تستعد الحكومة السورية لشن"هجوم مضاد"بمجرد تقديم رئيس فريق التحقيق الدولي ديتليف ميليس تقريره الى الاممالمتحدة الشهر المقبل عبر القيام بپ"حملة ديبلوماسية وإعلامية وسياسية"مكثفة مفادها ان سورية بريئة مئة في المئة وليس هناك أي دليل قاطع ضدها، بالتالي فإنها ستقاوم سياسياً واعلامياً وديبلوماسياً مساعي تسييس التحقيق. وكان الرئيس بشار الاسد اجتمع اول من امس مع مجلس اتحاد الصحافيين السوريين برئاسة الدكتور صابر فلحوط وحضور نحو اربعين صحافياً وعضو القيادة القطرية في حزب"البعث"الحاكم الدكتور هيثم سطايحي. وقالت مصادر سورية مطلعة لپ"الحياة"امس ان دمشق ستقوم بپ"حملة سياسية وديبلوماسية واسعة تستهدف كشف الحقائق وتوضيح الموقف السوري ازاء قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري". وقالت المصادر ان سورية"اعدت ملفات مفصلة تتضمن وثائق وتقارير للرد على ادعاءات الشاهد السري محمد زهير الصديق لإرسالها الى دول عربية وأجنبية عبر ايفاد مبعوثين سوريين كبار". وبحسب المعلومات المتوافرة لپ"الحياة"امس، فإن الموقف الرسمي السوري الاخير في ضوء زيارة ميليس يقول ان"سورية ليست لها اية علاقة بجريمة اغتيال الحريري وهي واثقة من براءتها مئة في المئة"وان دمشق على هذا الاساس"تعاونت في شكل كامل مع ميليس الذي لا يملك أي دليل لتوجيه أي اتهام جنائي الى سورية". وأشارت مصادر سورية رفيعة المستوى امس الى قول وزير العدل شارل رزق اول من امس في مجلس الوزراء اللبناني انه"لا يملك الدليل القاطع بعد". وإذ قال اعلاميون سوريون ان الاسد تحدث خلال لقائه الصحافيين عن قضايا عدة بينها التحقيق في اغتيال الحريري، قالت المصادر السورية ان القناعة الرسمية تقوم على انه"مقابل القناعة المطلقة بالبراءة وعدم وجود أي دليل، هناك مساع لتسييس التحقيق. وفي هذه الحال، فإن سورية ستقاوم التسييس بالوسائل السياسية والديبلوماسية والاعلامية كي تضع الناس في صورة الحقيقة". ونقلت المصادر عن مسؤولين سوريين قولهم:"نحن مهتمون بالحقيقة اكثر من غيرنا. هناك أناس يريدون الحقيقة التي تناسبهم وتناسب اغراضهم". كما ان هناك قناعة سورية بأن مساعي"عزل سورية"سابقة لاغتيال الرئيس الحريري في اشارة الى"قانون محاسبة سورية"الذي طبق بعض بنوده في ايار مايو العام الماضي والتصريحات السياسية الاميركية ضد سورية. وقالت المصادر:"ان اغتيال الحريري استخدم لمشروع اساسي قائم هو عزل سورية". وتزامن ذلك، مع ظهور مؤشرات الى احتمال"تفكك جدران العزلة"التي سعت ادارة الرئيس جورج بوش الى فرضها على سورية منذ نحو سنتين ووصلت الى ذروتها عندما حالت دون قيام الرئيس بشار الاسد بزيارة نيويورك للمشاركة في قمة العالم الشهر الجاري. وأعلنت مصادر رسمية امس ان وزير الخارجية فاروق الشرع اتصل بوزراء خارجية ايران منوجهر متكي وتركيا عبدالله غُل وروسيا سيرغي لافروف. كما ان وفداً صحافياً فرنسياً يضم 105 صحافيين بينهم رؤساء تحرير وسائل اعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة وصل ليل اول من امس الى دمشق في زيارة تستمر يومين، وأقيم لهم عشاء رسمي حضره عضو اللجنة المركزية في"البعث"العقيد مناف طلاس والدكتور فواز الاخرس والد السيدة اسماء الاسد ووزير التعليم العالي هاني مرتضى اضافة الى مسؤولين آخرين وشخصيات سياسية وثقافية والسفير الفرنسي جان فرانسوا جيرو.