتحدث السكان عن مقتل 25 على الأقل من رجال القبائل الباكستانيين والمتشددين منذ الخميس، وقال بعضهم إن خمسة أجانب بين القتلى. وأكد مسؤول عسكري باكستاني بارز مواجهة"مقاومة عنيفة"من المسلحين، مشيراً إلى أن القوات الباكستانية"أحكمت حصارها"من حولهم ومؤكداً أن العمليات ستستمر حتى"القضاء عليهم أو أسرهم". ولم ترد تقارير عن وجود مطلوبين بارزين من"القاعدة"بين المسلحين. "طالبان" في موازاة ذلك، أكدت قوات التحالف في أفغانستان أن الشرطة اعتقلت رجلاً يدعى عبدالغفار، يشتبه في أنه قائد بارز في حركة"طالبان"في إقليم غازني جنوب البلاد. وجاء في بيان للجيش الأميركي أن عبدالغفار اعتقل"بعدما أرشد مواطن القوات الأفغانية إلى مكانه". ووفرت القوات الأميركية الأمن أثناء احتجاز الشرطة عبدالغفار. وأشار البيان إلى أن الرجل خطط لاعتداءات استخدمت فيها قنابل بدائية الصنع وصواريخ وأسلحة خفيفة ضد القوات الأفغانية والأميركية في إقليم غازني. دور الأطلسي تزامن ذلك مع زيارة وزير الدفاع البريطاني جون ريد أفغانستان، لمناقشة توسيع دور الحلف الأطلسي في المنطقة الجنوبية المضطربة. وقال ريد إن بعض الدول الأعضاء في الحلف كانت تريد التأكد من عدم تضارب التوسيع مع الشروط التي على أساسها نشرت قوات في أفغانستان، ولفت إلى أن مطلب تلك الدول"مفهوم تماماً". وقال ريد في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الأفغانية إن ثمة اعتراضات أيضاً على دمج قوات المساعدة الأمنية الدولية إيساف في قوة واحدة. وستتسلم بريطانيا قيادة"إيساف"في أيار مايو المقبل، تاريخ نشر قوات التدخل السريع التي ستكون في الواجهة مع زيادة عدد قوات"الأطلسي"في جنوبأفغانستان. تزوير من جهة أخرى، أفادت بعثة مراقبة الانتخابات الأفغانية التابعة للاتحاد الأوروبي عن رصد حالات مثيرة للقلق من التزوير في الانتخابات التشريعية التي أجريت أخيراً في أفغانستان. ومع استمرار فرز الأصوات في الانتخابات التي أجريت في 18 أيلول سبتمبر الماضي، أكد بيان صادر عن البعثة إن مراقبيها رصدوا وقوع حالات تزوير مثل ملء صناديق اقتراع بأصوات زائفة والتصويت بالوكالة وعمليات تخويف محتملة لناخبين، وإن لم تكن على نطاق واسع.