نفت دمشق امس رسمياً ان تكون"في وارد عقد صفقات"مع الادارة الاميركية مشابهة لصفقة الرئيس الليبي معمر القذافي. لكنها اشارت الى رغبتها في"حوار بناء وموضوعي"يؤدي الى"قواسم مشتركة"بين دمشقوواشنطن. پوجددت امس سورية عبر سفيرها في واشنطن عماد مصطفى الاستعداد لپ"استئناف فوري للتعاون الامني والاستخباراتي مقابل وقف الحملات الاعلامية الاميركية على دمشق"، علماً ان هذا التعاون بدأ بعد احداث 11 ايلول سبتمبر عام 2001 وتوقف في ايار مايو الماضي. وتأتي هذه المواقف الاميركية والسورية قبل الموعد المقرر لتقديم القاضي الالماني ديتليف ميليس تقريره الى مجلس الامن الدولي في 21 الجاري. وكان مسؤول اميركي رفيع المستوى، يعتقد انه السفير الاميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون، ابلغ صحيفة"تايمز"البريطانية ان بلاده بعثت رسالة الى دمشق تتضمن اشارات لعقد"صفقة ليبية"تتضمن اربعة عناصر: التعاون في التحقيق الدولي باغتيال الرئيس رفيق الحريري وتسليم أي مشتبه بتورطهم، وقف دعم"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وپ"الجهاد الاسلامي"وپ"حزب الله"، إغلاق معسكرات تدريب ودعم التمرد في العراق، وقف أي تدخل اضافي في لبنان وذلك في مقابل"تطبيع"العلاقات بين دمشقوواشنطن وإعادة السفيرة مارغريت سكوبي التي سحبت بعد اغتيال الحريري في منتصف شباط فبراير الماضي.پ لكن مصدراً رسمياً في وزارة الخارجية نفى امس هذه المعلومات. وقال في بيان بثته"الوكالة السورية للانباء"سانا ان"هذه المعلومات لا اساس لها من الصحة. وسورية ليست في وارد عقد صفقات، وانما ترغب في ان يقوم مع اميركا حوار موضوعي وبناء يهدف الى الوصول الى قواسم مشتركة يمكن ان تشكل ارضية لعلاقات ايجابية بين البلدين وبما يخدم هدف تحقيق الامن والاستقرار في الشرق الاوسط". وقالت مصادر اخرى لپ"الحياة"امس:"لو ارادت دمشق عقد صفقة كهذه لفعلت قبل سنوات". لكنها أشارت الى ان"اتصالات"أجريت مع واشنطن عبر مصر ومدير الاستخبارات عمرو سليمان، لپ"استكشاف ما تريده اميركا من سورية". پوكان مسؤولون سوريون يشيرون دائماً الى ان المشكلة هي"في عدم معرفة ما تريده أميركا، وأنه كلما تم تنفيذ طلب يطلب امر آخر". وتساءلت صحيفة"تشرين"الحكومية:"ماذا تريد الإدارة الأميركية من سورية؟ هذا سؤال طرحته جهات عربية وغير عربية ارادت التوسط بين دمشقوواشنطن على الأميركيين وطرحه الرئيس الأسد لمحطة"سي أن أن"ولم يأت جواب الإدارة الأميركية". پوكان السفير مصطفى جدد في رسالة بعثها الى مئة عضو في الكونغرس الاميركي استعداد دمشق لپ"استئناف فوري للتعاون الامني"واستقبال وفد من الكونغرس لبحث القضايا العالقة وزيارة الحدود العراقية للتحقق من الاجراءات السورية. الخوري تؤكد روايتها عن انتحار كنعان على صعيد آخر، كررت النائبة السورية السابقة كوليت الخوري تأكيد سماعها من وزير الداخلية اللواء غازي كنعان نيته الانتحار، وانه قال لها أخيراً ان"الانتحار دفاعاً عن الكرامة منتهى الشجاعة، وفي بعض الأحيان هو العنفوان". وكانت دمشق أكدت رسمياً أن"الأدلة تفيد ان كنعان انتحر مئة في المئة"، وانها أبلغت القاضي الألماني ديتليف ميليس نتائج التحقيق السوري. ويأتي تأكيد النائبة الخوري بعد يوم على تشكيك وزير الاعلام السابق الدكتور محمد سلمان برواية الخوري، اذ أكد أمس لعدد من الصحافيين بينهم مراسل"الحياة"ان اللواء الراحل، قال في حضور حفيدة رئيس الوزراء فارس الخوري أنه"يفضل الانتحار على تغيير قناعاته"وذلك في سياق التعليق على تصرفات بعض المسؤولين اللبنانيين. وكانت الخوري قالت ل"الحياة"قبل يومين ان كنعان أبلغها في حضور سلمان وقائد الجيش الشعبي السابق اللواء محمد ابراهيم العلي وقائد القوات السورية في لبنان السابق اللواء سعيد بيرقدار، انه فكر بالانتحار بعد قرار وزارة الخزانة الأميركية تجميد أمواله في بداية تموز يوليو الماضي. وعادت الخوري وأكدت روايتها في مقال نشرته أمس في"البعث"، اذ نقلت عن كنعان قوله:"انني متألم جداً جداً حتى أني فكرت في الانتحار جدياً"، قبل ان يقلل من أهمية قرار تجميد أمواله بقوله:"هل أملك حذاء في أميركا كي يجمدوه"في اشارة الى ابعاد أخرى وراء القرار الأميركي. وأوضح:"المشكلة انهم يعرفون تمام المعرفة أنني لا أملك درهماً واحداً في أميركا. ان يقولوا ما قالوه رغماً عن معرفتهم، هذا يعني أنهم يريدون التشهير بي وايذائي. المقصود من هذا الاختلاق هو اهانتي أنا شخصياً"، الأمر الذي دفعه الى القول:"لست منزعجاً أنا مجروح". وعندما طلبت منه الخوري اصدار بيان توضيحي رداً على القرار الأميركي، قال كنعان بحسب الخوري:"لا يمكنني أن أضع نفسي في موقف الدفاع عن النفس. اذا أصدرت بياناً أضع فيه حداً لاتهاماتهم المختلقة الكاذبة فسيكون البيان الأول والأخير لأنني سأضع معه حداً لحياتي". وأشارت الكاتبة السورية الى انها اتصلت به مرات عدة للاطمئنان اليه، وانه عندما قالت له"الانتحار عمل يقوم به الضعفاء والجبناء وأنت لست ضعيفاً أو جباناً"، أجابها بپ"ابتسامة ساخرة حازمة: كم أنت مخطئة الانتحار دفاعاً عن الكرامة هو منتهى الشجاعة، الانتحار في بعض الأحوال هو العنفوان".